الإنضمام الى بريكس.. ماذا يعني إقتصادياً لإيران؟

الإنضمام الى بريكس.. ماذا يعني إقتصادياً لإيران؟
الخميس ٢٤ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠٤:١٠ بتوقيت غرينتش

وافقت دول مجموعة "بريكس"، البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا، في قمتهم التي عقدوها في جوهانسبورغ، على  انضمام إيران والأرجنتين ومصر وأثيوبيا و السعودية والإمارات، الى المجموعة الاقتصادية الصاعدة.

العالم - كشكول

خبر انضمام ايران الى مجموعة بريكس، كان اشد وقعا على امريكا من خبر انضمام الدول الاخرى، فايران تعتبر اكثر دولة تضررت قياسا بباقي دول العالم، بالحظر الظالم الذي تتعرض له من قبل امريكا وعلى مدى اكثر من اربعة عقود، بسبب هيمنة امريكا على النظام العالمي، والذي تحول فيه الدولار الى سلاح تستخدمة امريكا، ضد الدول التي ترفض الهيمنة الامريكية.

ايران التي عانت كثيرا بسبب النظام الاحادي القطب والظالم الذي تتربع امريكا على عرشه، سعت ومن خلال دبلوماسية نشطة، العمل على الانضمام الى تكتلات اقليمية ودولية، خاصة ذات الطابع الاقتصادي، من اجل الدفع بعجلة اقتصادها الى الامام، والتقليل من تداعيات الحظر، بالاضافة الى خلق ظروف امنية تحميها من تداعيات التغييرات المتسارعة للنظام العالمي، الذي يطوي مرحلة انتقالية، من عالم احادي القطب الى آخر متعدد الاقطاب.

وجدت ايران في مجموعة بريكس غايتها، لانها تتفق مع الدول المؤسسة للمجموعة على هدفها الرئيسي وهو التخلص من الدولار، وكذلك لاتفاقها مع الدول الاعضاء في المجموعة، والتي تربط ايران بها علاقات متميزة، على الالية التي يتم من خلالها اتخاذ القرارات الاقتصادية، وهي الية اكثر عدلا وانصافا، من الية اتخاذ القرارات في المؤسسات المالية التابعة للنظام العالمي الحالي ، مثل البنك الدول وصندوق النقد الدولي،والتي لا تتجاهل حقوق الدول النامية والفقيرة فحسب، بل يتم فرض قرارات على هذه الدول، تزيد من معاناتها وتعقد من أزماتها الاقتصادية.

ان قرار ضم ايران الى مجموعة بريكس، وجه ضربة قاسية لمحاولات الغرب وعلى راسه امريكا لعزل ايران، فانضمام ايران للمجموعة هو بمثابة مسمار آخر دقته ايران في نعش الحظر الامريكي المفروض على الشعب الايراني، فانضمام ايران الى المجموعة سيعزز علاقاتها الاقتصادية مع قوى عالمية جديدة، كما سيساهم في تحقيق اهداف برامجها التنموية، و استقطاب شركاء اقتصاديين جدد على الصعيدين الاقليمي والدولي، والوصول الى مصادر مالية جديدة.

ان الإنجاز الأساسي لمجموعة "بريكس"، والذي يمكن ان يكون بمثابة المعول الذي سيهدم عرش الدولار، هو تأسيس المجموعة ل"بنك التنمية الجديد" عام 2015، والذي يتم من خلاله تقديم القروض الى الدول الاعضاء بالعملات الوطنية بدلا من الدولار الأميركي، الى حين اصدار عملة خاصة بالمجموعة في المستقبل المنظور، واللافت ان الالية المتبعة في بنك التنمية هي عكس الية البنك الدولي، حيث تتمتع البلدان النامية فيه، بحصة تصويت أكبر بكثير من تلك التي في البنك الدولي.

كما يمكن لايران ان تستفاد من الدول الاعضاء في مجموعة بريكس، لعقد اتفاقيات لتطوير وتحديث بناها التحتية، كالموانىء وسكك الحديد والمطارات والطرق البرية، باعتبارها الحلقة الاقصر التي تربط وتقرب بين دول مجموعة بريكس.