العالم - ايران
وأضاف نذيري أصل خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي عُقد تحت عنوان "التحقق والمراقبة من الأنشطة النووية الإيرانية في ضوء قرار مجلس الأمن الدولي 2231 (2015)": "نجتمع اليوم في ظل استمرار التوترات في العلاقات الدولية وتقويض المبادئ الأساسية للأمم المتحدة، المصممة لحماية القانون الدولي وتعزيزه، وذلك نتيجة النزعات الأحادية."
وتابع قائلًا: "لا يمكن فصل حقوق والتزامات الدول الأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، بل يتعين على الوكالة الدولية بذل قصارى جهدها لتعزيز عدم الانتشار بكافة أبعاده." وأكد أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية، انطلاقًا من مبادئها الأيديولوجية والاستراتيجية الراسخة، ترفض بشكل قاطع أسلحة الدمار الشامل، وخاصة الأسلحة النووية، باعتبارها أدوات غير إنسانية وعفا عليها الزمن، فضلًا عن تهديدها للسلام والأمن الدوليين."
إيران والتزامها بالاتفاق النووي
وأوضح السفير نذيري أصل أن "التزام إيران بعدم الانتشار النووي معروف تمامًا، وفي هذا الصدد، انخرطت إيران مع مجموعة E3/EU+3 للتوصل إلى الاتفاق النووي، وهو اتفاق استغرق سنوات من المفاوضات." وبيّن أن "هذا الاتفاق يستند إلى التزامات متبادلة بين إيران وهذه الدول، حيث يهدف إلى ضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، مقابل رفع العقوبات المفروضة من الأمم المتحدة وأوروبا والولايات المتحدة."
وأشار إلى أن "إيران نفذت جميع التزاماتها وفق الاتفاق، وتوقعت أن تحصل على جميع المزايا الاقتصادية المنصوص عليها فيه، إلا أن الولايات المتحدة، حتى قبل انسحابها الرسمي، سعت بسوء نية إلى عرقلة تطبيع العلاقات التجارية والاقتصادية مع إيران وحرمانها من الفوائد الاقتصادية المقررة."
إقرأ أيضا.. الكرملين: روسيا جاهزة لتسهيل الحوار بين إيران وأميركا
وأضاف: "إن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي شكّل انتهاكًا صارخًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231. ومع ذلك، امتنعت إيران عن اتخاذ إجراءاتها التعويضية لفترة طويلة، إفساحًا للمجال أمام الأطراف الأوروبية للوفاء بالتزاماتها."
الضغوط الغربية والمحاولات المنهجية لتشويه الحقائق
وأكد نذيري أصل أن "إيران أبدت ضبط نفس استثنائيًا في مواجهة الانسحاب غير القانوني والأحادي للولايات المتحدة، فضلًا عن الانتهاكات المستمرة للاتفاق من قِبَل الترويكا الأوروبية والاتحاد الأوروبي." وأضاف: "رغم ذلك، فإن هذه الأطراف، بدلًا من الوفاء بالتزاماتها، تحاول بشكل منهجي تقديم رواية خاطئة عن القضية."
وأشار إلى أن "العقوبات الأخيرة التي فرضتها الترويكا الأوروبية والاتحاد الأوروبي على إيران تمثل انتهاكًا صارخًا آخر للاتفاق النووي ولقرار مجلس الأمن 2231." وأوضح أن "هذه العقوبات لا تعطل التجارة المعتادة مع إيران فحسب، بل تجبر دولًا أخرى أيضًا على انتهاك القرار 2231."
إقرأ أيضا.. الخارجية الايرانية تستدعي السفير التركي
وفيما يتعلق بالبرنامج الصاروخي الإيراني، شدد على أن "الأمانة العامة للأمم المتحدة أكدت رسميًا أنه لم يعد خاضعًا لقواعد مجلس الأمن." وأضاف: "بما أن الترويكا انتهكت القرار 2231 والاتفاق النووي، فهي ليست في وضع قانوني أو أخلاقي يسمح لها بتفعيل آلية تسوية النزاعات ردًا على الإجراءات الإيرانية المشروعة والمعترف بها صراحةً في الاتفاق."
إيران تحذر من تبعات النهج الغربي
وأشار السفير الإيراني إلى اقتراب موعد "يوم النهاية" للاتفاق النووي، قائلًا: "يجب بذل جميع الجهود لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2231، حتى لا يُهدر ما استثمره المجتمع الدولي في هذا الاتفاق على مدى السنوات الماضية." ودعا جميع الدول الأعضاء إلى "الالتزام الكامل بأحكام القرار 2231، بما في ذلك الجدول الزمني المحدد."
وختم نذيري أصل تصريحه بالتأكيد على أن "التجربة أثبتت أن سياسة الضغط التي تنتهجها بعض الأطراف ليست مثمرة، بل تأتي بنتائج عكسية." وأردف: "إيران مستعدة لوقف إجراءاتها التعويضية القانونية، بشرط أن يتم رفع العقوبات والإجراءات التقييدية التي تفرضها الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية بشكل فعّال وقابل للتحقق، واستئناف جميع الأطراف التنفيذ الكامل لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي."