غضب واحتقان في جرجيس التونسية عقب غرق مهاجرين مدنيين ودفنهم سرا

غضب واحتقان في جرجيس التونسية عقب غرق مهاجرين مدنيين ودفنهم سرا
الأربعاء ١٢ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٢:٤٠ بتوقيت غرينتش

تعيش مدينة جرجيس، الواقعة بالجنوب الشرقي التونسي، منذ أكثر من أسبوعين، على وقع كارثة غرق قارب كان يقل عددا من المهاجرين غير النظاميين، وقد اتهم الأهالي الدولة بالتخلي عن مسؤولياتها في البحث عن المفقودين ودفن عدد منهم في مقبرة الغرباء دون التعرف على هوياتهم.

العالم- تونس

وفي وقت يتنامى الحزن والاستياء والغضب في المدينة المنكوبة، تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد حالة من الغليان خاصة مع نشر قصص إنسانية عن المفقودين وأهاليهم.

وبالعودة إلى تفاصيل الحادثة، فإنه يوم 21 من سبتمبر/أيلول الماضي أبحر قارب يقل 18 مهاجرا غير نظامي بينهم طفلة ونساء من شواطئ المنطقة نحو السواحل الأوروبية، لكن أخباره انقطعت.

ونقلا عن أهالي المهاجرين فإنه رغم احتجاجهم ونداءاتهم من أجل التدخل والبحث عن ذويهم، فإن استجابة السلطات كانت ضعيفة ومتأخرة، مما دفع عائلات الضحايا لإطلاق حملة تمشيط للبحر والشواطئ أملا في العثور على جثث ذويهم.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انتشر وسم "دولة البحارة" في إشارة إلى بحارة المنطقة الذين سخّروا قواربهم وزوارقهم للبحث عن المفقودين من المهاجرين.

وخلال الأيام الماضية، انتشرت على المنصات التونسية مقاطع للفيديو توثّق قيام البحارة بالبحث عن الجثث، وأرفقت بتعليقات تشجب تقاعس الدولة وتحمّلها مسؤولية ما حدث.

في المقابل، تقول السلطات المحلية إنه تمّ وضع الإمكانات المادية والبشرية من أجل مواصلة عملية البحث بصفة مسترسلة دون توقف رغم التقلبّات الجويّة، حيث تمّ اعتماد كل وسائل البحث سواء جوا أو بحرا أو عبر الرادارات المتنقلة والقارة، والزوارق والطائرات.

غير أن منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية اعتبر أن مدينة جرجيس تعيش على وقع الأزمة الإنسانية، وسط تخلي الدولة عن واجباتها وتقاعسها في الوقوف إلى جانب عائلات الأهالي، مما اضطر أهالي المنطقة وبحارتها للتعويل على إمكاناتهم الذاتية للبحث عن مصير المفقودين.

وأمس الثلاثاء، انتشل صيادون 8 جثث لغرقى، وقال المنجي سليم، رئيس فرع منظمة الهلال الأحمر بولاية مدنين، إنه ليس واضحا بعد ما إذا كانت الجثث تعود للمهاجرين المفقودين منذ فترة أو أنها لغرقى آخرين.

وأوضح سليم "بعد قرابة 3 أسابيع في البحر سيكون من الصعب التعرف على الجثث، ستقوم السلطات باختبارات جينية للتأكد من هويات الغرقى".

ولم يتوقف أمر المأساة عن هذا الحد، إذ تبيّن أن السلطات دفنت عددا من الجثث في مقبرة الغرباء بالمدينة دون إجراء التحاليل الجينية.

وأدى هذا إلى تحريك الشارع في جرجيس، حيث شهدت المدينة الليلة الماضية واليوم تحركات احتجاجية، ومن جانبهم دعم الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أهالي المدينة معربين عن سخطهم من أجهزة الدولة.