ما أهمية لقاء وزيري خارجية ايران ومصر في تطوير العلاقات بين البلدين؟

ما أهمية لقاء وزيري خارجية ايران ومصر في تطوير العلاقات بين البلدين؟
الأحد ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٣ - ١٠:٢٥ بتوقيت غرينتش

استقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مقر بعثة مصر لدى الأمم المتحدة في نيويورك، فيما وصفت الخارجية الإيرانية اللقاء بأنه كان "جيدا وإيجابيا للغاية".

العالم - ما رأيكم

وقال الاكاديمي والباحث السياسي جمال وكيم ان التقارب الايراني المصري فيه مصلحة للبلدين خاصة في ظل المتغيرات الراهنة في الشرق الاوسط ، حيث تقوم الولايات المتحدة بمحاولة فرض نظام اقليمي جديد يتم فيه تهميش مجمل القوى العربية والاسلامية التي كان لها دورا رياديا في المنطقة لصالح الكيان الصهيوني وقوى عربية لم يكن دور ريادي تاريخي في المنطقة.

اوضح وكيم انه تم اطلاق مبادرة الممر الهندي الشرق الاوسطي الاوروبي ومن اطلق هذه المبادرة بالدرجة الاولى هي الولايات المتحدة الامريكية التي هي ليست طرفا في المبادرة المفترض علنا لكنها هي من اطلقتها . والهدف منها ان تكون في مواجهة لخط الحزام والطريق الصيني وخاصة في منطقة غرب اسيا وشرق المتوسط لمنع روسيا - الصين - ايران من الوصول الى منطقة المحيط الهندي وشرق المتوسط ومنه الى افريقيا.

واضاف وكيم ان هذا الخط ينطلق من الهند عبر البحر في اتجاه الامارات والسعودية والاردن و الكيان الصهيوني مرفأ حيفا ومنه الى ميناء في اليونان واخر في ايطاليا وفرنسا ، وهذا الخط لا يستثني فقط مصر بل هذا الخط هو العمود الفقري لنظام شرق اوسطي جديد فيه الدور للكيان الصهيوني بصفته حلقة الوصل مابين المحيط الهندي والخط البري والخط البحري الذي يصل باوروبا، هنا الشراكة تكون مع السعودية والامارات وهم لم يكنا في يوم من الايام دور تاريخي ريادي ، فتاريخ المنطقة منذ الفين الى ثلاث الف سنة كان دائما القوى التي ينطلق منها مشروع قائد وريادي في المنطقة كان مصر بالدرجة الاولى والعراق وسوريا وتركيا وايران ونلاحظ ان هذا الخط بالطريقة التي يمر بها يهمش كل هذه القوى وهنا يكمن اهمية التقارب وعودة العلاقات الايرانية المصرية لمواجهة مشروع يسعى لتهميش القوى الاصيلة في المنطقة.

من جانبه قال مساعد وزير الخارجية المصرية الاسبق عبدالله الاشعل ان العلاقات يتم بناءها عبر سنوات عديدة وكان هناك اتفاقات وعلاقات تاريخية بين البلدين لا تشوبها مشكلات وان عودة العلاقات الدبلوماسية يعتبر تتويجا للتقارب المصري الايراني .

واضاف ان عودة العلاقات الايرانية السعودية كان من نتائجه ان يخفف عن مصر ضغوط السعودية المتعلقة بعودة العلاقات المصرية الايرانية لكنه لم يرفع مطلقا القيود بالكامل.

واشار الى ان المساريين المصري الايراني والمصري التركي قد تم الاتفاق عليه بالفعل ولكن حصل عصرات ، معتبرا ان مادام هناك صراع بين ايران والكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة فلن تستطيع مصر تحدي هذاين الطرفين وان تعيد العلاقات خاصة اذا كان اعادة العلاقات جزء من بحث بين الاطراف الثلاثة.

ولفت الى ان الكيان الاسرائيلي لا يريد التقارب بين مصر وايران لان ذلك يعني ان المقاومة ستشتد ضد الكيان ، وان مصر لا تتخذ موقفا عدائيا من المقاومة كما لا تتخذ موقفا حاضنا لها ، لذلك ميزان القوى سيختل في المنطقة خاصة ان الكيان الصهيوني حريص جدا على مراقبة خطوات مصر في العالم العربي وايران وتركيا ، لذلك يتوقف الامر على مدى المرونة والهامش الذي تستقل مصر فيه بالقرار تجاه ايران، معتبرا ان الولايات المتحدة لا تصر كثيرا على عدم عودة العلاقات لكن الكيان الصهيوني هو من يصر على ذلك.