العالم - خاص العالم
في شوارع تكاد تخلو من المارة وبحذر شديد، ينتقل بعض الفلسطينيين لتفقد آثار الدمار الذي خلفته الهجمات الإسرائيلية المكثفة والمتواصلة على محافظة شمال قطاع غزة، بعدما أعاد الاحتلال الاسرائيلي انتشاره متراجعا نحو أطراف المحافظة التي يطبق بحصاره العسكري عليها.
ببلدة بيت لاهيا شمال القطاع ، تحولت من مدينة يملؤها المساحات الخضراء إلى منطقة رمادية من الخراب والدمار لا توجد فيها ملامح لأي منطقة وأي منزل.
العدوان الإسرائيلي لم يطال الأحياء السكنية ومنازل المواطنين فحسب، بل طال أيضا المستشفيات والمراكز الطبية. فالهجوم الإسرائيلي المتواصل منذ الخامس من أكتوبر الجاري والمتزامن مع حصار مشدد، تسبب في خروج مستشفيات محافظة الشمال عن الخدمة، كذلك أدى لتوقف خدمات الدفاع المدني وسيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
مستشفى الإندونيسي بعد خروجة تماما عن الخدمة بسبب قصف الاحتلال لطوابقه العلوية وتدمير المنطقة المحيطة به تحول الى مكان لإيواء النازحين والفارين من هول الغارات والهجوم الإسرائيلي.
وزارة الصحة في غزة، اكدت ان اهالي المحافظة الشمالية يعيشون ظروفا كارثية نتيجة افراغ الاحتلال مستشفيات المحافظة من الكوادر الطبية. اوضاع ماساوية يزيدها رائحة الجثث التي تفوح في الشوراع، حيث لم يتمكن أحد من انتشالها ودفنها لتوقف خدمات الدفاع المدني والإسعاف.
ورغم المجازر التي يرتكبها الاحتلال في الشمال وسعيه لتحويلها الى منطقة عازلة عبر إبادة جماعية ينفذها بقصف دموي مكثف وحصار مطبق يمنع وصول الغذاء والمياه لمئات آلاف المدنيين الفلسطينيين. الا ان الاف الفلسطينيين يرفضون اوامر الاخلاء التي يصدرها الاحتلال الاسرائيلي وترك ارضهم.