العالم _ جوا الصندوق
كان الشاب يعتقد بان الوضع صعب جدا، ولكنه يستمر بالقتال اما ينجح بصد الهجوم او يُقتل. في تلك الفترة القتال كان على الحدود العاصمة السورية دمشق، لكن رغم ذلك الجيش السوري تمكن من صد الهجمات ومنع سقوط العاصمة.
لكن فجر 27 نوفمبر 2024 شنت قوات المعارضة هجمات على مدينة حلب السورية التي سقطت من دون قتال يذكر. هذه الهجمات انطلقت من غرب مدينة حلب ومباشرة، بدا الجيش السوري عمليات انسحاب من داخل المدينة وريف حلب الشرقي ومطار حلب. الجيش السوري ايضا انسحب من مناطق شاسعة باقصى شرق ريف حلب من بين مطار كويرس العسكري.
بعد حلب حاول الجيش السوري الدفاع عن مدينة حماة ولكنها سقطت سريعا. بعد حماة قرر الجيش السوري تنظيم خط الدفاع عن مدينة حمص لأن حمص هي قلب سوريا الجغرافي وفي حال صمد الجيش في هذه المدينة، هذا يعني بقاء جنوب ووسط وغرب وعاصمة سوريا تحت سيطرة النظام الرئيس في سوريا، ولكن سقطت حمص من دون قتال يذكر وبعد ساعات سقطت دمشق ايضا في فجر 8 ديسمبر 2024 ومع دمشق سقط نظام الرئيس بشار الاسد وحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم منذ عام 1963 في سوريا.
المعارضة السورية وتحديدا "جبهة النصرة" التي عجزت عن تحقيق اي انتصار على مدى اكثر من 11 سنة، انتصرت هذه المرة في 11 يوم فقط.
جوا الصندوق
فجر 27 نوفمبر 2024 بدأت قوات هيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني الهجوم على ريف حلب الغربي. في نفس الوقت كانت هناك عملية استخبارية في قلب مدينة حلب أدت الى اغتيال الجنرال الايراني كيومرث بورهاشمي. الجنرال الايراني هو عمليا قائد القوات الإيرانية في شمال سوريا، ولكن لازم نلفت النظر الى مسئلة مهمة وهي ان القوات القتالية الايرانية في شمال سوريا انسحبت في السنين الماضية بناء على طلب بشار الاسد.
كان هناك سببين لطلب الاسد من قوات ايران وحزب الله: اولا روسيا كانت تشكل المظلة الاستراتيجية لنظام سوريا وهي طلبت سحب جزء من القوات الايرانية وقوات حزب الله القتالية تحت عنوان خفض التوتر مع تركيا في الشمال وخفض التوتر مع "اسرائيل" في الجنوب.
اضافة الى ذلك، كان الاسد قد قرر الانفتاح على الدول العربية كالامارات والسعودية والأردن وهذه الدول كانت تعتبر الوجود الايراني بسوريا مصدر خطر عليها أو على الاقل مصدر قلق لها.
انسحب القوات القتالية وبقيت قوات ايرانية استشارية واستخبارات عسكرية وقوات مهمتها محصورة بنقل السلاح من ايران الى الجيش السوري ومن سوريا الى المقاومة في لبنان، اضافة الى قوة قتالية صغيرة بوسط وشرق سوريا، مهمتها الرئيسية تتمحور حول نقل السلاح الى سوريا ومن سوريا الى المقاومة في لبنان.
فتم قتل الجنرال بورهاشمي لهذا السبب تحديدا مع بداية الهجوم على غرب حلب، ويذكر ان عملية الاغتيال ما تمت بهجوم عسكري، بل بعملية استخبارية بما كان بعيدا نسبيا عن خطوط التماس.
وفي نفس الوقت بدات حملات اعلامية وامنية واتصالات مع ضباط الجيش السوري لاعطائهم الامان مقابل تسليم المناطق التي يسيطرون عليها. كان هناك عدد صغير من الضباط اتفقوا مع هيئة تحرير الشام على عدم القتال، وهذا ما حصل.
ولكن الاهم في اسباب الانهيار في حلب هو انه ما كان هناك ارادة قتال لدى غالبية الجنود والضباط السوريين. عندما نتكلم عن انهيار ارادة القتال لدى الجنود..
وتم مناقشة هذا الموضوع مع الاستاذ في تاريخ العلاقات الدولية الدكتور جمال واكيم.
للمزيد اليكم الفيديو المرفق..