إقرار غربي صريح.. العصر الأمريكي يقترب من نهايته 

إقرار غربي صريح.. العصر الأمريكي يقترب من نهايته 
الإثنين ٢١ أغسطس ٢٠٢٣ - ١١:٣٤ بتوقيت غرينتش

عندما يتحدث اعلام وصحافة المقاومة، عن اقتراب موعد افول النفوذ الامريكي في منطقة الشرق الاوسط والعالم، كما افل نفوذ الامبراطورية البريطانية من قبل، نجد هناك من يتهكم على ذلك، من المطبلين لامريكا في عالمنا العربي والاسلامي، معتبرين ما يقال عن رحيل امريكا عن منطقتنا ليس سوى اضغاث احلام.

العالم كشكول

رغم اننا لا نحتاج لاثبات رجحان ما ذهب اليه محور المقاومة، حول اقتراب نهاية العصر الامريكي، الا اننا سنستشهد في هذه السطور، على حقيقة هذا الامر، بكلام قاله الكاتب سايمون تيسدال، في صحيفة "الغارديان" البريطانية، فشهادة تيسدال يمكن وصفها بانها شهادة رجل من الغرب نفسه يعرف خفايا ما يجري في امريكا وبالتفصيل.

يقول تيسدال في مقال في الغارديان يحمل عنوانا لافتا وهو " هل انتهى عصر العم سام في العالم؟"، ان الرئيس الامريكي جو بايدن يحلم بثلاثية سياسية تحميه في الانتخابات القادمة، متناسيا أن التاريخ لم يعد كالسابق وأن المعطيات الحالية ستجبره على إعادة الحسابات.

ويضيف تيسدال:"إن الثلاثية التي يتوهم بايدن بأنه قادر على تحقيقها هي صفقة سعودية-إسرائيلية، ودولة فلسطينية، وتفاهم مع إيران. لكن الواقع يشير إلى صعوبة تحقيق الثلاثية، فعصر الولايات المتحدة ولى كما ولّت من قبله الامبراطورية البريطانية. والزعماء في الشرق الأوسط يثبتون حريتهم واستقلالهم ويتغازلون مع حلفاء جدد، مستفيدين من نفوذهم المالي والنفطي والرياضي".

رغم ان الجميع يتجاهل بايدن وامريكا، يرى تيسدال ان "بايدن، مازال متشدقا بالتفوق الأمريكي دوما، يرفض تصديق خسارة النفوذ ويرسل 3 آلاف جندي إضافي إلى الخليج الفارسي هذا الشهر".

ان امريكا اثبتت عمليا انها لن تحصل من ايران على تنازلات لا في ملفها النووي ولا في الملفات الاخرى، بل على العكس تماما، فان ايران ومحور المقاومة، عاقدين العزم على طرد امريكا من المنطقة، وترك مهمة امنها لدولها، فهي ادرى بحماية ثرواتها وامن ممراتها المائية واستقرارها.

اما تطبيع السعودية مع الكيان الاسرائيلي، ورغم كل ما قيل عنه في واشنطن وتل ابيب، الا انه ليس هناك اي مؤشرات على الارض، حتى ولو ضئيلة وضعيفة، يمكن ان تؤكد ما يثار في هذا الشأن.

اما الدولة الفلسطينية التي يزعم بايدن كذبا انه يدعم قيامها، فهي لا تأتي حتى في أخر سلم اولويات حكومة نتنياهو فحسب، بل ان هذه الحكومة تعلن اليوم وبصراحة في غاية الوقاحة، انها تعمل على افراغ الضفة الغربية من الفلسطينيين وترحيلهم الى الاردن، وانه على الفلسطينيين والعرب ان ينسوا شيئا اسمه دولة فلسطين.

ان الاوضاع التي تشهدها اليوم منطقة الشرق الاوسط والعالم ، كما يرى تيسدال، تشير الى تراجع نفوذ امريكا في العالم، وان عصر القوة المهيمنة في العالم اقترب من نهايته، وان تاريخ القرن الأمريكي يسير مسرعا في التاريخ.