في مقابلة خاصة لشخصية مقربة من الامام الخامنئي..

بالفيديو: ما هي نصيحة واشنطن لتل ابيب، مسؤول يكشف!

السبت ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٣ - ٠٨:١٢ بتوقيت غرينتش

اكد كمال خرازي مستشار قائد الثورة الاسلامية، ان امريكا والغرب، حذرا كيان الاحتلال الاسرائيلي من مغبة اتساع حربه والقيام بعملية برية ضد قطاع غزة، كي لا تتحول إلى حرب إقليمية، موضحاً ان قوى المقاومة اعلنت استعدادها للدخول في حرب جدية مع الكيان الإسرائيلي.

العالم - من طهران

وقال خرازي في مقابلة خاصة مع قناة العالم الاخبارية خلال برنامج "من طهران": ان الدول التي تدعم الكيان الإسرائيلي، مثل الولايات المتحدة والدول الأوروبية، تشعر بالقلق من الانجرار إلى الصراع بين الكيان وغزة، وترجمت ذلك خلال الزيارات الأخيرة التي قامت بها إلى هذا الكيان المزيف. ولكنها في الوقت نفسه، على الرغم من تقديم الدعم العسكري والسياسي له، تحاول منع اتساع هذه الحرب وتحويلها إلى حرب إقليمية، ووجهت تحذيراً لكيان الاحتلال الإسرائيلي من مغبة ذلك.

واضاف: مازالت تتواصل زيارات مسؤولي الدول الداعمة للكيان الإسرائيلي، عسى ان يتمكنوا من السيطرة على الغضب الأعمى لكيان الاحتلال، لأنهم هم أوجدوا هذا الكيان المزيف ويعانون الآن من عواقبه، وليسوا في ظروف تسمح لهم بالتدخل في الحرب.

وتابع ان سياسة أمريكا الحالية هي منع توسع الحرب، وهي توصي دوماً بأن تكون هذه الحرب محدودة ولا تتسع، لأن الولايات المتحدة ليس لديها القدرة على الدخول في حرب أخرى وهي منخرطة حاليا في الحرب في أوكرانيا، وكذلك فان السياسيين منخرطين في الانتخابات، وبالتالي ليس من مصلحتهم الدخول في حرب جديدة، ولكن بالرغم من ذلك، فان داعمي نظام الاحتلال من خلال استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرارات الأمم المتحدة منعوا فرض وقف لإطلاق النار، مجددين دعمهم المطلق للاحتلال.

تحذير لداعمي الاحتلال من مغبة العملية البرية في غزة

وتابع كمال خرازي مستشار قائد الثورة الاسلامية ورئيس مجلس العلاقات الخارجية، ان الكيان الاسرائيلي اعلن نيته دخول غزة، لكن الأمر مشكوك فيه إلى حد كبير، لأن الولايات المتحدة والغربيين والقادة السابقين للجيش الاسرائيلي يعلمون أن مثل هذا الدخول سيواجه بصعوبات، لذلك فإن المسؤولين الأميركيين مثل بايدن بعثوا رسائل إلى كيان الاحتلال، اعتبروا فيها دخول القوات الإسرائيلية إلى غزة بأنه خطأ كبير، ولهذا السبب فإن تل أبيب مترددة أيضًا في القيام بذلك.

واضاف: إن كيان الاحتلال الاسرائيلي يعرف حجم الجحيم الذي سيواجهه إذا دخل غزة، لأن حماس تعيش في مدينة تحت الأرض ويمكنها الخروج من أي مكان ومهاجمة العدو. موضحاً ان الأمر يعتمد على التحركات الدبلوماسية لأطراف النزاع والرأي العام العالمي. وبطبيعة الحال، فان شعوب الدول الإسلامية وغير الإسلامية نزلت إلى الشوارع دعماً للشعب الفلسطيني ولمقاومته، وأدانت الجرائم الإسرائيلية ضد الأطفال والمذابح بحق الفلسطينيين. ولذلك، إذا استمر الدعم الاميركي للكيان الاسرائيلي، فلن تحقق واشنطن مكسبا من استمرار المجازر بحق المدنيين.

طوفان الاقصى انتصار استراتيجي لحماس، وهزيمة استراتيجية للكيان الاسرائيلي

واعتبر خرازي، ان ما فعلته حركة حماس في عملية طوفان الأقصى كان تحركا استراتيجيا وانتصارا لهذه الحركة وهزيمة استراتيجية للكيان المحتل، ولا يمكن التغطية على الهزيمة بإبادة الشعب الفلسطيني عبر قصفه الشنيع والمدمر، فمصير هذه الحرب هو لا بد أن يكون هزيمة من نصيب الصهاينة. والعدو لن يحقق شيئا بهذه المجازر والقتل الجماعي، لقد ارتكب مجرمو التاريخ مثل هذه الجرائم قبل إنشاء الأمم المتحدة، ولذا وضعت قوانين تمنع جرائم الحرب، ولكن بعد ذلك تكررت الجرائم، كما أصبحت الأمم المتحدة ومجلس الأمن مؤسسة عديمة الفائدة وغير مثمرة في هذا المجال.

واضاف: وفي هذا السياق نرى أن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) حيال قرار يدين كيان الاحتلال الاسرائيلي، حتى الأمين العام للأمم المتحدة، بعد زيارته لمعبر رفح والاطلاع على حقيقة الوضع، اتخذ موقفا مناسبا أثار غضب الكيان الاسرائيلي، لكن بسبب تدخل دول الفيتو لا يمكن أن نتوقع دورا مؤثرا للامم المتحدة في وقف الابادة الجماعية في غزة.

وحذر خرازي، من إن العمل الاستراتيجي الذي تقوم به فصائل المقاومة في مجال مواجهة الاحتلال تعلم انه له تداعيات كثيرة عليه، فعندما نفذت حماس عملية طوفان الأقصى الاستراتيجية التي تسببت بهزيمة استراتيجية للاحتلال، عرفت أنه سوف يرد، لكن الكيان الإسرائيلي، بسبب احباطه عمد بذبح شعب غزة وأهان نفسه امام الرأي العام العالمي.

واعتبر أن ابادة الفلسطينيين على يد الصهاينة ليس ظاهرة جديدة، بل هو مستمر منذ بداية وجود هذا الكيان، وكلما استشهد فلسطيني يواصل العشرات من الشباب مسيرته، لأنهم لا يملكون سوى حياتهم التي يريدون تقديمها من أجل قضية فلسطين، وبالتالي فإن الشعب الفلسطيني مستعد لدفع ثمن باهظ لتحقيق النصر الاستراتيجي.

واضاف: إن المقاومة الفلسطينية لا يمكن تدميرها، مهما قدم الشعب الفلسطيني من شهداء، وستضاف إليهم قوى جديدة وسيستمر الطريق، والنتيجة كانت دائما تطور المقاومة، حتى أن قوة حركة حماس اليوم وحركة الجهاد الإسلامي تزايدت اليوم بشدة مقارنة بالماضي، وهذا يدل على أن روح المقاومة متولدة، ولا يستطيع العدو أن يدمرها، وبالتالي فإن نوايا العدو في الدخول الى غزة غير قابلة للتحقق.

الصهاينة سيواجهون حرب مدن شرسة في حال دخولهم الى غزة

واضاف مستشار قائد الثورة الاسلامية: إذا كان كيان الاحتلال الاسرائيلي يظن أنه يستطيع السيطرة على غزة باقتحامها، فهو مخطئ جداً، لأن المقاومة الإسلامية تعمل تحت الأرض. وفي الأحداث الأخيرة، وبعد محاولة القوات الاسرائيلية التسلل إلى غزة، رأينا جميعاً كيف أن قوات المقاومة خرجت من تحت الأرض وأصابت دبابة إسرائيلية، مما أدى إلى مقتل ضابط وإصابة آخر. ولذلك في حالة وقوع هجوم بري، فإنهم سيواجهون حرب مدن شرسة. وخير مثال على ذلك الحرب في فيتنام، التي اذلت خلالها القوات الفيتنامية الأمريكيين ولم يتمكنوا من الاستمرار. القصة واحدة هنا، والحرب مستمرة، وبالتأكيد ان الاحتلال لن يحقق هدفه بحرب برية.

وتابع: لقد أعلن كيان الاحتلال الاسرائيلي أن سكان غزة يجب أن يغادروا إلى مصر وسكان الضفة الغربية يجب أن يغادروا إلى الأردن، لكن مصر والأردن رفضتا بقوة ذلك، كما ان المجتمع الدولي ليس مستعدا لقبول مثل هذه الهجرة القسرية، مشيرا الى السياسة الدائمة للكيان الإسرائيلي كانت التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم، لكنهم الآن جعلوا هذه القضية علنية، وبالتأكيد لن يتم لهم ذلك.

اذا توسعت الحرب، فان محور المقاومة سيتدخل

واشار خرازي الى ان قوى المقاومة اعلنت استعدادها للدخول في حرب جدية مع النظام الإسرائيلي، والامر بات يعتمد على سياسة أمريكا والغربيين ومدى تحذيرهم للنظام الإسرائيلي من محاولة توطين الفلسطينيين، مشددا على ان المقاومة تقف اليوم الى جانب حماس، ومن الطبيعي أن يدافع الفلسطينيين عن انفسهم.

واعتبر ان الأمر خطير للغاية والرأي العام غاضب من أن الحكومات ليس لديها خيار سوى الانحياز إلى حد ما مع الشعوب، لقد دخلت الحكومات الإسلامية إلى الميدان بشكل جيد نسبياً، فمثلاً بدأت بعقد مؤتمر إسلامي، حيث عقدت منظمة التعاون الإسلامي اجتماعا وأصدرت بيانا خطيرا وقويا للغاية. وحتى في الدول المطبعة مع الكيان الإسرائيلي، مثل المغرب، خرج الناس في مظاهرات حاشدة. كما أُجبر مسؤوليهم على اتخاذ مواقف أكثر جدية. واتخذ ممثل الإمارات موقفا متوازنا في الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار. وبطبيعة الحال، فمن المتوقع أن يتعاملوا بجدية أكبر حتى يضطر كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى التوقف عن ابادة الفلسطينيين.

نريد وقف الحرب، لا نريد اتساعها

واخيراً اكد خرزاي، ان ايران تدعو بالدرجة الاولى بوقف الحرب، ولا ترغب بأي حال من الاحوال اتساعها، وفي الدرجة الثانية يجب على الكيان الاسرائيلي ان يتحمل مسؤولية كل جرائمه، واما كيف ستتبادل حماس اسراها مع الاحتلال فهذا امر يعود اليها. ومن المؤكد ان لديهم مطالب، اذا فهي ورقة رابحة في يد حماس، كما تمكنت المقاومة من تحرير الكثير من الاسرى الفلسطينيين بعد حرب تموز 2006.

واوضح ان رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية ووزير الخارجية على تواصل مع مختلف الدول، معتبرا ان ايران تريد تعبئة الرأي العام العالمي، ويمكن لقناة العالم ان تؤدي دورا متميزا في هذا المجال، يجب علينا جميعا ان نتعاون ليفهم الكيان الاسرائيلي الذي تحمل هزيمة مذلة ومهينة واستراتيجية انه لن يحقق من خلال عدوانه اي نتيجة.