بطريقة مبتكرة.. مدرسة تونسية تحقق الاكتفاء الذاتي+ فيديو

الجمعة ٠٤ نوفمبر ٢٠٢٢ - ٠٦:٣٥ بتوقيت غرينتش

من خلال الزراعة والطاقة الشمسية غيرت جمعية تونسية مفهوم المدارس التقليدية جاعلة من مدرسة مكثر الداخلية مدرسة مكتفية ذاتيا وتضيء طريق الاصلاح التعليمي في تونس.

العالم - خاص بالعالم

هذه المدرسة الداخلية تقع في مدينة مكثر الريفية غرب العاصمة التونسية تونس وتضم أكثر من 550 تلميذا، ولكن ما يميز هذه المدرسة الداخلية أنها تحقق اكتفاءها الذاتي من الطاقة والغذاء للتلاميذ وتمول أنشطة وخدمات تكميلية بينها حمامات ساخنة وقاعة سينما وملعب لممارسة مختلف الرياضات وحديقة كبيرة. وذلك كله في ظل ما تعانيه معظم المدارس التونسية من ضائقة مالية ومستويات متدنية

وقال لطفي حمادي وهو مؤسس منظمة'والله نستطيع' غير الحكومية: "اليوم أكثر من 95 بالمئة من ميزانية وزارة التربية مخصص لدفع الأجور بحيث لا يتبقى شيء للتدريب والمواد التعليمية والصيانة لذلك قررنا تطوير نموذج آخر بتحويل المدارس إلى مؤسسات اجتماعية.

جمعية 'والله وي كان' انطلقت في مشروعها قبل عشر سنوات ومن خلال جمع التبرعات تم شراء خمسين سخان مياه بالطاقة الشمسية و مئة وأربعين لوحا ضوئيا. ومن خلال بيع ثلث فائض الطاقة إلى شركة الكهرباء يمكن للمدرسة سداد ديون المرافق وتمويل تطوير الموقع والأنشطة الصيفية فضلا عن توزيعها الطاقة الإضافية المتبقية مجانا على ثلاث مدارس أخرى قريبة. كذلك أطلقت الجمعية مشروع 'كيدشن' وهو تعاونية للمزارعين تزرع الخضار في الأراضي المجاورة .ويستهلك جزء من الإنتاج الزراعي في المدرسة والباقي يباع، وأرباح المبيعات تساهم بدفع تكاليف الأنشطة المدرسية.

وقال شايب شايب بستاني وهو من أولياء أمور الطلاب في مدرسة مكثر الداخلية: "ذهبت إلى مدرسة داخلية في الماضي وكانت ظروفها قاسية جدا، ولكن أطفالي يشعرون أن الأمور أفضل اليوم".

ووضعت الجمعية هدفا في المستقبل يتمثل في إنشاء 'مزرعة للطاقة' على مساحة تقدر بـ40 هكتارا تخصص لتزويد 23 مدرسة تضم ثلاثة آلاف وخمسمئة تلميذ في المناطق المحيطة بمدينة مكثر بالغذاء والكهرباء، يذكر أن آخر الإحصائيات تشير الى أن مئة ألف تلميذ يوقفون تحصيلهم العلمي في المدارس التونسية سنويا وسط ازدياد كبير في نسبة الحصص التعليمية الخاصة، وتراجع في المستوى التعليمي.