من درعي الى سمطرتش ...حلفاء ام مبتزون

من درعي الى سمطرتش ...حلفاء ام مبتزون
الخميس ١٧ نوفمبر ٢٠٢٢ - ٠٩:٣٦ بتوقيت غرينتش

كشر حلفاء بنيامين نتنياهو عن انيابهم مع بداية التفاوض على الحقائب الوزارية واقل ما يقال ان الصهيونية القومية والصهيونية الدينية ينظران الى هذه المفاوضات بانها الفرصة السانحة لتحققا ما لم يكن لهما خلال اربعة وسبعين عاما.

العالم - قضية اليوم

المضحك ان متهما بالتهرب الضريبي والفساد المالي سيصبح وزيرا للمالية الاسرائيلية ومعتدٍ على جنود الجيش سيصبح وزيرا للحرب واذا استمرت التقسيمة المنتظرة فان حاملا لاكثر من خمسين قضية جنائية سيصبح وزيرا للامن الداخلي اي سيخضع له الجهاز الشرطي في كيان الاحتلال، الحريديم وعلى رأسهم ارئيه درعي يصرون على ان يحسموا امر وزارة المالية لصالحهم ودرعي -الرجل الذي يعتبر مقدسا لدى الحريديم رغم انه دخل السجن لسنوات نتيجة فساد مالي - اصر في جولة المفاوضات الاولى على ان يكون وزيرا للمالية وهو الموقع الذي يحلم به الحريديم منذ سنوات وجاء الوقت ليحصلوا عليه، واظن ان نتنياهو يجلس الان في مقره ويديه على راسه يفكر كيف يمكن ان يفكفك هذه المعادلة المعقدة، لكن الاخطر هو الحوار الذي دار بين سمطرتش ونتنياهو حول وزارة الحرب التي يصر عليها الاول، فبينما ابلغ نتنياهو سمطرتش انه لن يمنحه وزارة الحرب لحساسيتها امام العالم، ضرب سمطرشُ على الطاولة متحديا نتنياهو ومصرحا انه ان لم تنفذ الحكومة الاسرائيلية برنامجه الانتخابي فلن ينضم اليها، وبرنامج الرجل كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى فهو يؤيد الترانسفير للفلسطينيين ولا يرى بدا من القتل والذيح والنهب والسلب مقابل الحفاظ على فلسطين التاريخية وهو لا يرى فيما هو غرب النهر اي حق للفلسطينيين ويرى ان بريطانيا منحت كيانه المحتل الارض الواقعة غرب وشرق نهر الاردن وانهم اي اليهود تنازلوا عن شرق النهر وعلى الفلسطينيين ان يتركوا لهم ما غربه، وحين سال الرجل ان ما يفكر به سيقود الى حرب قال اننا سنكون في الحرب كما يجب ان نكون اي انه مستعد لان يخوضها مع الفلسطينيين وغيرهم، هنا تتغير المعادلات بالنسبة لبنيامين نتنياهو فهو كان يريد من اليمنيين ان يشكلوا له قوة دافعة لاربع سنوات مقبلة وان يموضعهم كما يريد لكن الان التموضع بات قرارهم وهنا المشكلة فمن في العالم مستعد ان يتعامل مع حكومة يتمنطق فيها سمطرتش بوزارة الامن وبن جفير بوزارة الامن الداخلي، ومن من الاسرائيليين مستعد ان يرى ارئيه درعي وهو في وزارة المالية ويزيد من الصرف على الحريديم الذين لا يقدمون للكيان سوىِ مزيدا من الاعباء، ودرعي سيستغل كل يوم في وزارة المالية لكي يمنح جماعته الذين يشكلون ١٢ بالمائة من المحتمع الاسرائيلي امتيازات جديدة على حساب دافعي الضرائب الذين يخدمون في الجيش، ومن من العلمانيين الذين كانوا اساس الكيان الاسرائيلي على استعداد ان يطبق شريعة السبت حتى في هرتسيليا وحيفا وعكا وغيرها من المدن التي لا يرى فيها اي مظهر للسبت، من هنا نستطيع ان نفهم نتائج الاستطلاع الصادمة في اثر الانتخابات والتي اكد فيه خمسين بالمائة من المستطلعين انهم يفكرون بالهجرة الى خارج (الكيان)، نتنياهو يدرك خطورة كل ذلك وهو يراوغ الان املا في ان لا يسيطرء حلفاءه على مناحي الحياة وعلى شكل الكيان، لذلك مهمة الرجل في تشكيل حكومة كما قلنا في السابق اصعب بكثير مما كان يعتقد البعض خاصة اذا استمر اعداءه في موقفهم بالبقاء في مقاعد المعارضة .

فارس الصرفندي