نتنياهو لا يريد للعدوان على غزة أن ينتهي.. الأسباب والكواليس

نتنياهو لا يريد للعدوان على غزة أن ينتهي.. الأسباب والكواليس
الأحد ٢٤ مارس ٢٠٢٤ - ٠٦:٤٦ بتوقيت غرينتش

حوالى نصف عام يمر على العدوان على الإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، تدمير البنية التحتية، قتل وحرق واعتقالات، إلى اغتصاب النساء، وقتل الأطفال، حتى باتت مخالب المجاعة تنهش أجساد الفلسطييين، بينما مفاوضات الهدنة تتنقل بين القاهرة والدوحة من أجل ايقاف اطلاق النار، وسط تعنت نتنياهو الواضح والصريح لإفشالها والاصرار على اجتياح رفح، رغم دخول واشنطن على الخط، فماذا يريد نتنياهو؟

العالم - مقالات وتحلیلات

خلف العدوان الإسرائيلي المستمر لما يقارب النصف عام على قطاع غزة استشهاد أكثر من 32 ألف فلسطيني، جلهم من النساء والأطفال، كما دمر البنية التحتية، والمدارس والجامعات وكل مرافق الحياة، وتسبب بنزوح 80% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وآخر جريمة للاحتلال في غزة محاصرة مجمع الشفا الطبي والقيام بمحاصرة النساء والاطفال واعتقال الطاقم الصحي والأطباء، والصحفيين المتواجدين في المجمع، بصورة مشينة ومهينة اخترقت كل المواثيق والقوانيين الدولية، وكذلك اعدام المعتقيلين والمدنيين، والجريمة التي ستكون وصمة عار في جبين التاريخ مع باقي جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، في ظل اصوات القذائف ورائحة الموت ومخالب الجوع.

النيران التي تشعلها صواريخ وقذائف الاحتلال وحرب التجويع الذي يمارسه على الفلسطينيين في غزة، والحصار المطبق ومع وصول الأدوية والمعدات الصحية وقتل الأطفال واغتصاب النساء، وقتل الأسرى بنيران صديقة وموتهم بسبب نقص الأدوية يؤكد لنا ان مايبحث عنه نتنياهو في غزة ليس تحرير الأسرى الإسرى أنما شيء آخر.

في هذه الأثناء تجرى مفاوضات تتأرجح بين الدوحة والقاهرة بين وسطاء عرب ووفد إسرائيلي مع املاءات أميركية نقلها وزير خارجية واشنطن انتوني بلينكن، من أجل التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.

المقاومة منذ البداية كانت واضحة بمطالبها وهي عودة النازحين دون قيد وشرط وايقاف اطلاق النار، وتحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، ولكن نتنياهو أفشل كل انفراجة كادت المفاوضات التوصل إليها في غزة، من خلال خطوة جديدة، وآخرها مجازر مجمع الشفا الطبي واقراره العلني عبر وسائل الاعلام باجتياح رفح.

من يراقب تصريحات واشنطن حول كل ما يدور في غزة يرى فيها تغييرا جزئيا، رغم اقرار الكونغرس مقترح ميزانية مؤقتة يوافق على تقديم مساعدات عسكرية جديدة لـ"إسرائيل" ويوقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) حتى مارس/ آذار 2025.

واشطن في الآونة ألأخيرة لجأت إلى الاعلان عن رفضها اجتياح رفح، وكذلك اقترحت مشروعا ضبابي الملامح في مجلس الأمن من أجل هدنة في غزة، تم رفضها بفيتو روسي صيني، وماوراء محاولات الولايات المتحدة في كل هذا هو عدم خسارتها حلفائها العرب في المنطقة وكذلك لتجلب ثقة باقي الدول العربية غير المطبعة وعلى رأسها السعودية.

وكل هذا يقابله تعنت واضح وصريح من نتنياهو، فهو يصر على اجتياح رفح، وكذلك يتعمد افشال المفاوضات، رغم موت أسراه في غزة بنيران القوات الاسرائيلية أو بسبب نقص الأدوية والمجاعة، واحتجاجات الإسرائيليين المطالبة بصفة تبادل للأسرى، ورغم المناشدات الدولية ودعوة جنوب أفريقيا القضائية ضد الكيان في محكمة العدل الدولية.

السؤال الرئيسي هنا ماذا يريد نتنياهو؟

نتنياهو يريد أن يبقى على السطة في كيان الاحتلال بأي ثمن كان، لأنه يعلم علم اليقين أنه متى ما تم الاعلان عن انتهاء العدوان على غزة عندها يجب أن تجرى الانتخابات في كيان الاحتلال الإسرائيلي، وخسارته فيها حتمية.

لذا يحاول نتنياهو اطالة أمد العدوان على غزة قدر المستطاع، وان حصل واضطر بقبول صفقة تبادل للأسرى مع حركة حماس أو وقف إطلاق نار في غزة، فهو يسعى لإبقاء حالة الحرب قائمة في غزة حتى وان انتهت المعارك، من أجل ضمان عدم اجراء الانتخابات وبقائه على رئاسة الحكومة، وكذلك ان يبقي الحكومات العربية في حالة اهتزار، أي أن الخطر يتربص بكم؛ لذا عليكم اسكات الشعوب التي تطالب بالمواجهة مع "إسرائيل" أو أن عروشكم ستهد.

واخيرا وليس آخرا، في كل ما يدور فأن هناك شعبا جبارا يأبى الترنح تحت وطأة الأحتلال؛ لذا كان ومازال يدفع الثمن، النساء تغتصب، الأطفال تموت، الشيوخ تفجع، والرجال تهان، دون أن تحرك الدول المدعية بحقوق الانسان والحيوان اي ساكن، وكأن الإنسانية ماتت وشيعت ودفنت في القلوب.

بقلم - معصومة عبدالرحيم