العالم - فلسطين
يزداد زخم العمليات العسكرية وجرائم الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة؛ بالتزامن مع حديث لأصحاب الرأي يدور في وسائل اعلام الاحتلال عن الأهداف الصريحة للعملية الأكثر غموضاً منذ بداية العدوان.
ويقول المحلل السياسي، عميت سيغال، إن الخطة التي ستشهدها الأسابيع العشرة المقبلة، هي أن الجيش سيستكمل إنشاء محور ثالث بعد محوري فيلادلفيا ونتساريم هو محور شمال القطاع، وصولاً إلى إخلاء كامل مدينة غزة فور وصول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض.
فيما اعتبر المحلل السياسي، تسيفي برئيل، أنه 'يجب تأهيل شمال القطاع ولاحقاً جنوبه واستيعاب اليهود فيهما وإبعاد المليونين وربع المليون فلسطيني منهما بصورة دائمة، ومنحهما لليهود. لأن العدو الأميركي ذا الشعر البرتقالي على الباب، وانه لا مجال لوقف الحرب لأجل المخطوفين.
هذه التصريحات مبينة ربما على تعهدات ترامب بتهدئة الوضع في المنطقة وإنهاء الحروب؛ لتطرح تساؤلاً حول ما إذا كان ترامب، سيتراجع عن دعمه المطلق لاستمرار الحرب أو سيضغط على نتنياهو لإنهائها قبل توليه منصبه.
وتثبت الوقائع على الأرض وجود مساع لعملية قضم جغرافي جديدة، تتبع عملية التخريب والتغيير الطبوغرافي، إذ لا يمكن افتراض أي حسن نية وراء تهجير خمسة وخمسين ألف فلسطيني في غضون شهر، ثم العمل على هدم منازلهم وتدمير البنية التحتية وفرض حصار قاتل على من تبقّى صامداً في بيته.
هكذا، تظهر شهوة التمدّد الجغرافي الاستيطاني في أعلى مستوياتها، فيما يبدو أن الإسرائيليين يريدون كل شيء في الآن نفسه: تدمير الشمال وتهجير سكانه، وتهجير جنوب القطاع، والتمدّد في جنوب لبنان، وحتى التوسع إلى الأردن ومصر. غير أن الوقائع على الأرض، ليست مطواعة بكل تلك السهولة، وإذا كان الوقت هو العامل الذي لا يلعب في مصلحة أحد، فإن الجدول الزمني الذي يحتاج إليه تحقيق كل هذه الطموحات الميدانية لا يقاس بالأسابيع، إنما بالشهور على أحسن تقدير.