مراسم تشييع الشهيد رئيسي.. والإستفتاء الرابع

الأربعاء ٢٢ مايو ٢٠٢٤ - ٠٩:٠٠ بتوقيت غرينتش

بحر هادر من البشر، حملت امواجه جثامين خُدام الشعب الايراني، في مقدمتهم جثمان الرئيس الشهيد ابراهيم رئيسي، بالاضافة الى وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان، وامام جمعة اذربيجان الشرقية السيد آل هاشم، وحاكم المحافظة مالك رحمتي، وباقي رفاقهم الابرار، الذين استشهدوا في حادث تحطم الطائرة في محافظة اذربيجان الشرقية، شمال غرب ايران.

العالم الخبر وإعرابه

-رغم انه لم يتم حتى الاعلان عن عدد المشاركين في تشييع الشهداء الابرار في طهران، الا ان مراسم التشييع الضخمة التي شهدتها العاصمة طهران اليوم، اعادت للاذهان ذكرى تشييع الامام الخميني (ره)، والذي وصف بانه اكبر تشييع جنازة في العالم. كما اعادة للاذهان ذكرى تشييع جنازة القائد الشهيد قاسم سليماني والقائد الشهيد ابو مهدي المهندس ورفاقهما الابرار، في العراق وايران.

-عندما نؤكد على عدد المشاركين في مراسم تشييع قادة الثورة ومسؤولي النظام في الجمهورية الاسلامية، فاننا نهدف من خلال ذلك اظهار مدى تمسك الشعب الايراني بنظامة الجمهوري الاسلامي، وثقته برموز ورجال هذا النظام، وهو تمسك لم يتزعزع على مدى اكثر من اربعين عاما، على الرغم من الحرب النفسية والضغوط التي تمارس من قبل الثنائي المشروم، امريكا والكيان الاسرائيلي، واذنابهما في المنطقة، وعملائهما.

-النظام الجمهوري الاسلامي، لم يفرض على الشعب الايراني، بذريعة الثورة، فقد رفض الامام الخميني (ره)، ان يفرض النظام الاسلامي، بوصفه قائدا للثورة، ودعا بدلا عن ذلك، في عام 1979 ، اي بعد شهرين من انتصار الثورة، الى اجراء استفتاء شعبي عام لتحديد طبيعة النظام الجديد، فاختار الشعب، نظام الجمهورية الاسلامية، باغلبية 98,2% ممن كان لهم حق التصويت.

-بعد 10 سنوات من الاستفتاء الاول، وتحديدا في عام 1989، جاء الاستفتاء الثاني، على طبيعة النظام في ايران، وتمثل هذا الاستفتاء بالمشاركة الاسطورية للشعب الايراني في مراسم تشييع مفجر الثورة الاسلامية ومؤسس الجمهورية الاسلامية ، الامام الخميني (ره)، حيث شارك اكثر من 17 مليون ايراني، في تلك المراسم، التي وصفت بانها اكبر تشييع جنازة في العالم.

-بعد مرور 31 عاما على الاستفتاء الثاني، جاء الاستفتاء العام الثالث، والذي تمثل، بالتشييع الشعبي العارم، للقائد الشهيد قاسم سليماني، عام 2020، والذي شارك فيه 25 مليون شخص في مدن العراق وايران، وهو استفتاء كشف شعبية النظام الاسلامي ليس في ايران فحسب بل في المنطقة ايضا.

-اليوم ونحن في عام 2024، اظهر الشعب الايراني، وفي هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، وتكالب قوى الشر على الشعب الفلسطيني ومحور المقاومة، مدى تمسكه بنظامة الاسلامي، وبقيادته الحكيمة، وباعتزازه بمسؤوليه، وذلك عندما شارك وبشكل ملحمي في تشييع "شهيد الخدمة" و "خادم الشعب"، الرئيس رئيسي، فكانت هذه المشاركة المليونية اللافتة بمثابة الاستفتاء الرابع للشعب الايراني.

-وانا اكتب هذه السطور، عن الحضور المليوني للشعب الايراني، في الساحة وخاصة في الاوقات العصيبة، وهو حضور يمثل صفعة في وجه كل الاعداء والعملاء والمغرضين والمرضى النفسيين والحاقدين على الجمهورية الاسلامية، استذكرت خبرا نقلته وسائل اعلام امريكية وصحف غربية، عام 2017، تحدث عن تلاعب الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب بصور حفل تنصيبه، بالشكل الذي يعطي انطباعا بأن الحضور الجماهيري كان كبيرا، بينما الحقيقة لم تكن كذلك، لان الحضور الجماهيري كان باهتا. واستدعى الامر اجراء تحقيق رسمي حول التلاعب في صور حفل التنصيب بعد ان كشفت صحيفة "الغارديان"، عن ان السكرتير الصحفي السابق للبيت الأبيض، شون سبايسر، طلب من موظفين في إدارة المتنزهات الوطنية الحكومية تعديل تلك الصور، لجعلها أكثر إرضاء لترامب ... والعاقل يفهم.

المزید من الصور

مراسم تشييع الشهيد رئيسي.. والإستفتاء الرابع