المحتلون يخلفون الدمار بعد الإنسحاب و النازحون يبيتون في العراء بعد الرجوع

الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠٢٤
٠٥:٠٣ بتوقيت غرينتش
المحتلون يخلفون الدمار بعد الإنسحاب و النازحون يبيتون في العراء بعد الرجوع
في الأيام الأولى من التهجير القسري، اضطرت العديد من العائلات في قطاع غزة إلى المبيت في العراء، بعضها لليلة واحدة والبعض الآخر لعدة ليال متتالية، أثناء بحثها عن مكان للإقامة المؤقتة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة التي كانت مكتظة  بالنازحين.

العالم - فلسطين

في الأيام الأولى من التهجير القسري، اضطرت العديد من العائلات في قطاع غزة إلى المبيت في العراء.. بعضها لليلة واحدة والبعض الآخر لعدة ليال متتالية، أثناء بحثها عن مكان للإقامة المؤقتة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة التي كانت مكتظة بالنازحين.

في حين المساحات المتوفرة تقلصت في الآونة الأخيرة لأن احتلال أجزاء منها يعتبر "منطقة حرب" ويضطر الكثير من الناس للنوم في العراء لعدة أيام.

واستقرت مئات العائلات النازحة بالقرب من مناطق الخيام، أو على شاطئ البحر، أو بالقرب من المباني القليلة التي لم يدمرها القصف، أملا في بعض الوقاية من حرارة الشمس الحارقة، بينما تستكمل جميعها البحث عن مكان يؤوي أفرادها، أو مكان يصلح لوضع خيمة، في حين يواصل بعضهم الضغط على القائمين على التنظيم داخل مدارس الإيواء للسماح لهم بالدخول، فجميع الأماكن مكتظة، ونحو مليوني فلسطيني نازحون بالفعل.

ويروي ربيع أبو دقة (56 سنة) قصته المبكية عن مبيته في العراء لليوم الخامس على التوالي، بينما فقد عددا كبيرا من أفراد عائلته خلال الشهر الأخير في المنطقة الشرقية وفي وسط مدينة خانيونس. ويوضح كيف أن بعض اعزائه نجوا من مجازر إسرائيلية سابقة، ونزحوا عدة مرات، قبل عودتهم إلى المنطقة حتى يفسحواالمجال النازحين الجدد.

يواصل أبو دقة: "استطعنا تفريق نساء العائلة وأطفالهم، وعددهم نحو 30 فردا من شقيقاتي وأطفالهم، وزوجات أشقائي وأطفالهم، على خيام النازحين التي تضم أصدقاء وأقارب، وفي محال تجارية فارغة، ونساء أخريات يقبعن حالياً بالقرب من المستشفيات الميدانية التي أصبحت تخصص مكاناً لمبيت النساء والأطفال.

أما الرجال فهم يبيتون في العراء، والكثير من الرجال الذين كان لديهم أماكن في الخيام يتنازلون عن أماكنهم لنساء وأطفال كانوا يبيتون في العراء، وهذا لا تقبله عاداتنا وتقاليدنا. بعد الانسحاب الإسرائيلي الجزئي من المنطقة الشرقية، عاد ابني إليها لتفقدها، فوجد منطقتنا كلها مدمرة، والركام والرماد في كل مكان، ولا يوجد مكان يصلح للمبيت، ولا حتى سقف واحد".

ورغم الانسحاب الإسرائيلي من بعض مناطق شرق مدينة خانيونس إلا أن الحذر يظل قائما بين السكان، والذين قرر بعضهم العودة رغم الدمار الكبير، ونسف أحياء كاملة كان فيها عدد من المنازل المدمرة جزئياً، والتي أصبحت مدمرة بالكامل حتى لا تفكر عائلات المنطقة بالعودة، وهي التي عادت في مرات سابقة للإقامة في أحد الغرف التي لم تهدم، أو نصب خيام بالقرب من المنازل.

وتوجه عدد كبير من عائلات مخيم البريج والمنطقة الشرقية من مخيم النصيرات إلى المناطق الغربية، واضطر كثيرون منهم إلى المبيت على شاطئ البحر في العراء، وتقاسم بعضهم أماكن النوم المتاحة، بحيث يحمي فريق أغراض النائمين، ثم ينامون ويحمي الآخرون أغراضهم، وينام آخرون ملاصقين للخيام التي يؤدي تلاصقها إلى إيجاد ظلال تحميهم من أشعة الشمس في الصباح.

ويوجد عدد كبير من النازحين الجدد في أراضٍ زراعية غرب مخيم النصيرات، وقد نزحوا مع خيامهم المهترئة، وأنشأ عدد منهم "مظلات" كي تحمي الرجال الذين يبيتون في العراء من أشعة الشمس الحارقة، لكن البعوض والذباب والقوارض لا ترحمهم، لكن ليس لديهم خيار آخر، وهم يبحثون يومياً عن الأخشاب والأكياس من أجل تدعيم الخيام.

ولم تتلق المنظمات الدولية القائمة على توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة أية خيام طوال الأشهر الأخيرة، والمساعدات المحدودة التي توفرها تضم بعض الأفرشة والأغطية والملابس، كما تقلصت المساعدات الغذائية والطبية، وباتت تأتي عبر معبر كرم أبو سالم وحده، بعد إنهاء عمل الرصيف البحري الأميركي، وسيطرة جيش الاحتلال على معبر رفح البري للشهر الثالث على التوالي.

وخلف النقص الكبير في المساعدات الإنسانية أزمات عميقة بين عشرات الآلاف من سكان قطاع غزة النازحين، إذ تشهد الفترة الأخيرة اهتراء كثير من الخيام، والتي لا يمكن تعويضها بسبب عدم إدخال خيام جديدة منذ أكثر من شهرين، ونتيجة عدم وجود الأكياس أو الأقمشة أو الأخشاب التي يمكن استخدامها في ترميم الخيام القديمة، ما دفع العديد من النازحين الجدد إلى البحث عن أي شيء يمكن أن يستخدموه بين ركام البيوت المدمرة في مخيم النصيرات وفي المنطقة الشرقية التي أصبح دخولها غاية في الخطورة، وقد تراجع عدد منهم بعدما أطلقت طائرات "كاود كابتر" النار باتجاههم، وعادوا للبقاء على شاطئ البحر، أو نزحوا وصولاً إلى مناطق غرب مدينة دير البلح.

0% ...

آخرالاخبار

قتلى بمجزرة للدعم السريع في مدينة كلوقي السودانية


شاهد.. مراسل العالم: الاحتلال يواصل قصفه قطاع غزة


الرئيس الايراني يهنئ ملك ورئيس وزراء تايلاند باليوم الوطني


الادميرال إيراني يشيد بنجاح القوات البحرية في مناورة بريكس الدولية


دول أوروبية تقاطع يوروفيجن احتجاجا على قرار السماح بمشاركة الاحتلال


رسائل التصعيد الإسرائيلي وولادة التسوية اللبنانية داخل لجنة الميكانيزم


انتحار ضابط بجيش الاحتلال بعد مشاركته حرب غزة


في زيارة دولة.. بوتين يصل قصر دلهي الرئاسي بالهند


'أسوشييتد برس': انهيار البحرية الأمريكية أمام العمليات اليمنية


تواصل الخروقات والقصف الإسرائيلي على غزة