بالفيديو..قنديل البحر الكاريبي بلا دماغ وبقدرة تعلم خارقة!

الثلاثاء ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٣ - ٠٢:٣٣ بتوقيت غرينتش

قنديل البحر الصندوقي ليس لديه دماغ لكنه يتمتع بالقدرة على تعلم تجنب العوائق وبالتالي وبحسب دراسة جديدة يعد الأداء المعرفي أمرا لم يسبق له مثيل لدى هذه الحيوانات التي تعود سلالتها إلى بدايات عالم الحيوان.

العالم - خاص العالم

قنديل البحر الكاريبي أو الصندوقي حيوان بحري من الرخويات يصنف في شعبة اللاسعات، يشكل الماء نسبة عالية من جسمه تصل إلى حوالي خمسة وتسعين بالمئة من وزنه ويعد من أقدم الكائنات الحيوانية الموجودة على الأرض أي منذ خمسمئة مليون سنة أو أكثر. ويتسم هذا النوع بقدرة مذهلة على إيجاد طريقه في المياه العكرة أو داخل متاهة وسواها من العوائق التي يُفترض به تجنبها لئلا تتلف الغشاء الجيلاتيني الهش الذي يغلف جسمه الشبيه بشكل جرس. وأثبتت دراسة جديدة أن التدريب يمكّن قناديل البحر من التعلم واستباق نتيجة محتملة ومحاولة تجنبها.

وقال الباحث من جامعة كوبنهاغن، أندرس غارم "هذه القدرة لم يسبق أن رُصدت لدى حيوان له جهاز عصبي بدائي مماثل. انها تتجاوز قليلاً التكيّف الكلاسيكي لا يتطلب الأمر سوى ثلاث إلى ست محاولات لتتعلم التنقل بسلاسة".

فقناديل البحر هذه التي لا يتجاوز طولها سنتيمتراً واحداً وليس لديها دماغ بل نظام عصبي مشتت تتمتع بالقدرة على تعلم تجنّب العوائق بواسطة عنصرين هما الرؤية والمحفزات. وبالتالي يُعدّ الأداء المعرفي أمراً لم يسبق له مثيل لدى هذه الحيوانات. وتحقق الباحثون من أن قنديل البحر الصندوقي يتعلم تقييم المسافة التي تفصله عن أي عائق من خلال ربط المحفزات البصرية للجذور والميكانيكية للاصطدام بها.

واضاف أندرس غارم "وضعنا قنديل البحر في قفص مائي صغير جدرانه مطلية بأشرطة يزيد بالتدرج لونها الداكن تمثّل الجذور. ولاحظنا أنه تعلّم بسرعة التحرك على أوسع نطاق ممكن في القفص ".

وتتمكن هذه القناديل من تفادي العقبات ببراعة بفضل منظومة تتألف من اربعة أعضاء خاصة بالحواس، موزعة على جسمها. يُسمى كل منها روباليا يتألف كل منها من نحو ألف من الخلايا العصبية ويحوي عينين على شكل عدسة ومركزاً لمعالجة الصور. وتحقق الباحثون من صحة فرضيتهم من خلال تحفيز عين واحدة من الروباليا معتبرين أن هذه التجربة أكدت النظرية القائلة بإن عدداً صغيراً جداً من الخلايا العصبية يتيح التعلم.