باستخدامه مئات الحسابات المزيفة عبر منصات التواصل..

كشف فضيحة اقناع الاحتلال للغرب بعلاقة مزعومة لـ'الأونروا' بحماس

كشف فضيحة اقناع الاحتلال للغرب بعلاقة مزعومة لـ'الأونروا' بحماس
الثلاثاء ١٩ مارس ٢٠٢٤ - ٠٥:٥٧ بتوقيت غرينتش

كشفت تحقيق لصحيفة هآرتس العبرية، عن قيام الاحتلال، باستخدام مئات الحسابات المزيفة، عبر عدة منصات للتواصل الاجتماعي، لخلق رأي عام في المجتمعات الغربية والتأثير على المشرعين الأمريكيين، بشأن مزاعمه بحق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ووجود موظفين فيها ينتمون لحركة حماس.

العالم - الاحتلال

وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" إن العملية الإسرائيلية، التي استخدمت الحسابات المزيفة، كان في القلب منها 3 مواقع إخبارية، تم إنشاؤها كجزء من العملية، ونشرت تقارير منسوخة من مواقع حقيقية، من ضمنها "سي أن أن" والغارديان البريطانية، وتقرير أممي عن مزاعم بارتكاب المقاومة الفلسطينية اعتداءات جنسية، خلال عملية طوفان الأقصى.

وقالت إن الكشف عن الشبكة التي أدارت العملية، جرى على يد منظمة المراقبة الرقمية الإسرائيلية، لافتة إلى أن باحثيها وجدوا بتحليل الرسائل الموجهة من الحسابات المزيفة، أنها تستهدف الجماهير التقدمية في الغرب، والولايات المتحدة على الأخص، والمشرعين السود من الحزب الديمقراطي، ولوحظ فيضان من التغريدات والمشاركات والمقالات عن العلاقة بين الأونروا وحماس، على حسابات السود، وأعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ.

وروجت الحسابات المزيفة التي بلغ عددها 600 حساب نشطت في العملية، بشكل مكثف مقالات من المواقع المنشأة ولقطات شاشة من مقال في صحيفة وول ستريت جورنال، اتهم الأونروا بالتورط في عملية 7 تشرين أول/أكتوبر.

وأشارت الصحيفة إلى أن الصور الرمزية للحسابات، لها تواريخ رفع مشتركة وهناك تكرار في الأسماء والصور الشخصية والكثير من الخصائص والتفاصيل، عدا عن أن الحسابات أنشئت بشكل متسلسل على عدة منصات للتواصل الاجتماعي، وحتى الأسماء بصورة متسلسلة متشابهة، بما في ذلك خطأ مطبعي في إدخال الحروف العبرية بدلا من الإنجليزية في كثير من الحسابات.

ولفتت إلى أن الصورة الرمزية للحسابات، جرى إنتاجها عبر كيانات رقمية أكثر تعقيدا، ولم يكن للذكاء الاصطناعي في شبكات التواصل القدرة على كشفها بسهولة، وجرى عملها بطريقة تشبه المستخدم البشري إلى حد كبير.

وقال التحقيق إن الحسابات نشطت عبر فيسبوك وإكس وإنستغرام، وجرى ترويج منشورات ذات صياغة وروابط موحدة، وهناك الكثير من الخصائص المتشابهة بينها، مثل تواريخ الإنشاء عبر الشبكة، والنشاط و"عنوان الآي بي"، ورمز الموقع المشترك والمحتوى المتشابه.

وقالت الصحيفة إن عملية الحسابات المزيفة بدأت بعد أسابيع قليلة من اندلاع العدوان على غزة، ولا تزال متواصلة حتى اليوم، وتعمد إلى تضخيم التعرض للمحتوى، لتعزيز رواية الاحتلال، ونشطت في البداية، حملة للرد على ما ينظر إليه على أنه "معاداة للسامية" بين الشباب السود واليهود في أمريكا، ومهاجمة دحض حماس لمزاعم الاغتصاب، ثم تحولت العملية إلى العدوانية بحسب الصحيفة، في ترديد روايات حكومة نتنياهو والأذرع الدعائية لكيان الاحتلال بشأن الأونروا.

ولفتت هآرتس إلى أنها كانت كشفت في كانون الثاني/ يناير الماضي، عن شراء الاحتلال، نظاما للتأثير الجماهيري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في أعقاب ما وصف بـ"فشل التضليل الإعلامي" وأسندت المهمة لتشغيل النظام إلى وكالة مدنية، مع العشرات من المبادرات الرقمية لخدمة دعاية الاحتلال، وأخرى تتلقى تمويلا من الحكومة، ومن غير المعروف الجهة التي تقف وراء العملية، بمجرد تحليل ما ينشر عبر المنصات.

ورأى المحللون أن هذه المواضيع كانت بهدف جذب الجمهور غير السياسي وزيادة التعرض للشبكة وبالتالي إغراقهم بمحتوى مؤيد للكيان الإسرائيلي.

وقال التقرير إن الحسابات في الشبكة المزيفة، نشرت محتوى مشابها طوال فترة النشاط،

ونشطت الشبكة في كتابة منشورات ومشاركات والتعليق بأن الجامعات الأمريكية، لا تعد مكانا آمنا لليهود، ويجري التمييز ضدهم، ووضعوا إشارات ارتباط مع المؤسسات الأكاديمية، من أجل إغراق حساباتها بمشاركاتهم بما في ذلك هارفارد وكولومبيا، خاصة خلال مناقشات مجلس الشيوخ حول مزاعم "تزايد معاداة السامية في الجامعات" بسبب العدوان على غزة.

كما نشطت الحسابات المزيفة، في مجتمعات السود، بالولايات المتحدة، وتذكيرهم بأن اليهود الأمريكيين، ساندوهم في كفاحهم من أجل المساواة في الحقوق، و"نحن الآن بحاجة لمساندتكم ضد أؤلئك الذين يريدون تدميرنا".

ووفقا للمحللين، فإن حسابات الشبكة المزيفة، علقت على عشرات المشرعين عبر فيسبوك بعبارات جذابة مثل، "هل رأيت ذلك"، و"لماذا لم أسمع بهذا" فضلا عن إغراقهم بروابط حول الأونروا وعلاقتها بحماس.