العالم - بتوقيت اليمن
في الأيام الاخيرة شهدنا تحولا مفاجئا في الموقف اليمني تجاه غزة، تحولا يحمل الكثير من المعاني والإشارات، من المساندة والدعم إلى الضغط والتلويح باستخدام القوة العسكرية مجددا، وكأننا باليمن وهو يخط مسارا جديدا في معادلة الصراع.
ما الذي يدفع هذا البلد الذي يعاني من أزماته الداخلية إلى الدخول في معترك مصيري بهذا الحجم هو شعور بالمسؤولية التاريخية أمام الله، وتجاه القضية الفلسطينية التي خذلها العرب أم هو محاولة لتعزيز موقعه في رقعة الشطرنج الإقليمية كما يدعي البعض؟
اليمن اليوم لا يكتفي بالمساندة بل يضع كل ثقله على الطاولة، يلوح بخيارات قد تغير قواعد اللعبة، في تهديد صريح.. الالتزام بتنفيذ الهدنة أو العودة إلى الضربات، لكن هل يملك اليمن الأدوات اللازمة للضغط؟ وهل يمكن أن نشهد تصعيدا جديدا يعيد خلط الأوراق في المنطقة ما لم يلتزم اليهود بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟
وفي حديثه للبرنامج أشار السفير السابق في الخارجية اليمنية والمحلل الاستراتيجي عبد الله صبري أن: الموقف اليمني لم يعد فقط مجرد مراقب للهدنة القائمة الآن في غزة، بل أعلن السيد القائد يحفظه الله عن موقف متقدم وهو الخيار العسكري في مواجهة التهجير القسري.
وأضاف: "بالتالي وفيما يتعلق بالموقف من غزة أصبح لليمن اليوم ثلاثة مسارات: مسار مواجهة التهجير القسري.. ومسار مراقبة تنفيذ الهدنة واتفاق وقف إطلاق النار، ومسار استهداف المقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلة وبالذات المسجد الأقصى."
وبين أن هذه إنما هي معادلة جديدة ولم تعد مجرد إسناد ولكن أكبر من الإسناد، وأوضح: هي معادلة أن اليمن أصبح الآن في الصف الأول، متقدما لكل جبهات محور المقاومة بالذات، وايضا متقدما على الموقف العربي بشكل عام، على اعتبار أن ما يصدر من اليمن ليس فقط صادر عن حركة المقاومة، بل ما يصدر على اليمن يصدر عن موقف دولة رسمية وعن موقف شعبي بامتياز وعن قوات مسلحة وليس عن قوات المقاومة.
إقرأوا أيضا.. صوابية الموقف اليمني في الدفاع عن فلسطين
وشدد على أن: هذا متغير مهم في معادلة الصراع العربي مع العدو الصهيوني وفي معادلة الصراع تحديدا بين حركات المقاومة وهذا العدو.
واشار إلى أن اليمن يعزز النجاحات التي حققها في معركة طوفان الأقصى، مبيناً: معركة طوفان الأقصى دخلها اليمن في إطار المساندة الفعلية والعسكرية لغزة والمقاومة الاسلامية في فلسطين المحتلة، ونجح نجاحا كبيرا ملفتا، وتراكمت الكثير من النجاحات على المستوى العسكري تحديدا، حتى أصبح العالم يعترف باليمن بأنه رقما مهما وصعبا في معادلة الحرب والسلام.
وأضاف: حتى في آخر أيام هذه المعركة على طيلة 15 شهرا شهدنا وتيرة متصاعدة لعمليات العسكرية اليمنية تساند المفاوض الفلسطيني في الدوحة وفي القاهرة، وراينا أنه في اليوم التالي لدخول صفقة التبادل مرحلة التنفيذ إطلاق العاملين في سفينة جالكسي، وهذا كان مؤشراً بأن بان المفاوضات كان مطروح على طاولتها سفينة جالكسي لصالح المفاوض الفلسطيني.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..