نتنياهو بين مطرقة محكمة العدل الدولية وسندان الجنائية الدولية

نتنياهو بين مطرقة محكمة العدل الدولية وسندان الجنائية الدولية
الإثنين ٢٩ أبريل ٢٠٢٤ - ١٠:٢٨ بتوقيت غرينتش

أفادت تقارير وتقديرات سياسية وحقوقية، بالاضافة الى وسائل اعلام وصحف صادرة في الكيان الاسرائيلي، أن المحكمة الجنائية الدولية ستصدر أوامر اعتقال بحق رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير حربه  يوآف غالانت، ورئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، على خلفية الابادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الاسرائيلي في غزة، منذ 7 اشهر.

العالم الخبر وإعرابه

-يبدو ان "طوفان الاقصى" مازال يعصف بالكثير من "الثوابت" المزيفة التي فرضتها الصهيونية العالمية ومن ورائها الغرب، على العالم، ومن بينها سلاح "معاداة السامية" الذي تمترس وراءه الكيان الاسرائيلي، وجعل كل نقد يوجه الى الكيان الاسرائيلي والصهيونية العالمية على انها "معاداة للسامية". وكذلك "حق اسرائيل المقدس" في الدفاع عن نفسها حتى لو كان على حساب ابادة شعب كامل واغتصاب ارض وتدنيس مقدساته.

-رغم وقوف الغرب باجمعه وعلى راسه امريكا، وراء الكيان الاسرائيلي ودعمه عسكريا وسياسيا واقتصاديا وسياسيا واعلاميا، مثل الكيان الاسرائيلي ولاول مرة امام محكمة العدل الدولية، التي طالبته باتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية وتحسين الوضع الإنساني في غزة. كما تمكن مجلس الامن الدولي، بعد امتناع امريكا عن التصويت، من اصدار قرار يطالبه بوقف اطلاق النار. واليوم جاء دور محكمة الجنائية الدولية، لتقرر اصدار اوامر باعتقال مجرمي الحرب امثال نتنياهو وغالنت وهاليفي، الامر الذي يؤكد ان ما كان الضمير العالمي ليصحو لولا صمود المقاومة في غوة، وصبر اهالها، ودماء شهدائها الطاهرة.

-نتنياهو، الذي حاول الظهور بمظهر من مازال يعيش اجواء ما قبل "طوفان الاقصى"، عندما قلل من أهمية وجدوى أي مذكرات اعتقال قد تصدرها المحكمة الجنائية الدولية ضده أو اعضاء عصابته من القتلة والمجرمين، وقال في منشور على منصة اكس :"ان قرارات المحكمة لن تؤثر على تصرفات إسرائيل.. تحت قيادتي، لن تقبل إسرائيل أبدا بأي محاولة من جانب المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لتقويض حقها الأساسي في الدفاع عن نفسها".

-ما قاله نتنياهو في العلن، يتناقض كليا مع ما يقوم به بالخفاء، فقد كشفت القناة الـ12 الإسرائيلية، عن حجم الرعب والخوف والهلع الذي اخذ يهيمن على نتنياهو ورفاقه في الاجرام من احتمال إصدار مذكرات اعتقال بحقهم على خلفية انتهاكاتهم للقانون الدولي وارتكابهم جرائم حرب في غزة، فقد نقلت القناة عن مراسلها يارون إبراهام، قوله "أن المشاورات السرية والطارئة التي عقدت بعيدا عن الإعلام في مكتب نتنياهو بمشاركة كبار قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية والسياسية والقضائية بإسرائيل"، كما اضافت القناة :"ان نتنياهو التقى بشكل عاجل وزراء الشؤون الإستراتيجية ديرمر والعدل ياريف ليفين والخارجية يسرائيل كاتس، لبحث المسألة ومناشدة الحلفاء الغربيين، ولاسيما الولايات المتحدة، المساعدة، والضغط على الجهات التي تحاول اصدار مذكرات اعتقال بحقهم".

-ما نشهده اليوم من ثورة عارمة تعم الجامعات الامريكية والغربية، والتي هزت الضمير والوجدان الغربي، الذي كان يغط في سبات صهيوني عميق، هي في الحقيقة من نتائج طوفان الاقصى المباشرة، وهي ثورة ضد التبني الامريكي الغربي للكيان الاسرائيلي الغاصب والارهابي، قبل ان تكون ثورة ضد السرديات الاسرائيلية المزيفة، التي لطالما انطلت على شعوب العالم وخاصة الغربية، لعقود طويلة، عن "اسرائيل، وانها الكيان الديمقراطي الوحيد في المنطقة، وعن جيشها الاخلاقي، وعن معاداة السامية التي جعلوها مرادفة للمعاداة للصهيونية، وعن ارض فلسطين التي كانت بلا شعب ووهبها الغرب لشعب بلا وطن، وان اسرائيل المظلومة والضحية التي تقاتل الارهاب و..". هذا الكيان لما كان يوجد ، ولا ان يتحول الى وحش كاسر يلتهم الاطفال ، ولا الى مصدر لزعزعة استقرار المنطقة والعالم، لولا الدعم الامريكي والغربي له، ومن اجل ذلك ثارت الجامعات والنخب العلمية في امريكا والغرب.

-طلبة الجامعات الامريكية والغربية، ايقنوا ان الإدارة الأميركية والحكومات الغربية، لا تمارس ضغوطا حقيقة على الكيان الإسرائيلي لوقف الحرب، لانها ببساطة مع الحرب ولا تعارض اهدف الكيان من وراء الحرب، وكل ما هناك، هو وجود تباين بين امريكا والغرب من جانب وبين الكيان الاسرائيلي بشأن سير الحرب والعملية البرية العسكرية في رفح، فقط. كما ان هؤلاء الطلبة ايقنوا ان الاحتجاجات الداخلية في الكيان الاسرائيلي لا تشكل اي ضغوط على نتنياهو لوقف عدوانه على غزة، وهدفها يتمحور حول إعادة الاسرى وليس وقف القتال، لذلك انبرت الجامعات الامريكية والغربية، للاحتجاج من اجل وقف الابادة الجماعية في غزة حصرا.

-من كان يصدق، قبل 7 اشهر، ان يمثل الكيان الاسرائيلي، الذي كان فوق كل قانون، امام محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب ابادة جماعية في غزة. وان تستعد محكمة الجنائية الدولية لاصدار مذكرات اعتقال ضد نتنياهو وعصابته الارهابية ، لارتكابهم جرائم حرب في غزة. وفي حال تحررت هذه المحاكم من الهيمنة والنفوذ الامريكي والصهيونية العالمية، واقتصت من نتنياه وعصابته، عندها على بايدن وبلينكن واوستن وكبار القادة العسكريين والامنيين والسياسيين في امريكا، ان يتحسسوا رؤوسهم، فالدور سيأتي عليهم، فلولاهم ما فعل المسعور نتنياهو وعصابته ما فعلوا من فظائع ضد الانسانية في غزة.