هل هناك خلاف بين أمريكا و"إسرائيل" حول إجتياح رفح؟

هل هناك خلاف بين أمريكا و
الإثنين ٢٥ مارس ٢٠٢٤ - ٠٩:٣٧ بتوقيت غرينتش

اعتبرت بعض وسائل الاعلام العربية، تصريحات كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، في المقابلة التي اجرتها مع شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية امس الاحد، والتي لم تستبعد فيها "أن تكون هناك عواقب على إسرائيل إذا مضت في تنفيذ اقتحامها العسكري لمدينة رفح"، على انها تحول لافت في الموقف الامريكي ازاء ما يجري من فظائع في غزة.

العالممقالات وتحليلات

هاريس في تلك المقابلة قالت ايضا "لقد كنا واضحين في محادثات متعددة وبكل الطرق أن أي عملية عسكرية كبيرة في رفح ستكون خطأ فادحا"، وان حكومتها "مستمرة في اعتبار الأوضاع الإنسانية في غزة من أولوياتها"، لانها درست الخرائط، وتبين لها أنه لا يوجد مكان لمليون ونصف إنسان ليذهبوا إليه.

وسائل الاعلام العربية تلك، استشهدت ايضا، لتعضيد موقفها من ظهور بوادر تغيير في الموقف الامريكي من "اسرائيل"، بتصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته تل أبيب يوم الجمعة الماضية خلال لقائه رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، ومشاركته في اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي، والتي "حذر القادة الإسرائيليين" من مخاطر الهجوم على رفح وعدم وجود خطة لليوم التالي لحرب غزة.

اكثر ما كان لافتا في تصريحات بلينكن، كما نقل موقع "أكسيوس"، قوله: أن الهجوم على رفح "لن يحقق الهدف الذي تسعى إليه إسرائيل" ويهدد بعزلها عن العالم، وأن أمن "إسرائيل" ومكانتها في العالم معرضان للخطر، وانها ستواجه تمردا كبيرا لا تستطيع التعامل معه، إذا لم تكن لها خطة واضحة لليوم التالي للحرب، وبدونها ستظل عالقة في غزة.

"القلق" الامريكي من اجتياح رفح، ليس بسبب عدوم وجود مكان يلجأ اليه الفلسطينيون، كما تقول هاريس، بل سبب القلق هو ان هاريس وادارة بايدن، باتتا على قناعة ان الخيار العسكري قد فشل في القضاء على المقاومة في غزة، وان الاصرار على هذا الخيار، كما هو موقف رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيستغرق سنوات، كما جاء في تقرير للاستخبارات الامريكية، وهو ما سيؤدي الى تآكل مصداقية وصورة الادارة الامريكية امام شعبها وامام الراي العام العالمي وأمام المحافل الدولية، وهي مصداقية وصورة، كانتا في الحضيض حتى قبل ان تتورط امريكا وبشكل مباشر ورئيسي في الابادة الجماعية التي تتعرض لها غزة.

على الارض ليس هناك اي اختلاف في الاهداف من العدوان على غزة، بين الرئيس الامريكي بايدن وبين نتنياهو، بل الاختلاف يكمن في اساليب تحقيق هذه الاهداف، فبايدن بوصفه "صهيونيا عاقلا"، لا يتعامل بعقلية نتنياهو "الصهيوني المعتوه"، فالاول يرى في سلوكيات نتنياهو بانها تضر بمصالح "اسرائيل"، بل هي على الضد من مصالح "اسرائيل"،، وهي رؤية يشاطره فيها السيناتور الأميركي وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الداعم الاكبر لـ"اسرائيل"، الذي قال إن نتنياهو عقبة أمام "السلام"، بينما نتنياهو، فمازال أسير الاساطير التلمودية، وازماته ومشاكله الشخصية.

تصريحات بلينكن عن "قلق" امريكا بشأن اجتياح رفح، قالها يوم الجمعة الماضية، وتصريحات هاريس عن هذا "القلق" قالتها امس الاحد، وهما قلقان استعراضيان، من اجل الايحاء بان امريكا غير راضية على كل ما يفعله نتنياهو، ولكن هذه الالاعيب والحيل الامريكية لم تعد تنطلي حتى على السذج، ففي يوم السبت، اي بعد يوم من تصريح بلينكن، و قبل تصريح هاريس، أقر الكونغرس الأمريكي، مقترح ميزانية مؤقتة يتم بموجبها تقديم مساعدات عسكرية جديدة لـ"إسرائيل" و"يوقف" تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وهي الميزانية التي وقعها الرئيس الأمريكي بايدن!!.

تُرى اين القلق الامريكي على المدنيين في غزة؟!!، اليس هذا هو بمثابة ضوء اخضر لنتنياهو لقتل المزيد من الغزيين، بل وحتى اجتياح رفح؟!، واين القلق الامريكي من عدم وصول المساعدات الانسانية الى الجياع العطاشى في غزة، عندما تتعمد وقف تمويل الأونروا لعام كامل، رغم تحذيرات الامم المتحدة من حدوث مجاعة في قطاع غزة؟!.

أحمد محمد