العالم-إيران
وأقيم مساء يوم الاثنين 10 فبراير حفل العيد الوطني الإيراني وإحياء الذكرى السادسة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية، بحضور السيدة أمينة الصرار وزيرة الثقافة، وهشام بن محمود مفتي الجمهورية التونسية، وأحمد البوهالي وزير الشؤون الدينية، وممثلي السفارات والمؤسسات الدولية المقيمة في تونس، وعدد من المسؤولين والشخصيات البرلمانية والاقتصادية والعلمية والثقافية والإعلامية التونسية، وكثير من الإيرانيين المقيمين في السفارة الإيرانية في العاصمة تونس.
وفي هذا الحفل، ألقى سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تونس، مير مسعود حسينيان، كلمة وصف فيها الأحداث والإنجازات العظيمة بعد الثورة الإسلامية، فضلاً عن آخر مستجدات العلاقات المتطورة بين البلدين، فيما يلي نصها:
بداية أشكرکم لحضوركم ومشاركتكم في هذا الحفل المبارك وأتمنى لكم الصحة والعافية والتوفيق.
مضت ستة وأربعون سنة عن انتصار الثورة الإسلامية المجيدة في إيران؛
ستة وأربعون سنة من فرض إرادة الشعب الإيراني تحت قيادة رجل التاريخ العظيم الإمام الخميني – رحمة الله عليه- لتقرير مصيره وتجسيد شعار "لاشرقية ولاغربية الجمهورية الإسلامية"
ستة وأربعون سنة من الصمود والمقاومة والصبر والايثار والفداء ودفع الثمن الباهظ للتطور والازدهار والعزة والكرامة والتقدم.
ستة وأربعون سنة من مواجهة أعلی المؤامرات وأکبر الضغوطات السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية ومواجهة العقوبات والحصار بأنواعه والأزمات الداخلية وخلافات دينية وطائفية بمؤامرات أجنبية نظرا لتواجد الطوائف المختلفة في إيران من الترك والكرد والتركمان والعرب وغيرهم،
من الحرب المفروضة لمدة ثمان سنوات بمشارکة ومساعدة أکثر من خمسين دولة بشهادة الأسری الموجودين في إيران؛
من قتل واغتيال القادة السياسيين والعسكريين والنخب العلمية والنووية وحتی أکثر من سبعة عشر ألف من الشعب المدنيين العزل بيد المجموعات الإرهابية المرتزقة.
ايها الحفل الكريم؛
أي عامل من هذه العوامل كان بإمكانه أن ينقلب على الثورة الناشئة ويكسر ظهرها ويجبرها للاستسلام والخشوع أمام الاستكبار العالمي ولكن بعون الله تعالى وبالقيادة الرشيدة لقائد الثورة الإمام الخميني ( قدس سره) وخلفه الإمام الخامنئي ( دام ظله) والحضور والصمود الشعبي في كل الميادين، بدل الشعب هذه التهديدات إلی الفرص وخرجت ايران من كل هذه التحديات، قوية،موفقة، ناجحة ،مرفوعة الرأس و منسجمة أكثر من قبل؛ كما قال الله تعالى:
﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
شاهدتم اليوم مظاهرات مليونية وحاشدة وثورية وحضور الشعب الإيراني بکافة أطيافه وصنوفه وعقيدته ومذهبه في المدن الإيرانية وعاصمتها طهران بمناسبة العيد الوطني. وحققت الثورة خلال هذ هالسنوات الماضية نجاحات كثيرة في مختلف المجالات منها:
سياسيا واجتماعيا:
اجراء أكثر من أربعين انتخابات خلال ستة وأربعين سنة – یعني تقريبا بمعدل کل سنة انتخابات- منها الانتخابات الرئاسية ومجلس الشورى الإسلامي والمجالس المحلية ومجلس خبراء الدستور بمشاركة شعبية مکثفة وواسعة تدل على الدور الفاعل للشعب في تقرير مصيرهم.
وجود ممثلين ونواب عن أتباع الأديان السماوية والأقليات الدينية المنصوصة في الدستور في المجلس النيابي من اليهود والمسيحيين والزرادشت وحرية الأحوال الشخصية لهم بوجود مراکز خاصة لهم من المدارس و الأماکن العبادة.
تعزيز دور المرأة الإيرانية في جميع المجالات السياسية والعلمية والإبداعية والإقتصادية والثقافية والرياضية كما شغلت مناصب عليا مثل الوزيرة ونائبة رئيس الجمهورية والمتحدثة باسم الحكومة ناهيك عن أربعة عشر نائبة في المجلس النيابي – منهن نائبة الديانة الزرادشتية وهي دکتورة من مدينة يزد- ومديرات وسفيرات ومحافظات. حوالي ثلاث وثلاثين بالمئة من الأساتذة الجامعيين وأربعين بالمئة من الأطباء الأخصائين من النساء وأيضاً ثمانية وتسعين بالمئة من الأخصائين للأمراض النسائية احتراما لکرامة المرأة المسلمة الإيرانية.
توسيع و تعزيز العلاقات مع الكثير من دول العالم والمشاركة في كثير من الاتفاقيات الإقليمية والعالمية منها البريكس والشانغهاي وأکو و دي ثمانية وتوقيع عدد كبير من الاتفاقيات منها مع الصين وروسيا ودول الجوار.
تطوير شبكة الخدمات الطبية حتى تتوفر لثمان وتسعين بالمئة من سكان المدن وثلاث وتسعين بالمئة من سكان القرى
علمياًوثقافياً:
انتاج سبعة وتسعين بالمئة من الأدوية داخل إيران وأربعة أدوية بيوتكنولوجية من أصل أربعين دواء من هذا النوع في كل العالم.
ايران ضمن عشر دول الأوائل في العالم في العلاج بالخلايا.
الإکتفاء الذاتي في انتاج الأنواع المختلفة من اللقاحات الوطنية.
ايران ضمن خمس عشرة دولة الأوائل في العالم في طب العيون كما تجرى سنويا حوالي ثمانية آلاف عملية جراحية لزراعة القرنية .
ایران ضمن خمسة الدول الأوائل في انتاج أدوية السرطان.
المرتبة الواحدة والعشرين في العالم في نشر المقالات العلمية والمرتبة الرابعة في مقالات نانوتكنولوجي بأكثر من تسعة آلاف مقالة
ايران ضمن خمس دول المتقدمة في مجال الطاقة النووية.
ايران ضمن عشرة بلاد في العالم في التكنولوجيا الفضائية من صناعة الأقمار الصناعية والمحطات الأرضية و منصات الانطلاق واطلاق عشرة أقمار صناعية محلية حتی الآن.
رفع مستوی محو الأمية في البلاد إلی أکثر من خمسة و تسعين بالمئة.
في سنة ألفين وأربعة وعشرين نال للطلاب الإيرانيين المرتبة الأولی في الأولمبياد الدولية في النجوم والفيزياء الفضائي.
المرتبة الرابعة في الطبيعيات و الفيزياء.
حصلت ایران في الأولمبياد العلمي للطلاب في سنة ألفين وأربعة وعشرين علی المرکز الثالث في العالم بعد أمريکا والصين.
ایران ثاني دولة في العالم بعد أمريکا في صناعة روبوت الجراح الذي يعمل عن بعد أکثر من خمس مئة کيلومتر وتم تصدير أول نسختين منه إلی اندونيسيا.
المرتبة الأولی في العالم في الکرة الطائرة جلوس للرجال والمرتبة السادسة للنساء.
السينما الإيرانية معروفة بالتزامها بالأخلاق ودعم أسس الأسرة وسلامة المجتمع و حصلت علی المرکز الثاني عشر عالميا في الانتاج السينمائي.
عسكريا:
في بداية انتصار الثورة وخروج المستشارين الأميركيين، ما كان البلد يملك حتى الأسلاك الشائكة ولكن خلال ستة وأربعين سنة- بعون الله تعالی وجهاد الشباب الإيرانيين- وصلنا الى مستوٍ عال في إنتاج الأدوات الدفاعية كالصواريخ بأنواعها کالبالستية وفرط صوتية والطائرات الحربية والطائرات العمودية والغواصات والسفن الحربية والناقلات النفطية والمسيرات والرادارات بأنواعها وأنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة کالدبابات والمدفعيات وغيرها.
اجراء تدريبات ومناورات محلية وإقليمية بمشاركة بعض دول المنطقة تأكيدا بأن مسئولية الحفاظ على أمن المنطقة على عاتق بلدانها ولايجوز لأي بلد أجنبي أن يتدخل فيها.
وأخيرا إيران صارت قوة نائمة التي لايکمن إيقافها والتي تعتمد علی الأرکان الأربعة الدين واللغة والتاريخ والحضارة.
أما في مجال العلاقات الثنائية:
ايران من البلاد الأوائل التي اعترفت باستقلال تونس في سنة ألف وتسع مئة وستة وخمسين وتم فتح السفارة في سنة الف و تسع مئة وسبعة وخمسين في تونس. ويعود تاریخ العلاقات الثنائية إلی قبل حوالي سبعين سنة.
وفي السنة الراهنة شاهدنا تطورنا مهما و إيجابيا في العلاقات الثنائية وبعد ستين سنة من زيارة الرئيس اراحل بورقيبة زار فخامة الرئيس قيس سعيد العاصمة الإيرانية طهران للمشاركة في تشييع جثمان الرئيس الشهيد رئيسي وجرى اللقاء التاريخي والهام بينه وبين سماحة قائد الثورة الإسلامية.
كما شهدت هذه السنة ألغاء التأشيرة بين البلدين وتبادل الوفود السياسية والاقتصادية والثقافية منها زيارة معالي وزير الصحة التونسي الى إيران ومشاركة الوفد الاقتصادي التونسي في معرض ايران اكسبو في طهران وزيارة وفد من مجلس الشورى الإسلامي الى تونس وإقامة السبوع الثقافي الایراني التونسي في الاسبوع الراهن واجراء اتصال هاتفي یوم السبت بين وزراء الخارجية للبلدين الذي بحثا من خلاله آخر تطورات المنطقة والعلاقات الثنائية.
التوجهات والمواقف المشتركة بين البلدين في المنظمات الدولية حول مسائل هامة منها القضية الفلسطينية: إذ تثمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية الموقف المشرف لفخامة الرئيس التونسي حيال القضية إذ أكد بأن التطبيع خيانة عظمى وحق الشعب الفلسطيني ان تكون له حكومة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف. و ما جری خلال الأشهر الأخيرة غي غزه أثبت صدقية مواقف الرئيس التونسي بأن الكيان لايعترف بأي قانون دولي ولا أي قوائد أخلاقية أو انسانية .
ايها الحفل الكريم
وفي الختام اريد أن اكرر وأؤكد على سياسات الخارجية الإيرانية بانها سياسة مستقلة و فعالة ومؤثرة ومتوازنة ودیناميکية في طريق الأمن الجماعي ورفع التوتر ومکافحة الإرهاب والعدالة والسلام والثبات والسيادة للشعوب وسياسة بسط وتعميق علاقات الصداقة والودية في جميع المجالات خاصة الدبلوماسية الأقتصادية مع الدول الإسلامية وكل العالم وأخص بالذكر العلاقات المتينة والمستمرة مع حکومة تونس الخضراء وسنعمل سويا لتطوير العلاقات الأخوية بين البلدين. وبالنظر إلی القدرات الموجودة لدی البلدين وتطلعات وارادة قادة الجانبين أود أن أوکد علی ضرورة بذل أقصی جهد ممکن لتطوير العلاقات الثنائية خاصة في المجال الاقتصادي والعلمي والتکنولوجي والثقافي.
أشكركم مرة أخرى ضيوفنا الكرام، معالي الوزراء، نواب المجلس، سعادة السفراء، كل المسئولين التونسيين وأصدقائنا وزملاءنا. وأدعوکم لاستماع الموسیقی الایراني التقليدي في نهاية الحفل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته