'إسرائيل' وقعت في فخ المقاومة وأهدافها بالقضاء على 'جنين' يحسمه الميدان

'إسرائيل' وقعت في فخ المقاومة وأهدافها بالقضاء على 'جنين' يحسمه الميدان
الثلاثاء ٠٤ يوليو ٢٠٢٣ - ٠٩:٠٧ بتوقيت غرينتش

"لم تحقق العملية العسكرية أهدافها بعد"، هكذا قال رئيس  وزراء  "إسرائيل" بنيامين نتانياهو مبررا استمرار العملية العسكرية على مخيم جنين شمال الضفة الغربية، بعد يوم ويزيد من القصف والحصار، استخدمت خلالها قوات عسكرية أكبر من تلك التي احتلت بها الضفة الغربية والجولان وسيناء عام 1967.

العالم - مقالات وتحليلات

الهدف الذي أعلنته "إسرائيل" هو القضاء على المقاومة في المخيم والمدينة متمثلة "بكتيبة جنين "التي شكلتها وتقودها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قبل عامين.

وتحاول القوات الإسرائيلية من خلال العنف الذي تمارسه، والقتل والتدمير وإجبار معظم سكان المخيم على النزوح من منازلهم، التغطية على الفشل في تحقيق أهدافها.

عضو المجلس التشريعي السابق حسن خريشة قال ل"فلسطين اليوم": إن "إسرائيل" لن تستطيع أن تحقق أهدافها في جنين، فالمقاومة تكبر وتشتد وتنتشر في كل الضفة الغربية.

مجزرة جديدة

وتابع: "الإنسان الفلسطيني اليوم مختلف عما كان عليه بالأمس كذلك الجندي الإسرائيلي بات أكثر جبنا، وهم يدركون ذلك جيدا".

ووصف خريشة ما يجري في مخيم جنين ب"المجزرة الجديدة" ولكن بحسب خريشة فإن هذه المجزرة تختلف عن سابقاتها بحجم القوات الهائلة التي استخدمتها "إسرائيل" للسيطرة على مخيم الذي لا تتجاوز مساحته أقل من نصف كيلو متر.

وقال: "هذا الجيش الذي كان يسوق لنا أنه لا يقهر ها هو اليوم نراه في مخيم جنين اليوم يقف عاجزا أمام إمكانيات محدودة للمقاومين".

مقاومة الضفة في أوجهها

من جهته قال الأمين العام للمبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي: إن ما يجري في الضفة هو "انتفاضة ثالثة"... ليست بالجديدة، ولكن بسبب تغير شكلها يجعل البعض لا يدرك أنها حالة انتفاضة، بمقارنتها بالشكل الذي كانت عليه الانتفاضة الأولى والثانية.

واعتبر البرغوثي في تصريحات صحافية، أن تطور هذه الأحداث على الأرض سببه أن "إسرائيل" لم تترك للفلسطينيين خيارا بسبب حجم الاعتداءات، فما جرى في القدس عام 2021، وبعدها في جنين ونابلس وأريحا وطولكرم.

واعتبر البرغوثي أن المقاومة في الضفة الغربية الآن في أوجها، فكما قال:" جيش الاحتلال حاليا لا يدخل مدينة، قرية أو مخيم دون أن يواجه بمقاومة شعبية من الشباب الفلسطيني المنتفض".

واعتبر البرغوثي أن المطلوب الآن مساندة سياسية لما يجري على الأرض:" المطلوب من القيادات السياسية أن ترتقي إلى مستوى الفعل الشعبي وأن ترتقي إلى الوحدة السياسية والنضالية التي يصنعها المقاتلون على الأرض في جنين، الذي رغم الفرق الهائل بميزان القوى يتصدى أبناؤه ببطولة لافتة لجيش الاحتلال".

المخيم حالة ملهمه

يتفق محلل الشؤون الإسرائيلية نهاد أبو غوش أيضا على فكرة فشل "إسرائيل" الحتمي في هذه المواجهة، يقول ل"فلسطين اليوم" مؤكدا على أن هذا العدوان هو حلقة من حلقات العدوان على كل الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.

ويقول أبو غوش:"إسرائيل تحاول بكل هذه القوة حسم الصراع بالقوة وإخضاع الشعب الفلسطيني ومقاومته".

واعتبر أن استهداف المخيم بهذا الشكل لما يمثله المخيم من نموذج وحالة ملهمه رافضة للبرنامج الإسرائيلي، فالمساعي الإسرائيلية الآن هي اجتثاث هذه الظاهرة قبل أن تصبح هي الشكل الرئيسي للنضال في الضفة الغربية كلها.

إلى جانب ذلك، يشير أبو غوش إلى محاولات "إسرائيل" تحويل المقاومة بالشكل الذي تجددت عليه خلال العامين الفائتين إلى عبء على المواطنين، وتسويق فكرة أن هذه المقاومة هي سبب معاناة الفلسطينيين وكل ما يلحق بهم من عنف من قبل الاحتلال، ولكن على الواقع يجري العكس، فالشارع الفلسطيني يلتف حول المقاومة بشكل لافت.

ظاهرة وطنية

فكل التجارب السابقة توضح أن كل القمع والعنف الإسرائيلي لا يمكن أن يخضع المقاومة، لأنها ليست ظاهرة أمنية وإنما ظاهرة وطنية مرتبطة بتمسك الشعب الفلسطيني بالحرية.

وأضاف:" منذ عامين ومخيم جنين يعيش على وقع الاقتحامات والقتل والاعتقالات، وكل هذه الإجراءات لم تضعف المقاومة على العكس، نحن نرى كل يوم أن المقاومة قادرة على خلق أشكال نضالية جديدة".

واعتبر أبو غوشة أن "إسرائيل" لم تستطع حتى الآن فهم المعادلة التي يقاوم من خلالها الفلسطينيين، فالمقاومة بالنسبة له ليست منظومة أمنية وتشكيلات عسكرية يمكن تفكيكها وإنما إنسان لديه قرار برفض الاحتلال وهذا من الصعب القضاء عليه، وهذا ما ظهر بشكل جلي في جنين وانتقل إلى كل المدن الضفة الأخرى.

فلسطين اليوم