الى خلفان.. اليمن واحد وسيبقى كذلك 

الى خلفان.. اليمن واحد وسيبقى كذلك 
الإثنين ٢٨ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠٤:٥٦ بتوقيت غرينتش

نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، ضاحي خلفان، شخص لا يؤخذ كلامه على محمل الجد بشكل عام، فهو كلام اقرب منه الى النكته منه الى كلام جدي، فلا يسمع او يقرا اي شخص، ما يقوله او يكتبه، الا ويقف متحريا كيف يمكن ان يجعل انسان من نفسه مادة للتندر، عن سبق اصرار وترصد!.

العالم – يقال ان

هناك من يرى ان الرجل تُرك ليقول ما يحلو له، بعد ان عرف الجميع انه لا يمثل حتى نفسه، فهو ببساطة غير مسؤول عما يقول، لانه لا يدرك ما يقول، وهناك من يرى ان الرجل يُستخدم كبالون اختبار، لمعرفة ردود فعل الاخرين، ازاء ما يمكن ان يحدث او ما يتم التخطيط له.

قبل ايام تحدث خلفان عن تقسيم اليمن، وذكر "اليمن الجنوبي" و"اليمن الشمالي"، هكذا وبكل بساطة، وقال ايضا انه لابد من تحرير "اليمن الجنوبي" السني ، من قبضة "اليمن الشمالي" الشيعي!!. ولا يجب التفكير مرة اخرى بتوحيد اليمن، كما حصل للوحدة بين مصر وسوريا!!.

اليوم يعود خلفان ليتحفنا بنصيحة اخرى يقول فيها عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس": ان "اليمن الشمالي لن يعود إلى ساحة العرب طالما هو في قبضة إيران"، داعيا الى قيام" ثورة شعبية تسقط الحوثي".

نحن على يقين ان الرجل لا يعي ما يقول، او انه مفصول عن الواقع تماما، فالوحدة بين اليمنيين، ليست كالوحدة بين مصر وسوريا، فهناك اختلاف جوهري بين الحالتين، هذا اولا، ثانيا، ندعو خلفان ليبين لنا جنسية الجنود الذين احتلوا اليمن وسيطروا على ارضه وموانئه وجزره وثرواته؟.

اما عن "اليمن الشمالي"، ونعتذر عن استخدام هذه العبارة التقسيمية التي تطرب لها اسرائيل وامريكا، والذي يزعم خلفان انها في قبضة ايران، ترى هل هناك دليل على وجود ايراني واحد هناك، نحن نطلب صورة، مجردة صورة، لجندي ايراني ليس اكثر، لنصدق خلفان؟!!.

اما اذا كان خلفان، يفكر كالتكفيريين والاسرائيليين والامريكيين، و يرى في كل عربي مسلم شيعي او زيدي او .. ، على انه ايراني، فهذه مشكلته، وإلا فالحوثيين هم جزء رئيسي من النسيج اليمني العربي الاصيل، ودعوته الى ان ينقلب اليمنيون على انفسهم فهي دعوة مضحكة وسخيفة.

ونسأل خلفان، ترى كيف هو حال "اليمن الجنوبي"، حسب رؤيته التقسيمية لليمن، الذي تسيطر عليه قوات التحالف العربي، اقتصاديا وامنيا؟، هل هو افضل حالا من "اليمن الشمالي" الذي يفرض عليه التحالف العربي ومن ورائه امريكا والغرب حصارا بريا وجويا وبحريا خانقا طال الماء والغذاء والدواء؟، ونسأل ايضا ما اسباب الانفلات الامني في عدن، وعمليات السطو المسلح، والاغتيالات، والقتل والسرقة، وشحة المواد الغذائية، وانعدام الخدمات، والصراع الدموي على السلطة، اين دول التحالف العربي من كل هذه المأساة التي كانت سببا رئيسيا فيها؟، ترى من الذي ينقذ "اليمن الجنوبي" من قبضة المحتل والميليشات التابعة له؟.

اخيرا، نعيد ونكرر، ان المخطط الامريكي "الاسرائيلي"، الرامي الى تفكيك الدول العربية والاسلامية، وتحويلها الى دويلات طائفية ودينية وعرقية، متناحرة و متحاربة، ليخلو الجو ل"إسرائيل"، لم ولن يرى النور، فالشعوب العربية باتت تدرك جيدا تفاصيل هذا المخطط ، كما ادركها جيدا الشعب العراقي والسوري واليمني، وان كذبة امريكا الكبرى المتمثلة بوجود صراع "شيعي سني" بين العرب والمسلمين، فهي لم تعد تنطلي على احد، ولكن يبدو انها مازالت تنطلي على شخص مثل خلفان، وعلى قلة قليلة من امثاله.