قائد الثورة: كل من يريد إيران قوية يجب أن يهتم بالصناعة النووية

الأحد ١١ يونيو ٢٠٢٣ - ٠٧:٤٠ بتوقيت غرينتش

 أعلن قائد الثورة الإسلامية اية الله السيد علي خامنئي، أن التحدي النووي الذي دام 20 عاما أظهر أنه لا ينبغي الوثوق بالوعود معتبراً انه لا حرج في الاتفاق، لكن لا ينبغي المساس بالبنية التحتية للصناعة النووية.

العالم - ايران

وخلال استقباله صباح اليوم الاحد مجموعة من علماء وخبراء ومسؤولي الصناعة النووية في البلاد، صرح قائد الثورة: إن الأعداء خلقوا لنا تحديًا نوويًا منذ عشرين عامًا لأنهم يعلمون أن النهضة في الصناعة النووية هي مفتاح التقدم العلمي في البلاد.

واضاف: ان ذريعة السعي للحصول على السلاح النووي كاذبة وهم يعرفون ذلك، اذ اننا ومن منطلق مبادئنا الاسلامية لا نريد أن نتجه نحو السلاح النووي ولو لم يكن هذا الامر لما استطاعوا إيقافه مثلما لم يتمكنوا من ايقاف تقدمنا النووي حتى الآن.

وبعد زيارة استغرقت ساعة ونصف الساعة لمعرض الإنجازات النووية في مجالات الزراعة والطب والصحة والصناعة والبيئة والمياه وبناء محطات الطاقة ؛ وخلال استقباله مجموعة من العلماء والخبراء والمسؤولين في الصناعة النووية ، وصف قائد الثورة هذه الصناعة بأنها مفتاح تقدم إيران في مختلف القطاعات ، وأكد على الجهود الشاملة لجعل تأثير التطورات النووية ملموسًا في حياة الشعب، وقال: إن توطين الصناعة النووية المهمة للغاية يدل على فشل الغرب ، وإذلال المتغربين الذين حاولوا إذلال الشعب وإضعاف روح العمل والأمل في البلاد.

وشكر سماحته العلماء والمسؤولين والناشطين في الصناعة النووية ، ووصف المعرض الذي زاره بأنه ممتاز وباعث على السرور وواعد وقال: يجب تعريف الناس بمختلف أبعاد وآثار هذه التطورات في حياتهم.

وفي معرض شرحه للأهمية الثلاثية للصناعة النووية ، اعتبر هذه الصناعة بمثابة باعثة على الفخر للبلاد من حيث التقدم وتطوير القدرات ، واشار إلى الأثر الأساسي للإنجازات النووية في تحسين حياة الناس واضاف: ان الصناعة النووية فخر وطني من حيث ثقل إيران السياسي ومكانتها العالمية ، وفي الوقت نفسه ، وعلى عكس جهود الأعداء للايحاء بان لا مستقبل للبلاد وتثبيط عزائم الشباب ، فإنها تحيي روح الأمل والثقة الوطنية بالنفس في المجتمع وتظهر للشعب وخاصة الشباب ، بان من الممكن الدخول الى الميادين الكبيرة وقهرها.

وفي إشارة إلى الأهمية الاستراتيجية وفي نفس الوقت "الموضوعية والملموسة" للصناعة النووية ، اعتبر قائد الثورة أنها أحد المكونات الأساسية لقوة إيران ومصداقيتها، وقال: من يحب إيران ، الجمهورية الإسلامية ، وقوة البلاد وتقدمها ، يجب أن يولي الاهمية للأنشطة العلمية والبحثية والصناعة النووية.

وركز سماحته في كلمته على جذور تركيز الاعداء على قضية الطاقة النووية الإيرانية، ووصف ادعاء الغرب بشأن "الخوف من إنتاج أسلحة نووية في إيران" بانه كاذب وأضاف: إنهم هم أنفسهم يعرفون أننا لا نسعى وراء امتلاك أسلحة نووية مثلما اعترفت أجهزة الاستخبارات الأميركية عدة مرات ، بما في ذلك في الأشهر الأخيرة ، بأنه لا يوجد اي مؤشر على تحرك إيران نحو صنع أسلحة نووية.

واعتبر آية الله الخامنئي إنتاج أسلحة الدمار الشامل (سواء كانت نووية أو كيميائية) بانه مناهض للإسلام ، وأضاف: لو لم يكن هذا الاساس الاسلامي وكانت لدينا الإرادة لإنتاج أسلحة نووية ، لكنا فعلنا ذلك ، ويعرف الأعداء أيضًا أنهم لم يكن بامكانهم الوقوف امامنا في هذا الامر.

*معارضة الاعداء لتقدم الشعب الايراني

واعتبر قائد الثورة "معارضة تقدم الشعب الإيراني" السبب الحقيقي وراء اصرار الأعداء على الحد من تقدم الصناعة النووية الايرانية وقال: هذه الصناعة هي مفتاح التقدم الكبير للدولة والشعب في مختلف القطاعات، علما بان الأعداء يخشون استلهام الشعوب الاخرى من النهج والفكر التقدمي للشعب الايراني.

واعتبر آية الله الخامنئي التحدي النووي المستمر منذ 20 عامًا من قبل الأعداء ضد الجمهورية الإسلامية بانه كشف عن العديد من الحقائق ، أهمها ظهور قدرات ومواهب استثنائية للشباب الإيراني في خضم التهديدات والعقوبات المستمرة بلا انقطاع.

واعتبر الحقيقة الثانية بانها تتمثل في "الكشف عن المنطق اللاإنساني والمتغطرس لخصوم تقدم إيران" وقال: انه وبما يتجاوز اتفاقيات الضمانات لديهم الكثير من التوقعات المتغطرسة؛ فإذا كانوا لا يسعون لتهديد الشعب الايراني فلماذا هم ضد أمن منشآت إيران؟.

وكانت ضرورة عدم الثقة بأطراف الاتفاق النووي هي الحقيقة الثالثة التي برزت في التحدي النووي المستمر منذ 20 عاما للغرب ضد إيران ، والتي اشار لها آية الله الخامنئي وقال: لقد قدمت أطراف الاتفاق النووي والوكالة الدولية للطاقة الذرية وعودًا كثيرة خلال هذه السنوات لم يتم الوفاء بها، ولقد ادركنا بمن وأين يجب أن نثق، أو لا نثق، حيث ان ادراك هذه القضية مهم جدًا للشعب؛ اذ تعرضنا في كثير من الامور للضرر لعدم الاهتمام بهذه القضية.

واعتبر سماحته التأثير الملموس للتطورات النووية في الفشل التاريخي للغربيين في إذلال الشعب حقيقة أخرى وقال: إن قوى الهيمنة تعمل باسلوبين على فرض التخلف على الشعوب واستضعافها، الاسلوب الاول هو الهيمنة المباشرة على الشعوب واستعمارها ، والاسلوب الثاني الأكثر خطورة هو غرس روح عدم الكفاءة و"لا نستطيع" في نفوس الشعوب.

وأضاف آية الله الخامنئي في إشارة إلى تطبيق كلا الاسلوبين في حقبة ما قبل الثورة: في ذلك الوقت ، وفي لقاء بالصدفة مع أحد مسؤولي النظام السابق ، انتقدت أفعالهم. بينما قال المسؤول بفخر متجاهلا "نهب موارد إيران النفطية ، والهيمنة على سوق إيران وتدخلات الغرب القصوى في سياسات إيران": لا تقل هذه الكلمات العبثية ، فالأوروبيون هم الآن خدامنا وهم ينتجون لنا سلعًا مختلفة ونحن نستخدمها.

وقال سماحته: بالإضافة إلى هذه النظرة المهينة والمتغربة لمسؤولي النظام السابق، فإنهم جعلوا شبابنا يعتقدون أن "الإيرانيين عاجزون وغير كفوئين" ووفقًا لأحد رؤساء الوزراء في ذلك الوقت ، فإن أعظم موهبة للشباب الايراني هي صنع ابريق الطين والفخار.

وفي تلخيص لهذا الجزء من خطابه ، وصف قائد الثورة التطورات النووية وإظهار روح العمل والأمل والبهجة بأنها فشل واضح للمتغربين، وأضاف: في ذلك الوقت ، كان المتغربون يذلون الشعب واليوم فان الشعب يذلهم بإنجازاته وتقدمه.

*امكانيات ايران النووية تضاعفت اكثر من 100 مرة خلال 20 عاما

ووصف آية الله الخامنئي امكانيات إيران النووية بانها بلغت أكثر من مائة ضعف ما كانت عليه قبل 20 عاما أي بداية التحدي النووي ، وقال: لقد استعانوا بالجريمة والإرهاب لإيقاف هذه المسيرة ، لكنهم لم يستطيعوا ، وأصبحت الصناعة النووية الآن متوطنة في هذا البلد بجهود شباب الشعب ولم يعد بالإمكان انتزاعها.

كما أشار قائد الثورة إلى نقطة هامشية ولكنها مهمة ، وهي خلق صراع بين العلم والدين في عصر النهضة والثورة الصناعية في الغرب ، وقال: كان احد خطوط عصر النهضة هو وضع الدين والقيم المعنوية جانبا لتحقيق التقدم العلمي ، في حين أنه اليوم ، بعد حوالي 500 عام من ذلك الحدث، تجري في الجمهورية الإسلامية ، أهم الأعمال العلمية في منافسة مع العالم الغربي ، رغم ان العلم والقيم المعنوية ممتزجان بحيث ان المحركين الرئيسيين للتقدم العلمي هم الشباب والكوادر المؤمنة مثل الشهيدين شهرياري وفخري زاده.

*توصيات للمسؤولين والعاملين في الصناعة النووية

ثم قدم آية الله الخامنئي بعض التوصيات المهمة للمسؤولين والعاملين في الصناعة النووية.

وشدد على ضرورة ان تشمل المعرفة النووية مختلف جوانب الحياة مثل الصحة والصناعة والزراعة والبيئة وتحلية المياه ، وقال: لحسن الحظ ، يتم إنجاز هذا العمل ، كما أنني أؤكد وأصر على أن حياة الناس يجب ان تستفيد من الانجازات العلمية للصناعة النووية.

واوصى قائد الثورة مسؤولي الطاقة الذرية باطلاع الناس على الآثار والنتائج المفيدة للصناعة النووية ، وأضاف: إن معرفة الناس بالصناعة النووية تقتصر على مسألة إنتاج الطاقة والكهرباء ، بينما إذا تم إطلاعهم على فوائدها في جميع جوانب حياتهم ، سيدركون اكثر فاكثر حقيقة قولهم "بان الطاقة النووية حق مشروع لنا" . بالطبع ، تلعب الإذاعة والتلفزيون والقطاعات الأخرى أيضًا دورًا في هذا المجال.

*تسويق المنتجات والخدمات النووية

وشدد على "تطوير تسويق المنتجات والخدمات النووية" و"زيادة التعاون العلمي مع الدول ذات النهج المشترك معنا وغير المعارضة من أجل الاستفادة قدر الإمكان من امكانيات وتطورات العالم" ، وقال في توصية أخرى: اهتموا بجدية بقضية إنتاج 20 ألف ميغاواط من الكهرباء النووية ، والتي أعلنا عنها العام الماضي ، وتابعوا تحقيق هذا الهدف بطريقة مدروسة.

*انشاء محطات كهروذرية صغيرة

وفي هذا السياق ، اعتبر آية الله الخامنئي أنه من الضروري العمل على إنشاء محطات كهروذرية ذات قدرة منخفضة ورائجة في العالم ، وقال: البلاد بحاجة إلى مثل هذه المحطات في مختلف القطاعات.

وقدم قائد الثورة توصية اكيدة لمسؤولي الطاقة الذرية بـ "تكريم وحفظ وحماية الكوادر البشرية" وقال: في الوقت الحالي ، عدد الطلاب الجامعيين الذين يدرسون في المجال النووي ضئيل للغاية ، ويجب زيادته 10 اضعاف على الأقل ، ومع التعويض عن المشاكل والصعوبات الخاصة في هذا المجال، يجب أن تؤخذ على محمل الجد الاستفادة القصوى من خدمات العلماء الحاليين ، وحمايتهم.

وفي هذا الصدد أضاف آية الله الخامنئي: طبعا الدقة في اجتذاب وتقييم القوى البشرية مهمة أيضا ، لأن العدو يحاول التسلل والتخريب ، وقد تعرضنا للضربة في بعض الاقسام من هذه الناحية ، لذا يجب توخي أقصى درجات الحذر في تقييم القوى البشرية.

*الحفاظ على التواصل والتفاعل والتعاون مع الوكالة الذرية

وفي توصيته التالية ، دعا سماحته إلى ضرورة "الحفاظ على التواصل والتفاعل والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالطبع ، في إطار لوائح الضمانات" وأضاف: نصيحتي لمختلف المسؤولين في الصناعة النووية كانت هذه منذ البداية. بالطبع ، لا تقبلوا اي شيء اكثر من لوائح الضمانات.

وشدد قائد الثورة على أن منظمة الطاقة الذرية لا ينبغي أن تخضع للادعاءات الكاذبة والمطالب القسرية للأطراف المقابلة واضاف: افعلوا ما ينبغي ان تفعلوه لكن مع الثبات على مواقفكم، لا تقبلوا الطلبات القسرية أو ادعاءات تطرح بين الحين والاخر ومناقضة للواقع مثلا عملتم كذا في وقت كذا.

وأضاف في هذا الصدد: بالطبع بالنسبة للالتزامات التي تم التعهد بها قبل اشهر ، وبحسب التقرير الجديد الذي اطلعت عليه ، فإن الوكالة لم تف بالتزاماتها.

وكانت توصية أخرى قالها قائد الثورة في هذا الصدد "تجنب تجاوز قانون مجلس الشورى فيما يتعلق بالطاقة النووية" وقال: خلافا للتصور الخاطئ لدى البعض ، فإن قرار مجلس الشورى الاسلامي قانون صالح ويخدم مصلحة الوطن والصناعة النووية ويجب العمل به وعدم تجاوزه عند منح امكانيات الوصول (الى المنشآت من قبل المراقبين) والمعلومات.

*الحرص على عدم المساس بالبنية التحتية النووية في الاتفاقيات

وكانت النصيحة الأخيرة والتركيز من قائد الثورة في هذا الاجتماع للمسؤولين في منظمة الطاقة الذرية هو "الحفاظ على البنية التحتية القائمة للصناعة النووية" وفي هذا السياق ، قال: خلال السنوات الماضية ، أنشأ مديرو ومسؤولو وناشطو الصناعة النووية بنى تحتية مهمة ، لذا احرصوا على عدم المساس بهذه البنى التحتية في الاتفاقيات.

وفي هذا الاجتماع دعا محمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية في كلمته إلى استمرار نهضة واقتدار الصناعة النووية كأجندة ثابتة لهذه المنظمة وقال: الإسراع في التقدم وتأثير إنجازات هذه الصناعة في اقتصاد الدولة وحياة الناس ، مع كبح جماح ضجيج الأجانب ومنع تقييد الصناعة النووية ، تعد ضمن خطط منظمة الطاقة الذرية ، ويواصل علماؤنا جهودهم المستمرة للنهوض بالصناعة رغم تهديدات المناوئين.

علي رضا ابن الشهيد مصطفی أحمدي روشن "العالم النووي الايراني"

آرميتا رضائي نجاد ابنة الشهيد داريوش رضائي نجاد "العالم النووي الايراني"