"إذا لم يتحرك العالم سنتحرك"..ما سر هذه العبارة التي تكررها "إسرائيل" هذه الأيام؟

السبت ١٦ ديسمبر ٢٠٢٣ - ٠٨:١٥ بتوقيت غرينتش

قبل ان يفرض حزب الله معادلة الردع على الكيان الاسرائيلي، وقبل صفعة "طوفان الاقصى" المدوية، التي وجهتها المقاومة في غزة، على وجه الهيبة "الاسرائيلية" المزيفة، كان هذا الكيان يشن الحروب والاعتداءات على الفلسطينيين وعلى الدول العربية، دون ان يهدد او يعلن عن نيته، اما اليوم، فنراه يكرر "عبارة" بات يجترها كل زعماء هذا الكيان دون استثناء وهي عبارة: "اذا لم يتحرك العالم سنتحرك"!.

العالم مقالات وتحليلات

يوم امس وخلال زيارته المستوطنات الاسرائيلية الخالية من مستوطنيها في شمال فلسطين المحتلة هربا من الهجمات التي يشنها حزب الله على مواقع عسكرية اسرائلية على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة تضامنا مع قطاع غزة، قال "عضو المجلس الوزاري الحربي الإسرائيلي" بيني غانتس، للصحفيين: "تحدثت الأسبوع الماضي مع وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، ومع زعماء العالم الآخرين، ودعوتهم إلى هنا لرؤية الواقع، وأبلغتهم أننا نحتاج للعمل السياسي إلى جانب العمل العسكري، وقلت لهم وأقوله أيضا لمواطنينا: إذا لم يزل العالم حزب الله من الحدود، فإن إسرائيل ستفعل ذلك".

دعوة غانتس "العالم" الى ان يتحرك ضد حزب الله و إلا ستتحرك "اسرائيل"!!، دعوة كررها قبل ذلك اغلب زعماء الكيان، فقبل ايام قال رئيس مجلس "الأمن القومي الإسرائيلي"، تساحي هنغبي في مقابلة مع هيئة البث "الإسرائيلية" أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ابلغ الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس، إذا لم يتحرك العالم ضد القوات المسلحة اليمنية فإن "إسرائيل" ستتحرك عسكريا، وذلك بعد ان فرضت القوات المسلحة اليمنية حصارا بحريا على الكيان الاسرائيلي من خلال منعها جميع السفن المتجه الى الكيان عبر البحر الأحمرِ، حتى تتوقف المجازر المروعة وحرب الإبادة الجماعية والحصار في غزة.

عندما نقول ان معركة "طوفان الاقصى" هي معركة فاصلة بين تاريخين، بين تاريخ مزيف حاول الغرب كتابته لشعوبنا، عبر اظهار "اسرائيل" بانها "قوة لا تقهر"، وانها "بلد مستقل وقائم بذاته"، وان "الغرب بحاجة اليها وليس العكس"، و"انها البلد الديمقراطي الوحيد في المنطقة"، وانها "قادرة على الدفاع عن نفسها دون حاجة للاخرين" و انها...، وبين تاريخ بدأ محور المقاومة كتابته منذ سنوات، وبشكل اكثر وضوحا منذ معركة "طوفان الاقصى"، وكشف للعالم الذي كان مخدرا بسبب التاريخ الغربي المزور، ان "اسرائيل" كيان مصطنع، بل انه كحشرة القراد قائم على امتصاص الضرائب التي يدفعها مواطنو الشعوب الغربية لحكوماتهم، وانه كيان لا تقوم له قائمة لولا الدعم الغربي العسكري والمالي والسياسي، وانه كيان لا اثر فيه لديمقراطية وحرية، بل هو كيان غاصب ارهابي عنصري دموي متوحش.

العبارة المذكورة التي بات يكررها زعماء كيان الاحتلال هذه الايام، جاءت بعد ان تمكن مئات من الشباب الفلسطيني، كتابة التاريخ الحقيقي للمنطقة، التاريخ الذي كشف عن زيف "قوة اسرائيل التي لا تقهر"، حيث تم اقتياد جنرالاتها كالخراف من داخل مقراتهم المحصنة، والجنود من داخل دبابات الميركافا، وباتت مستوطناتهم في شمال غزة خالية من اهلها، وتكدس شذاذ الافاق في المطارات والموانىء للهروب والعودة من حيث اتوا، فاذا بالغرب يهرع على وجه السرعة، وفي مقدمتهم كبيرهم بايدن وجنرالاته، وفتحوا مستودعاتهم وخزائنهم ومعسكراتهم لنقل العتاد والمال والجنود، عبر جسور جوية لم تتوقف للحظة منذ اكثر من 70 يوما ، وكأن "اسرائيل" والغرب يحاربون قوة عظمى، وليس مجموعة من الشباب المؤمن، المتمسك بارضه ومقدساته.

"اسرائيل التي كانت لاتقهر"، انكشف زيفها وعجزها وضعفها، وباتت تتوسل الغرب، ليأتي من اجل اعادة المستوطنين الى مستوطناتهم التي هربوا منها في شمال فلسطين المحتلة وفي غلاف غزة، ولمحاربة رجال اليمن الاشداء بالنيابة عن جيشها المهزوم، من اجل حماية سفنها التي بات محرم عليها ان تدخل البحر الاحمر.

على نتنياهو وغانتس وهنغبي وغالانت ومن لف لفهم، ان يدركوا ان حقيقة كيانهم المزيف تنكشف اكثر كلما توسلوا بالغرب وظهروا بهذا المظهر البائس، ولا يمكن التستر علي هذه الحقيقة، عبر قتل الاطفال والنساء وتعرية الابرياء وتجويعهم، او عبر الظهور بمظهر المهدد والمتوعد، ففي الوقت الذي يغرق فيه جيشهم المدعوم من الغرب في مستنقع غزة، نراهم يهددون اليمن وحزب الله، ولكن بقوة الغرب، واللافت ان هذا ديدنهم منذ الازل، فهم من خاطب نبيهم يوما "فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون".