طوفان الأقصى.. نتنياهو ومصير مابعد الحرب

الأربعاء ١٥ نوفمبر ٢٠٢٣ - ٠٧:٤٥ بتوقيت غرينتش

بين ردة فعل عشوائية ناتجة عن قوة الضربة التي أوجدتها عملية طوفان الأقصى، وبين اختلاف الأجندات مع واشنطن، وإن بتفصيلات صغيرة، مصير نتنياهو انعكاس لصورة المرحلة المقبلة بعد الحرب.

العالم - ثينك ثانك

هناك من يقول إن بنيامين نتنياهو هو الحلقة الأضعف في كل ما يجري منذ السابع من أكتوبر الماضي. وذلك رغم العنف والوحشية التي يرد فيها جيشه على عملية طوفان الأقصى، سواء بالقصف الجوي أو التوغل البري في غزة.

وضعف نتنياهو، وتخبطه في ظل فشل تحقيق أهدافه حتى الآن، يضعه في مواجهة أجندة الإدارة الأميركية التي قد تجد نفسها أمام ضرورة الإختيار بين دعم نتنياهو حتى الأخير، أو تدارك الأمر قبل الانتخابات الرئاسية.

وهكذا، فإن مصير رئيس الوزراء الإسرائيلي سيكون بنسبة كبيرة انعكاسا لمرحلة ما بعد الحرب، حيث يتفق كثيرون على أن نتنياهو سيواجه مصيرا لا يختلف عن ذلك الذي يواجهه جيشه في قطاع غزة.

فهل نهاية حياة نتنياهو السياسية بعد الحرب مصلحة أميركية؟ وماذا لو فشلت واشنطن في الخروج من فخ نتنياهو الذي يرى أن النجاة من أزمته تتمثل في جر الاميركي إلى حرب كبرى؟

ما يحصل في غزة يعكس تداعيات لاستراتيجية الرئيس الأميركي جو بايدن في المنطقة. وهذا بحسب مقالة لبوليتيكو بعنوان.. الركائز المتداعية لعقيدة بايدن في الشرق الأوسط.

في البداية، اعتمدت الإدارة الاميركية ثلاثة مسارات سياسية: تعزيز التطبيع، والدبلوماسية مع إيران، والتكامل الاقتصادي..لكن الصراع الذي حاولت تجاهله يدفع المنطقة الآن إلى حافة حرب أوسع، بينما لم يتم العثور على التحالف العربي الإسرائيلي الجديد في أي مكان، ما عجل بعودة أميركا للمنطقة التي تريد مغادرتها.

غير أن ما أكد عليه بايدن هو ما تجاهله بنفسه.. لسنوات، سمحت أميركا لنفسها بأن يقودها بنيامين نتنياهو، وتحولت من وسيط مشارك (متحيز) إلى متفرج خامل. وتصرفت كما لو أن التطبيع يمكن أن يكون بديلا للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. فبدلا من أن تكون اتفاقيات (أبراهام) مكملة، تم تقديمها كفكرة بديلة.

أما حاليا، لقد عاد الشرق الأوسط إلى مكتب بايدن: فبفضل دعمه القوي لإسرائيل، تولى إدارة مشتركة لحرب مدمرة لا نهاية واضحة لها. وهنا أيضا تبنت الإدارة بعض الأوهام، وطلبت (على سبيل المثال) دعما عربيا لفكرة قوة حفظ السلام متعددة الجنسيات في غزة. ومع ذلك يستمر بايدن في تقديم الدعم الكامل للحرب الإسرائيلية.

للنقاش في ما أوردته بوليتيكو أرحب بضيفتي من القدس المحتلة الأستاذة رتيبة النتشة عضوة المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني.

الخاسر الأكبر في مرحلة ما بعد طوفان الأقصى هو نتنياهو، هذه الفكرة أوردتها مقالة لمعهد كوينسي بعنوان نهاية عقيدة نتنياهو.

في هذه المقالة نقرأ..جاء هجوم حماس في وقت بدا فيه أن بنيامين نتنياهو كان على وشك إكمال تحفته أي السلام مع العالم العربي بينما يتجاهل الفلسطينيين تماما. لقد ذكر هذا الهجوم الإسرائيليين والعالم، بأن الصراع المستمر هنا يشمل الجميع، وليس الإماراتيين أو السعوديين فقط.

منذ بداياته، حاول نتنياهو تجنب أي مفاوضات مع القيادة الفلسطينية، واختار تجاوزها ودفعها جانبا، وعززت اتفاقيات (أبراهام) هذا الاعتقاد بشكل قاطع. في السابع من أكتوبر، تم هدم عقيدة نتنياهو هذه، التي اعتمدها الأميركيون والعديد من الدول العربية، والتي تقول إنه من الممكن تحقيق السلام في المنطقة بدون الفلسطينيين.

في الأيام القليلة الماضية ستنمو فكرة أن الصراع يجب أن يحل على أساس الحرية والمساواة الوطنية وإنهاء الحصار والاحتلال.. بعد صدمة حرب ثلاثة وسبعين، التي يقارنها كثيرون بما يحدث اليوم، تبين للإسرائيليين أن السلام قد يأتي على حساب الانسحاب من الأراضي المصرية التي احتلتها. نفس الإدراك يمكن أن يحدث بعد صدمة عام 2023.

من منصة إكس نستعرض بعض تعليقات المراقبين والمختصين حول هذا الموضوع.

الصحافي 'غلين غرينوالد' وهو أحد المؤسسين لموقع ذا إنترسبت كتب.. كان جو بايدن منذ فترة طويلة، ولا يزال، واحدا من أكثر المؤيدين المخلصين لإسرائيل بين جميع الرؤساء في أي من الحزبين..هو ليس فقط مؤيدا لإسرائيل، بل يدعو بشدة إلى قيام الولايات المتحدة بتسليحها وتمويلها بالكامل. الاتساق الكامل على مدى عقود.

الاكاديمي الأميركي 'جان سوسينا' كتب على حسابه. حان الوقت لكي يخلق الرئيس بايدن لحظة الحقيقة للجميع. يحتاج بايدن إلى أن يوضح أن أمريكا لن تخدم نتنياهو بشكل أحمق.. الكلام لتوماس فريدمان.

المؤرخ والكاتب البريطاني 'جاستن ماروتزي' تحدث عن وضع بنيامين نتنياهو.. حتى في خضم الحرب الأكثر أهمية في البلاد منذ خمسين عاما، فإن رئيس الوزراء نتنياهو مشغول أولا وقبل كل شيء بنفسه وبإنقاذ مستقبله السياسي الهش

التعليق الأخير من الكاتب الانجليزي المعروف 'جون سميث' وفيه. إن نقطة الانطلاق الجيدة للسلام تتلخص في التزام نتنياهو بالعودة الفورية لكل المستوطنات غير القانونية إلى الملكية الفلسطينية بمجرد انتهاء الحرب في غزة. لكن هذا لن يحدث

حول الخاسرين في مرحلة ما بعد طوفان الأقصى، ومفترق الطرق بين الإدارة الأميركية وبنيامين نتنياهو.