هنية: المقاومة في غزة تخوض معركة مشرفة للدفاع عن فلسطين

هنية: المقاومة في غزة تخوض معركة مشرفة للدفاع عن فلسطين
الخميس ١٦ نوفمبر ٢٠٢٣ - ٠٩:٤٣ بتوقيت غرينتش

أكد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تخوض اليوم معركة مشرفة للدفاع عن فلسطين وعن مقدسات الأمة دون أن تلين لها قناة أو تنكسر لها إرادة وستواصل مع شعبنا الصمود والثبات.

العالم - فلسطین

وقال هنية في كلمة متلفزة له عبر قناة الأقصى مساء الخميس: نخوض مع العدو الصهيوني صراعا استراتيجيا لن نكون فيه إلا منتصرين بإذن الله وعونه وتوفيقه، لا نشك في ذلك مثقال ذرة، وإن أرادها العدو معركة طويلة فنحن نفسنا أطول من نفس عدونا.

اليد الطولى للمقاومة

وشدد على أنه ستكون لمقاومتنا بإذن الله اليد الطولى والكلمة الفصل وسوف يرى العالم كتائب القسام وفصائل المقاومة في القطاع بل في كل أرضنا الفلسطينية وهي تدحر الاحتلال من قطاع غزة كما دحرته قبل 18 عاما وسيرحل عن كل أرضنا فلسطين المباركة ولن يحصد إلا المزيد من الفشل والخيبة والانكسار.

وأشار إلى أنه بعد 41 يوماً من العدوان الهمجي للاحتلال وما قام به من قتل وحشي فقد أفشل شعبنا ومقاومته الباسلة أهداف العدو ومخططاته في التهجير أو استعادة الأسرى بالقوة، وسقطت هذه المخططات وستسقط معها كل أوهام العدو ولم يستطيع تحقيق أي من أهدافه أو استعادة أسراه إلا بدفع الثمن الذي تحدده المقاومة.

وقال: لليوم الحادي والأربعين يواصل شعبنا الفلسطيني المجاهد وقطاعنا الصابر المرابط ومقاومتنا الصامدة البطلة خوض معركة الشرف والعزة والكرامة في مواجهة واحد من أكثر جيوش العالم إرهابا ومعزز بدعم عسكري أمريكي غير محدود وعلى الرغم من ذلك ما لانت لشعبنا قناة ولا فطرت قطاعنا عزيمة.

صفحات مجد

وأضاف هنية: ها هم أبطال المقاومة يسطرون على أرض غزة صفحات مجد عز نظيرها في البطولة والشجاعة والإقدام، وها هم يوجهون ضرباتهم الموجعة لجيش العدو وآلياته التي ظن أنها مانعتهم من ضربات مجاهدينا الأبطال ولكن خسرت حساباتهم وسقطت رهاناتهم.

وشدد على أن هؤلاء المقاتلين الميامين الذين ينطبق عليهم قوله تعالى:” { بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ } هم جند الله يحقق بهم إرادته ويقطع بهم دابر أعدائه، وقد جعل الله لهم سلطانا مبينا وأتاهم بأسا شديدا.

صبر شعبنا وثباته والصحوة العالمية

وقال هنية: يسطر شعبنا في قطاع غزة من صبر وإيمان وثبات وكبرياء قد هز الدنيا بأسرها وأدى إلى صحوة عالمية غير مسبوقة رغم عظم الثمن الذي قدمه من الأطفال والنساء والشيوخ والمقدرات والممتلكات، مسجلا بذلك انتصارا لا يقل بل هو امتداد لطوفان السابع من أكتوبر المجيد.

كما أشار إلى أن شعبنا في الضفة يواصل التحدي ومواجهة هذا الاحتلال والوقوف في وجه مستوطنيه، واحتلاله العسكري، وجرائمه المتواصلة من قتل واعتقال ومصادرة وإرهاب.

ونبه إلى أن العدو يشن حرباً على المستشفيات في غزة في مخالفة لكل الأعراف والمواثيق والقيم الإنسانية وكان آخرها الهجوم الوحشي وما زال على مجمع الشفاء الطبي مستنداً إلى الأكاذيب التي افتراها ويسعى إلى تسويقها وقد ثبت بطلانها سواء كان في مستشفى الشفاء أو مستشفى الدكتور عبد العزيز الرنتيسي للأطفال.

القمة العربية والإسلامية .. قرارات تنتظر التنفيذ

ودعا قائد حماس إلى تنفيذ ما صدر من قرارات عن أعمال القمة العربية والإسلامية الطارئة التي انعقدت قبل أيام في الرياض، خاصة المتعلقة بوقف العدوان وكسر الحصار “فورا” عن قطاع غزة وحماية المقدسات وتحقيق تطلعات شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال.

ودعا إلى سرعة انعقاد اللجنة المكونة من عدد من الدول المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية الطارئة، والمكلفة بمتابعة تنفيذ القرارات الصادرة عنها.

وتوجه لقادة الأمة بقوله: أن قوى المقاومة الفلسطينية هي قوة لكم وذخر، وأن قدرتها على لجم أطماع العدو ومواجهة تهديداته هي عنصر قوة أمة بأكملها وليس للشعب الفلسطيني وحده، ووجود المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال وتهديداته بات ضرورة ومصلحة عربية وإسلامية أكيدة.

تعطيل الإرادة الدولية

كما أشار هنية إلى القرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي بخصوص العدوان على غزة ورفضه العدو الصهيوني فورا؛ في تأكيد على سياسته الواضحة بعد نفسه كيانا فوق القانون ويستمر في تعطيل الإرادة الدولية التي تم تثبيتها في تصويت الجمعية العامة قبل أسبوعين.

وقال هنية: كان ينبغي أن يتضمن القرار الصادر عن مجلس الأمن أمس إدانة حصرية ومباشرة لجرائم الحرب والتطهير العرقي التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة وفي الضفة على مدار الساعة، كذلك انتهاكه للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية خاصة المتعلقة بحالة الحرب.

وقف العدوان وفتح المعابر

وأكد أهمية إجبار العدو على وقف العدوان، وفتح المعابر وسرعة إيصال المساعدات لسد احتياجات القطاع وإنهاء الحصار عنه بشكل نهائي، والإقرار بالحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وكل ذلك دون قيد أو شرط باعتباره حقا أصيلا لشعبنا مكفول بالقوانين والقرارات الدولية ذات الصلة.

وتوجه للعدو المجرم الذي أجج الصراع في المنطقة ولكل الذين يساندونه ويسوقون الأوهام ويمنون النفس بتغيير الواقع السياسي والميداني والجغرافي في قطاعنا الصامد قائلا لهم: ” حركة حماس حركة متجذرة في أرضها ملتحمة بشعبها ولن يستطيع العدو وكل من تحالف معه وشاركه عدوانه تغيير الواقع في قطاع غزة.

مستقبل غزة بيد الشعب الفلسطيني

وأضاف هنية: فليسوّف العدو الأوهام كيف يشاء، ويرفع سقف أهدافه كما يريد، فسيتحطم ذلك كله بإذن الله ثم بإرادة شعبنا وبسالة مقاومتنا وإسناد أمتنا وكل أحرار العالم وعلى صخرة الواقع والحقيقة.

وتابع: أؤكد وأقول وليسمعنا العالم أجمع بأن صاحب الحق الوحيد في تحديد مستقبل قطاع غزة وكل فلسطين؛ هو الشعب الفلسطيني بإرادته الحرة المستقلة.

ووجه التحية لشعبنا الفلسطيني المرابط القابض على جمر الصبر والصمود والثبات، فتحية فخر واعتزاز لأهلنا في غزة البطلة ومقاومتنا الباسلة التي باتت تمثل طليعة الأمة والطائفة المنصورة بإذن الله.

رسائل

كما وجه التحية لشعوب أمتنا العربية والإسلامية التي ما هدأ تفاعلها وحراكها نصرة للشعب الفلسطيني ودعماً للمقاومة وغضبا على ما يقوم به العدو من جرائم في غزة.

وخاطب الأمة جمعاء قائلاً: إن غزة قدمت نموذجا في تاريخ الأمة الإسلامية لم يوجد منذ أكثر من 100 عام، ومن رحم المعاناة وأنياب الحصار فتحت غزة الباب واسعا للتحولات الاستراتيجية على صعيد القضية والمنطقة وصنعت وكتبت التاريخ وضربت الضربة الكبرى في أسس المشروع الصهيوني.

وأضاف هنية: ولذلك فإن نصرة غزة بالمال والسلاح والجهاد يجب أن يتجاوز كل المعيقات مهما كانت، فلا عذر لقاعد أو راضٍ بالقليل من الجهد والعمل في معركة طوفان الأقصى وهي معركة الأمة جمعاء ولا بد أن تتوحد كل الجهود، والاندفاع بلا تردد نحو الخيارات الجريئة.

ووجه تحية لأحرار العالم الذين يملؤون الشوارع والساحات ويمارسون الضغوط على زعمائهم وحكوماتهم للتوقف عن دعم العدوان ووضع حد لجرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

التوازن الاستراتيجي

كما وجه التحية لجبهات المقاومة الساخنة التي تسهم في هذه المعركة على طريق التوازن الاستراتيجي، والمطلوب الضغط على العدو وسنبقى على العهد صامدين متمسكين بحقنا ومتشبثين بأرضنا ومقاومتنا، وإن نصر الله لقريب.