العالم – مقالات وتحليلات
التحالف البحري العسكري الذي قيل انه يضم 39 دولة، والتي تقوده امريكا، تم تشكيله بعد ان حرّمت القوات المسلحة اليمنية البحر الاحمر على السفن "الاسرائيلية" وتلك التي تتعامل مع الكيان الاسرائيلي، نصرة لاهل غزة، ووقف العدوان عليهم، وفك الحصار عنهم.
التحالف الذي اطلقت عليه امريكا اسم "عملية حارس الرخاء"، هدفه الرئيسي والوحيد هو حراسة "رخاء اسرائيل"، وإلا فالبحر الاحمر آمن لجميع السفن التي تمر به عبر باب المندب وصولا الى قناة السويس، ولم يتم تسجيل حادثة واحدة ضد اي سفينة مهما كانت جنسيتها والعلم الذي ترفعه، غير تلك التي تتعامل مع الكيان الاسرائيلي.
كان الاولى بامريكا لو كانت حقا حريصة على "حراسة رخاء" العالم ، ان تضغط على كلب حراستها "اسرائيل" لوقف عدوانها الوحشي والهمجي على اهالي غزة، و فك الحصار عنهم، بدلا من تشكيل تحالفات طويلة عريضة وتجييش الاساطيل والجيوش، من اجل ان تبقى "اسرائيل" تمارس القتل في غزة، دون اي منغصات.
امريكا ذهبت الى ابعد من ذلك، عندما نقلت مواقع خبرية امريكية ومنها "سام فور"، عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية قولهم أن البنتاغون يدرس إمكانية ضرب أهداف عسكرية في اليمن، ردا على استهداف الاقتصاد الاسرائيلي، وهو تأكيد اضافي على تورط امريكا المباشر في الابادة الجماعية والتطهير العرقي الذي تشهده غزة منذ حوالى 73 يوما.
اللافت ان مصر، الدولة الاكبر التي يهمها امن البحر المتوسط، لما له من تأثير عل اقتصادها، حيث يدر قناة السويس عليها سنويا نحو 9 مليارات دولار، اعلنت وعلى لسان رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع ، ان حركة الملاحة بالقناة منتظمة، وانه منذ 19 تشرين الثاني /نوفمير وحتى اليوم عبرت 2128 سفينة من قناة السويس، عدا 55 سفينة اختارت العبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
من الواضح ان تلك السفن هي سفن "اسرائيلية" او تتعامل مع الكيان الاسرائيلي، فهل يستدعي ذلك تشكيل تحالف عسكري من نحو 40 بلدا لحمايتها، والطامة الكبرى، وفقا للاعلان الامريكي، ان هناك دولا عربية ستشارك في هذا التحالف؟!.
ليس هناك من ارهاب واجرام، يضاهي ارهاب واجرام امريكا، التي تحلل لنفسها تشكيل تحالفات وترسل اساطيلها وجيوشها، وتقيم جسورا جوية لنقل الاسلحة والعتاد، الى الكيان الاسرائيلي وتستخدم الفيتو لنقض كل مشاريع القرارات الداعية لوقف اطلاق النار في غزة، فقط من اجل ان يواصل الارهاب الاسرائيلي الوحشي جرائمه دون حسيب او رقيب، بينما تحرم على العرب من ان يمدوا يد العون الى اخوانهم في غزة، الذين يذبح اطفالهم من الوريد الى الوريد يوميا.
في المقابل ليس هناك عمالة وخيانة وذلة، يمكن ان تضاهي عمالة وخيانة وذلة، اي نظام عربي يسمح لنفسه ان يكون عبدا خانعا لامريكا، وحارسا ذليلا لنتنياهو السفاح، يحرس سفنه، التي تطيل بعمر ارهابه واجرامه، ضد اخوته في الدين والقومية.
-اخيرا، نكرر ما قاله عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله في اليمن عبد الملك العجري قبل أيام: " انه لو احتشدت أساطيل الأرض إلى البحر الأحمر لن تجلب الأمان لإسرائيل، وانه ما من سبيل لمنع توسع التصعيد إلا بالدفع نحو وقف إطلاق نار دائم في غزة، فالسبيل الوحيد لعودة الهدوء في البحر الأحمر مرتبط بعودة الهدوء إلى غزة".