نتنياهو.. بين سندان "طوفان الأقصى" و مطرقة  المغازي

نتنياهو.. بين سندان
الأربعاء ٢٤ يناير ٢٠٢٤ - ٠٩:١٠ بتوقيت غرينتش

أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي امس الثلاثاء مقتل 24 ضابطا وجنديا خلال يوم واحد في معارك قطاع غزة، منهم 21 عسكريا من قوات الاحتياط قتلوا بتفجير بنايتين في مخيم المغازي وسط القطاع، وهو ما وصف بأنه أعنف يوم قتالي منذ بدء الاجتياح البري في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

العالم الخبر وإعرابه

-الضربة الموجعة التي وجهتها المقاومة الى قوات الاحتلال، صدمت كيان الاحتلال كما صدمه "طوفان الاقصى"، فالعملية جاءت بعد أكثر من 100 يوم من الاجتياح البري على القطاع، مما يثبت فشل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في جمع معلوماتها وعدم قدرتها على حماية قواتها من هجمات المقاومة الفلسطينية.

-رغم اتفاق جميع اعضاء الحكومة والكنسيت في الكيان الاسرائيلي على القول ان كيانهم تعرض لضربة قوية، الا ان تصريح رئيس الكنيست أمير أوحانا، كان لافتا عندما قال :"صباح صعب للغاية استيقظ فيه شعب إسرائيل على خبر ينفطر له القلب، كل واحد من قتلانا بغزة عالم مليء بالعائلات والآمال والأحلام التي انقطعت قبل الأوان"، فهو تصريح يعكس عنصرية هذا الكيان، الذي يجرد الفلسطينيين من حقهم في الحياة، ويحصر هذا الحق بمستوطنيه، فـ"قلبه انفطر" على 24 "جنديا اسرائيليا"، بينما "قلبه" لم يشعر حتى بوغزة، وهي يرى قتل "جنوده"، لاكثر من 25 الف فلسطيني معظمهم من الاطفال والنساء.

-نظرا الى ان مقص الرقابة العسكرية، يمنع نشر اي خبر عن عدد قتلى جنود الاحتلال، فان الاعلان عن مقتل هذا العدد من جنود الاحتلال في يوم واحد، يعد امرا نادرا، ما يكشف خوف الاحتلال من ان يفتضح امره، في حال نشرت فصائل المقاومة مقاطع مصورة عن العملية، وهو ما حدث بالفعل.

-ما حدث في المغازي، كان اكبر من صدمة بالنسبة لكيان الاحتلال، فالعملية وقعت بمنطقة ملاصقة بغلاف غزة، وهي منطقة كان جيش الاحتلال يحضرها لتكون "آمنة"، فاذا به يتعرض فيها لاكبر خسارة منذ الاجتياح البري لغزة، الامر الذي يكشف للراي العام داخل الكيان والعالم، ان كل ما يقول نتنياهو وآلته الاعلامية، عن تحقيق انتصارات في غزة ما هي سوى اكاذيب، هدفها الابقاء عليه في السلطة اطول وقت ممكن.

-نتنياهو اليوم اصبح بين سندان "طوفان الاقصى" ومطرقة تفجيرات المغازي، لذلك بدأت منذ يوم امس تصريحات تتوالى عن احتمال التوصل الى هدنة او صفقة لتبادل الاسرى، وهي تصريحات لا نسمعها إلا عندما تكون هناك ضغوط على جيش الاحتلال، فالكيان الاسرائيلي اعتاد ان تكون الخسائر محصورة بالجانب الاخر، اما هو فلم يعتاد على مثل هذه الخسائر التي يتكبدها اليوم، وفي منطقة يحاصرها من جميبع الجهات.

- ضربة المغازي، ستهز المجتمع الاسرائيلي كما هزها "طوفان الاقصى" وستكون لها تداعيات كبيرة ليس على مسار العدوان على غزة فحسب، بل على الصورة المزيفة التي روجت لها "اسرائيل" في المنطقة، والتي تصورها بانها اقوى من جميع دول المنطقة، وانها تمتلك "جيشا لايقهر"، الامر الذي سينعكس سلبا على مسار التطبيع الذي هرولت اليه بعض الانظمة العربية، تحت تأثير تلك الصورة المزيفة.

-بعد صدمة المغازي، لا يفصلنا بين اعتراف الكيان الاسرائيلي بهزيمته المدوية في غزة، الا بعض الوقت، فإحساس قيادة الاحتلال بالفشل يتعمق، بعد ان ايقنت انه لا يمكن ان يعود الكيان الى ما قبل "طوفان الاقصى"، كما بات الداخل الاسرائيلي على يقين ان نتنياهو يكابر عبر تأكيده على مواصلة الحرب، وهي مكابرة لا من اجل رفع العار الذي لحق بجيش الاحتلال في معركة "طوفان الاقصى"، بل من اجل تحصين نفسه امام التهم التي تلاحقه، واخرها فشله في منع "طوفان الاقصى"، والتي سيدخل السجن بسببها مهما طال الوقت.