الحرب الأمريكية على المنطقة ستزيد من جذوة المقاومة لدى شعوبها

الحرب الأمريكية على المنطقة ستزيد من جذوة المقاومة لدى شعوبها
السبت ٠٣ فبراير ٢٠٢٤ - ٠٧:٠٥ بتوقيت غرينتش

العدوان السافر الذي تشنه امريكا على العراق وسوريا واليمن، كشف وبشكل لا لبس فيه، عن صوابية موقف محور المقاومة، الذي طالما حذر من مخاطر التواجد العسكري الامريكي غير الشرعي في سوريا والعراق والمنطقة، والذي يعتبر سببا رئيسا في عدم استقرار المنطقة، وضرب الامن فيها.

العالم مقالات وتحليلات

لا يمكن وضع العدوان السافر الذي شنته القوات الامريكية المحتلة يوم الجمعة على العراق وسوريا، واستهدف وفقا للبيان الامريكي 85 موقعا، واسفر عن ارتقاء 16 شهيدا وإصابة 36 آخرين في العراق، و18 شهيدا واصابة العشرات في سوريا، بينهم العديد من المدنيين، وكذلك العدوان الذي شنته بعد ساعات، امريكا وبريطانيا، على محافظة صعدة في اليمن، إلا في خانة العدوان الذي تشنه امريكا على العرب والمسلمين، منذ اكثر من عقدين، من اجل دعم وحماية "اسرائيل"، وتجلى هذا العدوان اليوم وبشكل عار ومكشوف، لاسيما بعد معركة "طوفان الاقصى" منذ السابع من اكتوبر الماضي.

ان الحرب التي تشنها امريكا على المنطقة، انطلاقا من قواعدها غير الشرعية المنتشرة في المنطقة كالسرطان، جاءت لتؤكد ان "اسرائيل" بالنسبة لامريكا والغرب ليست الا "قاعدة متقدمة" لها في قلب العالم الاسلامي، كما اتضح ذلك من ردة فعل الغرب الهستيرية، ازاء معركة "طوفان الاقصى"، عندما هرع بكل ما يملك من قوة عسكرية، وخلال ساعات فقط، الى منطقة الشرق الاوسط، لانقاذ "قاعدتهم"، من غضب 1500 مقاتل فقط، من مقاتلي المقاومة الاسلامية في غزة، كادوا ان يطيحوا بكيانهم المزيف.

اليوم اتضح، اكثر من اي وقت مضى، ان العدو الاول والاخير والرئيسي للعرب والمسلمين، هو امريكا حصرا، واما "اسرائيل" و "داعش" وجميع العصابات التكفيرية والارهابية، بل وحتى بعض الانظمة القبلية والدكتاتورية، ليست سوى ادوات تستخدمها امريكا، لضرب امن واستقرار المنطقة، بهدف شرعنة تواجدها، والتغطية على نهب ثروات شعوبها ، وبث الشقاق والضغينة بين دولها، وبين الحكومات وشعوبها، وقد تجلى ذلك حتى في العدوان الامريكي الاخير على العراق، عندما اعلنت الادارة الامريكية انها نسقت مع الحكومة العراقية في عدوانها على العراق!، في محاولة للاساءة الى الحكومة العراقية.

الحكومة العراقية كانت بالمرصاد لاكاذيب امريكا، التي وأدتها وهي في مهدها، عندما اصدرت بيانا، ادانت فيه الغارات ووصفتها بأنها "عدوان جديد على سيادة العراق" ونفت وجود تنسيق مسبق بين واشنطن وحكومة بغداد، واصفة هذه المزاعم بأنها محاولة لتضليل الراي العام، كما شددت على ان وجود "التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في المنطقة"، "صار سببا لتهديد الأمن والاستقرار في العراق".

اما على الجانب السوري، فقد رفض البيان الصادر عن وزارة الدفاع السورية "رفضاً قاطعاً كل الذرائع والأكاذيب التي روجت لها الإدارة الأميركية لتبرير هذا الاعتداء"، واكد البيان على ان "ما ارتكبته (امريكا) يصب في تأجيج الصراع في منطقة الشرق الأوسط على نحو خطير للغاية، وشدد على ان الاحتلال الأميركي لمناطق في سوريا "لا يمكن أن يستمر".

العربدة الامريكية في المنطقة، هي نسخة اخرى للعربدة الاسرئيلية في غزة، لم ولن تؤثر على عزم وارادة فصائل المقاومة، في الدفاع عن المقدسات الاسلامية، وفي مقدمتها القدس والاقصى، وعلى ارادة المقاومة في رفض الاحتلال والمحتل، وما رد المقاومة، على العدوان الامريكي على سوريا والعراق واليمن، بالامس واليوم، على اهداف امريكا في سوريا والعراق والبحر الاحمر، الا جانبا بسيطا من ارادة الرفض، التي ستتجذر وتتعمق ليس في نفوس فصائل المقاومة، بل في نفوس جميع الشعوب العربية والاسلامية، بعد ان تكشفت لها هوية العدو الحقيقي للامة، وهو العدو الامريكي.

سعيد محمد