ما صحة وجود عصيان بوزارة الخارجية الأميركية على خلفية مجازر غزة؟

ما صحة وجود عصيان بوزارة الخارجية الأميركية على خلفية مجازر غزة؟
السبت ٢١ أكتوبر ٢٠٢٣ - ٠١:٠٥ بتوقيت غرينتش

قبل ايام ذكر موقع "هافينغتون بوست" الامريكي أن موظفي وزارة الخارجية مستائين من السياسة الأميركية حيال "النزاع في الشرق الأوسط"، حيث تحدث أحد الموظفين للموقع عن "عصيان" يجري التخطيط له في الوزارة.

العالمالخبر وإعرابه

الاعراب:

-لم يثر الخبر اي اهتمام حينها في خضم الحملة الاعلامية الضخمة وغير المسبوقة التي تشن من قبل الاعلام الغربي بشكل عام والاعلام الامريكي بشكل خاص، ضد حماس ومحور المقاومة، والمبنية اساسا على اكاذيب مصدرها "اسرائيل"، جعلت من الجلاد ضحية ومن الضحية جلادا.

-لكن الرسالة التي وجهها وزير الخارجية الامريكي الى موظفي وزارته، والتي اقر فيها بما اسماه "بالأثر العاطفي الذي تركته الحرب بين إسرائيل وحماس على موظفيه"، اكدت ما جاء في موقع "هافينغتون بوست"، وفي تقارير إعلامية اخرى، عن وجود مخطط لعصيان داخل الوزارة، احتجاجا على طريقة تعامل واشنطن مع العدوان الذي تشنه "اسرائيل" على اهالي غزة.

-اللافت ان بلينكن اشار ايضا في رسالته الى الظروف "الصعبة" التي تؤثر في السلك الدبلوماسي الأميركي، الذي يشعر بعض المنتمين إليه بـ"موجات الخوف والتعصب"، التي يولّدها النزاع، واضاف "أعلم أنه بالنسبة لكثيرين منكم لم يكن الأمر هذه المرة تحديا على المستوى المهني فحسب، بل على المستوى الشخصي.. أن الولايات المتحدة حزينة على خسارة كل حياة بريئة في هذا النزاع".

-من الواضح ان بلينكن بدأ يشعر بالفخ الذي اوقع فيه نتنياهو ادارة بايدن، والتي تبنت وبشكل اعمى الموقف "الاسرائيلي" دون تردد، عندما تعهد المسؤولون الأميركيون وفي مقدمتهم الرئيس جو بايدن وبلينكن بالدعم الثابت لـ"إسرائيل"، حيث باركا علنا رد الفعل الانتقامي، الذي فاق حتى حدود الوحشية، لـ"إسرائيل" واسفر حتى الان عن استشهاد نحو 4200 فلسطيني، وتدمير أحياء بكاملها وقطع المياه والكهرباء عن السكان، وخروج مستشفيات عن الخدمة، بينما مازالت واشنطن ترفض مطالبة "إسرائيل" بوقف إطلاق النار، وتمدها يوميا بشحنات الأسلحة والذخائر.

-النبرة التي كتب بها بلينكن رسالته، تنم حقيقة عن وجود تململ واحباط بين صفوف موظفيه، والذي قد يتحول الى عصيان، لذلك نراه يحاول نزع فتيل الازمة التي قد تحدثت في وزارته في اي لحظة، عبر دعوته الموظفين لابداء رأيهم في سياسة الوزارة، حيث كتب يقول "دعونا نتأكد -أيضا- من الحفاظ على مساحة النقاش والمعارضة التي تجعل سياساتنا ومؤسستنا أفضل، وأن نوسع نطاقها".