الإحتلال الإسرائيلي ووهم إستكانة عام 1917

الإحتلال الإسرائيلي ووهم إستكانة عام 1917
السبت ٢٤ يونيو ٢٠٢٣ - ١١:٥٩ بتوقيت غرينتش

أعلن بلفور وعده المشؤوم بإنشاء كيان مصطنع ، ووعد اليهود بأرض الميعاد ، ونصبت بريطانيا نفسها قيماً روحياً على تركة البشرية الإنسانية والأخلاقية.

العالم - سوريا

وزرعت بريطانيا بذور البغضاء على المستوى العالمي لتشرع بتنفيذ خطتها في زراعة الحقد ودق الاسفين في التعايش والتآخي العالمي ، ونقل ورثة النازية إلى الأرض المقدسة ، و إعادة الصراع إلى عهده التاريخي ، فيصلبون المسيح من جديد وتعود سالومي لتدعو إلى قطع رأس يوحنا المعمدان ، ولعل من يعرف غولدا مائير التي أصبحت وزيرة خارجية الكيان الغاصب عام ١٩٥٦ يستطيع أن يربط التاريخ بالتاريخ بعد أن صنعوا تلك الدولة المزعومة كنتيجة لحقبة الاستعمار البريطاني ليأتوا بامرأة يقدمونها عالمياً كوجه نسائي لتكون عرابة الحروب والدمار في المنطقة وبوابة عبور في أروقة العالم الذي سيجعل من اتفاقيات كالسيداو وغيرها عام ١٩٧٩ صكوك غفران وهمية للعبور للشرعيات الدولية الكاذبة .

ثم يعترضون على حديثنا عن المؤامرة وكل ماتفعله قوى الهيمنة هي مؤامرة متكاملة الأركان تنتقل مع تفاصيلها حين تتغير أدواتها ، فمن بلفور إلى كيسنجر الأمريكي الذي دبر فضيحة وتر غيت للرئيس نيكسون ومازلنا نعيشها الآن لتكون السيداو التي كتبت لأجل النساء مجازياً وسيلة شرعنة الحرب على الجنس الآدمي كله. وقد نتساءل عن علاقة ماسبق بانتفاضة أهلنا في الجولان ،

والجواب باختصار إننا نحاول أن نشرح المؤامرة على الوجود الإنساني والتي تقودها الصهيونية العالمية في كافة معاقلها وما جريمة الاحتلال في الجولان إن ضمن مسلسل تلك الجرائم ، والتاريخ يطول ..

أستشهد عز الدين القسام بعد إعلانه الجهاد المقدس، وكان شرارة من شرارات اندلاع ثورة ١٩٣٦ في فلسطين .

عبد القادر الحسبني استشهد في معركة القسطل في مجموعة الجهاد المقدس عام ١٩٤٨ وأعلنت النكبة التي نعيشها حتى الآن .

منذ أن بدأت الوكالة اليهودية أفعالها العنصرية ، لم تتغير قيد شعرة بل ازدادت عنفاً وضراوة ومع وابل الدعم العالمي من قوى الارهاب الدولي العالمية وسدنته تشكلت ترسانة السلاح الصهيوني والدولة المزعومة ، ولم تتغير تلك الممارسات الوحشية والأساليب العنصرية حتى اليوم.

فالصهوينة الاستيطانية التوسعية الإرهابية مستمرة في سلب الأراضي وقمع الأهالي والبطش بهم ونشهد الآن مايحصل في الجولان السوري المحتل امتداداً للاعتداء على حي الشيخ جراح في فلسطين المحتلة والانتهاكات ضد المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين ، وقبله تسليب الأراضي وتزوير ملكيتها في عهد الانتداب البريطاني .

يشهد الجولان السوري انتفاضة الأهالي ومواجهة قوات الاحتلال لهم بكافة الوسائل القمعية ، ومن شيرين أبو عاقلة ضحية ارهاب الكيان أثناء عملها الصحفي وتغطيتها للأحداث في جنين، أثناء قيام العدو الصهيوني باقتحام مخيم جنين صباح الحادي عشر من أيار عام ٢٠٢٢ ، إلى كل أم وأخت وزوجة في الجولان المحتل في حزيران الآن عام ٢٠٢٣ ، هو صراع الوجود مع كيان يرفض وجود الآخر و يحارب الإنسانية جمعاء ويشكل الكيان خطراً حقيقياً على الأخلاق الانسانية والوجود الإنساني هو وداعميه، وأثبت للعالم عدوانيته وهمجيته .

يا أهلنا في الجولان المحتل إن التضامن معكم واجب أخلاقي على كل شريف في هذا العالم ، ومهما فعل الكيان الغاصب في المنطقة وعلى صعيد الميديا العالمية التي تحرف أبصارها عن سلوك الكيان المجنون ، سيجد الحق سبيله عبر تصاعد أصوات ضحايا الأفعال الاجرامية له ولايموت الحق الذي يدافع عنه صاحبه ، ولنساهم بفضح وتعرية هذا العدو المعادي للتعايش السلمي في المنطقة والذي يستهدف أمنها وسلامها على مستوى الأفراد والجماعات ، ولنعلن خيارنا الشعبي بالرفض ولتكن الساحات شعبية وخيارها وحدتها ، وكل مواجهة مع العدو هي جزء من تلك الساحات الموحدة ، ولننتهي من مصطلحات الولايات المتحدة والصهاينة حول الشرق الأوسط الكبير أو الجديد ولنخبرهم أننا هنا في غرب آسيا المقاوم .

(الكاتبة والباحثة السورية - ميس الكريدي)