انتخابات امريكا..عودة غير مرحبة لــ'ترامب' الى السلطة

انتخابات امريكا..عودة غير مرحبة لــ'ترامب' الى السلطة
الثلاثاء ١٩ ديسمبر ٢٠٢٣ - ١٢:٢٣ بتوقيت غرينتش

سيبدأ موسم الانتخابات التمهيدية الأميركية للعام 2024 بعد شهر من الآن، بينما یتأمل دونالد ترامب في الفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة المقبلة،بالرغم من لوائح اتهامات جنائية،وتحذيرات الأوساط السياسية في أمريكا من عودته الى السلطة.

العالم - الأميركيتان

وتجري هذه الانتخابات فيما يواجه الرئيس السابق أربع لوائح اتهام جنائية، الأمر الذي يعرّضه لخطر السجن؛ ومع ذلك مازال يحافظ على تقدم على منافسيه الجمهوريين، يعد الأكبر في استطلاعات الرأي في هذه المرحلة من الحملة الانتخابية.

ففي غضون بضعة أيام، ظهرت في كبرى وسائل الإعلام الأميركية بما فيها واشنطن بوست ونيويورك تايمز وأتلانتيك، سيناريوهات سوداوية تحذر من عودة ترامب إلى السلطة.

حيث نشر رئيس تحرير مجلة أتلانتيك الأميركية الشهيرة؛ جيفري غولدبرغ، مقالا كتب فيه "ان الوعود التي قطعها ترامب والتي سيطبقها إذا تم انتخابه في انتخابات 2024 يمكن تلخيصها في عبارة واحدة: الاخلال بالبنية والنظام الديمقراطي الأمريكي".

كما كتب مارتن بارنز، وهو أيضا محرر بارز قديم في صحيفة واشنطن بوست لسنوات عديدة، في كتابه الصادر حديثا بعنوان "صراع القوى"،اعتبر عودة ترامب إلى الظهور تهديدا وجوديا بالنسبة للنظام السياسي في الولايات المتحدة. وفق هذه الآراء التحذيرية.

وهناك نظرا الى الأوساط السياسية"في أمريكا،يستوجب الانتباه إلى حقائق يقدمها المشهد السياسي الأمريكي بشأن ظاهرة ترامب وعودته إلى البيت الأبيض،أولها..

- على الرغم من توجيه 91 تهمة إليه، لا يزال دونالد ترامب يقود الجبهة الجمهورية. بعبارة أوضح أن الاتهامات الـ 91 الموجهة ضد ترامب متنوعة للغاية وكثيرة، وقد تم فتح قضايا قانونية عديدة له في عدة ولايات أمريكية لكنها لم تقلل من شعبيته بين الناخبين الجمهوريين وبالرغم أن جهود الترشيح من الحزب الجمهوري مستمرة وأشخاص مهمون يحاولون الوصول إلى هذا المنصب وهناك العديد من المناقشات والتجمعات الحزبية مستمرة، إلا أن ترامب مازال في صدر القائمة بين كل هؤلاء.

- الحقيقة الثانية وفي التصوير التحليلي للمشهد السياسي الأمريكي تظهر استمرار الثنائية القطبية الشديدة في هذا المجتمع.

وقد وجد هذا الاستقطاب حالات متطرفة وجذرية في أبعاده ومراحله، وترامب سيد الثنائية القطبية وتوسيعها واستغلال هذه الثنائية الحقيقية والمصطنعة.

- الحقيقة الثالثة هي نقاط ضعف المرشح الآخر، بايدن والديمقراطيين، لأن شعبية الرئيس بايدن لم تزد فحسب، بل بدأت في التراجع.

والضعف الأكبر لدى بايدن هي كبر سنه وإظهاره العديد من الضعف الجسدي في السنوات الثلاث الماضية. إضافة إلى ذلك، فإن ظروف الشرق الأوسط ودعمه الشامل للكيان الصهيوني وعمق جرائم ذلك النظام أضرت بأصواته.

وإلى جانب هذه الحقائق، لا يمكن تجاهل موقف ترامب، وهو على اتصال دائم بقاعدته الاجتماعية ويروج لكلماته وخطاباته باستخدام وسائل الإعلام الخاصة.

وهناك،مما تحذر النخب الحاكمة في أمريكا من خطورة عودة ترامب على السلطة، هو وعوده بالتغيير بالنظام السياسي الأميركي واتجاهه العدواني تجاه النخب الحاكمة، الذي تبرز فيه شخصيته الاختزالية والنظرة غير المتخصصة.