رئيسي في دمشق.. إيران مع سوريا في الحرب وفي الإعمار

رئيسي في دمشق.. إيران مع سوريا في الحرب وفي الإعمار
الأربعاء ٠٣ مايو ٢٠٢٣ - ٠٨:٤٣ بتوقيت غرينتش

"قمة المنتصرين"، هو الوصف الاصدق الذي يمكن اطلاقه على اللقاء الذي سيجمع الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي، والسوري بشار الاسد، في دمشق اليوم، فايران وسوريا انتصرتا في الحرب، وستنتصران في مرحلة البناء وإعادة الاعمار.

العالم كشكول

تأكد لدول المنطقة، وخاصة تلك التي تورطت بالمؤامرة الامريكية "الاسرائيلية"، التي كانت تضع اسابيع وفي بعض الاحيان شهورا، كحد أقصى لاسقاط الحكومة السورية، انها خُدعت بعد ان انفقت مئات المليارات من الدولارت، وبعد تجنيد مئات الالاف من التفكيريين والارهابيين، وشحنهم الى سوريا، وان عليها اليوم ان تعيد النظر في مواقفها، بعد ان اثبت صمود الشعب السوري، والتفافه حول جيشه وقيادته، وبالتعاون مع حلفائه وعلى رأسهم ايران وحزب الله ومحور المقاومة، ان المؤامرة الامريكية "الاسرائيلية"، لتقسيم سوريا وشرذمة شعبها، ماتت، وان العالم لم يعد بحاجة لتعلن امريكا عن موت مؤامرتها رسميا.

الشق العسكري من المؤامرة الامريكية "الاسرائيلية"، فشل فشلا ذريعا، وهو ما دفع هذا الثنائي المشؤوم ان يفتح حسابا كبيرا، على الشق الاقتصادي، ومحاولة محاصرة وتجويع الشعب السوري، لحقيق اهداف المؤامرة التي عجز الشق العسكري عن تحقيقها، وهذا ما يفسر تواجد القوات الامريكية الارهابية المحتلة، في المناطق السورية الغنية بالنفط، و الاراضي الزراعية الخصبة، وكذلك فرض قوانين امريكية، على العالم بالقوة كقانون قيصر، للضغط على الشعب لسوري.

زيارة رئيسي على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى الى دمشق والتي تعتبر الأولى لرئيس إيراني الى سوريا بعد 13 عاما، جاءت لتؤكد ان امريكا لا يمكنها الضغط على سوريا وإيران اقتصاديا، وان طهران لن تترك دمشق تواجه مصاعب اقتصادية، وستنتصر لها، كما انتصرت لها عسكريا، فرئيسي ذهب الى دمشق ليناقش سبل تعزيز وتقوية وتوسيع التعاون الاقتصادي مع كبار المسؤولين السوريين، بالدرجة الاولى، وتأكيدا اضافيا على هذا التوجه الايراني على مساعدة سوريا، وسيحضر رئيسي اجتماعا مشتركا بين رجال الاعمال الايرانيين والسوريين، فإيران تمتلك كوادر فنية وشركات ذات كفاءة عالية، قادرة على أن تؤدي دورا مهما في إعادة إعمار سوريا.

اللافت ان صمود ومقاومة محور المقاومة، وخاصة ايران وسوريا، ساهما في تغيير رؤية دول المنطقة الى طهران ودمشق، فقد قررت اغلب هذه الدول، التي كانت تقف ضد سوريا، استئناف العلاقات معها وكذلك مع إيران، في اعتراف واضح وصريح بعدم فاعلية سياسة الضغوط الاقتصادية التي تمارسها امريكا ضد سوريا وكذلك ايران.

من الواضح ان الدول الاقليمية، باتت تتلمس عجز امريكا عن تنفيذ مخططاتها، الامر ذي خلق فرصة جيدة في المنطقة، لتتدارك دولها مصالحها ومصالح شعوبها بعيدا عن التأثيرات السلبية للسياسة الامريكية، القائمة حصرا على المصلحة "الاسرائيلية".

اضافة الى ما سيق فان ظهور قوى جديدة على الساحة الدولية مثل روسيا والصين، أضعف الدور الامريكي المخرب في المنطقة، الامر الذي ساهم بدوره في دفع دول مثل السعودية والامارات والبحرين وتركيا ومصر و..، الى تغيير سياستها واتخاذ نهج إيجابي تجاه سوريا.

ما يجري في المنطقة اليوم، يجري على خلاف ما تشتهي امريكا، دون ان تملك الاخيرة القدرة على وقف هذا الجريان، فهناك اندفاعة قوية بين دولها للانفتاح على بعضها البعض، خاصة التقارب الايراني السعودي، الذي ساهم في حلحلة العديد من الازمات التي اختلقتها امريكا لدول المنطقة وشعوبها ، والتي تسببت على مدى عقد من الزمن في ازهاق ارواح مئات الالاف من الابرياء، وانفاق مئات المليارات من الدولارات، واهدار ثروات وفرص لا تعوض، لذلك فان اندفاعة الدول في الاقليم للتقارب والانفتاح على بعضها، سوف لن تترك لامريكا من خيار، الا تقليص تواجدها غير الشرعي في المنطقة، او الرحيل عنها كليا، وان مثل هذا اليوم ليس ببعيد.