العالم – ضيف وحوار
وفي حوار مع قناة العالم ببرنامج" ضيف وحوار"، وحول رؤيته لمستقبل العراق ومدى المسافة التي يكون فيها العراق الآن مع التحديات المحيطة به، أشار الزبيدي، أن المنطقة كلها الآن تتعرض لضغوطات حيث أن هذه الضغوطات تارة دولية وفي مقدمتها أمريكا، وتارة إقليمية. تتمثل في خلافات إقليمية في الداخل، خصوصاً بعد سقوط النظام السوري ومجيء"الجولاني"، يعني جبهة النصرة وهذه المجموعة الواسعة من طيف الدواعش، حيث أن بعضهم كان في العراق ثم انتقلوا إلى سوريا.
ولفت الزبيدي إلى أن المنطقة فيها إرهاصات، وهذه الإرهاصات قد يأتي وقت تتفجر فيه، وإذا تفجرت بلا شك ستترك أثراً على كل دول المنطقة بدون استثناء.

نظرة إلى التحديات المحيطة بالعراق من سوريا وداعش و"إسرائيل"
وحول نظرته إلى التحديات المحيطة بالعراق من سوريا ووجود مخاوف من جماعات "داعش" ذات العدد الكبير الموجودة في سوريا أو مخاوف من التوغل الإسرائيلي في العمق السوري أم مخاوف من الجولاني نفسه، أم هناك مخاوف من الداخل العراقي والميول الشخصية لبعض العراقيين والإعجاب بشخصية الشرع والجولاني.
اعتبر الزبيدي أن الذين يعتقدون أن "الجولاني" معجبين به هم أساساً "دواعش" وليسوا مخلصين للعراق. هذا أولاً. وأقصد العراقيين الموجودين، بعضهم الذين الآن يؤمنون ويذهبون ويزورون "الجولاني" ويأخذون صوراً معه. هذا لا يشرّف العراقي أن يلتقي بشخص كان جزءاً من الإرهاب في العراق وكان في ديالى.
وقال الزبيدي: أنا أذكر عندما كنت وزيرا للداخلية، كان"الجولاني" يقاتل قواتنا وألقي القبض عليه من قبل الأمريكيين وأودع في سجن بوكا. وفي بوكا حدثت مصائب. يعني هو سجن أمريكي ضخم جداً، هناك تعرض لغسيل دماغ. كان صغيراً بالسن وأصبح جزءاً مهماً، وبعدها أصبح مساعداً لأبي بكر البغدادي. وبعدها أبو بكر البغدادي أرسله إلى سوريا حوالي عام 2010-2011، وبدأ الجولاني بشن سلسلة من الهجمات على النظام السوري في حينها.
شاهد أيضا.. علويون سوريون يطالبون باستفتاء على حق تقرير المصير وحكم ذاتي
الزبيدي: لا بد من محاكمة الجولاني دولياً
وحول تحدث الجولاني مع الوزير العراقي قائلا في تلك الحقبة كنت شاباً وكنت غير ناضج وفيما إذا كان ذلك يقنع الشارع العراقي ويقنع السلك السياسي في العراق؟
لفت الزبيدي إلى أن ذلك هذا لا يعفي "الجولاني" من تحمل مسؤولية قتل العراقيين ، ولذلك أنا طالبت الحكومة العراقية إعلامياً ومن خلال لقاءات ثنائية مع بعض القادة أنه يجب أن يحاكم. يجب أن يتم إعداد "مذكرة قبض حمراء دولية" عليه ومحاولة الضغط على العامل الدولي من أجل الابتعاد عن دعمه.
الدعم التركي للجولاني!
نوّه الزبيدي إلى أن الجولاني مدعوم تركيا حيث تقوم تركيا بتقديم كل الدعم اللازم، وتركيا هي التي جلبته وساهمت في دخوله ودعمه تسليحياً ومالياً. وبعد ذلك هم سيطروا. الآن تركيا عندها حلم الدولة العثمانية والسيطرة على ولايتي الموصل وحلب.

الحلم التركي في سوريا والعراق
وفيما يتعلق بالحلم التركي الذي يشمل جزءاً من العراق. كيف ينظر العراق، وكيف تنظر كشخصية عراقية بارزة إلى هذه النظرة وهذا الحلم؟
أوضح الزبيدي أن الأتراك الآن حالياً دخلوا للعراق ومبرر وجودهم انتهى وانتفى، لكن مع الأسف لا زالوا موجودين في بعشيقة. كانوا موجودين على جبال كردستان وموجودين على الحدود العراقية التركية منوها أن بقاءهم هذا دليل على أن لديهم أطماعاً قديمة تعود إلى 1923 حيث جاؤوا ليبقوا وجاءوا للسيطرة على ولاية الموصل.
ولفت الزبيدي إلى أن ولاية الموصل تعني الموصل كمدينة وأربيل وكركوك. كركوك مهمة جداً لهم باعتبار أن التركمان أغلبهم موجودون فيها، رغم أن التركمان لا يتفقون مع تركيا. لكنهم يريدون أن يسيطروا على هذه المنطقة. كذلك في حلب، هم الآن يسعون للسيطرة عليها ويبنون قواعد عسكرية وتدريبات لجماعة الجولاني هناك.
وحول رؤية العراق لتلك التهديدات وهذا الحلم التركي:
أشار الزبيدي إلى أن هذا السؤال يوجّه للحكومة العراقية. أنا وجهت هذا السؤال للحكومة العراقية لكن لم أحصل على جواب مقنع.
شاهد أيضا .. في جنوب سوريا هناك سيد جديد يأمر ويتنمّر ويسرق الأراضي: 'إسرائيل'

خطورة الجولاني على العراق والمنطقة والجار الإرهابي!
وقال الزبيدي: على كل حال، نحن كبيت شيعي بلا شك موحد ونعمل بطريقة أو بأخرى، لكن قد يكون لدى الحكومة وجهة نظر أخرى باعتبارها دولة ولديها مصالح وحدود مع سوريا والأردن، فتراعي مصالحها.
واعتبر قائلا: بالنسبة لي، أشعر بخطورة الجولاني وعصاباته. هو ليس عصابة واحدة بل عصابات متعددة. حيث الآن الأفغان يشغلون منصب مدير عام في المؤسسة الأمنية، وهناك شيشاني مدير عام وكذلك أفغاني. فهذه مصيبة، يعني أنت لديك جيران كلهم إرهاب وكنت أقاتلهم أيام عملي في الداخلية ولدي تفاصيل عنهم.
وتابع: على كل حال، هذا ما حدث. لكني لا أريد أن أتدخل في شؤون الدولة باعتبار أن الدولة ترى مصالحها من زاوية مختلفة عن زاوية السياسيين أو المواطنين.
وبسؤال الزبيدي حول تحدثه مؤخراً مع الوزير وبشكل قاطع عن تهديدات موجهة للعراق، وتنبأ عن قتال سوف يجري على الحدود العراقية وبعدها سوف يكون على أسوار بغداد. وعن وجود معلومات استخباراتية عن تربص أمني موجه للعراق وبغداد تحديداً؟
قال الزبيدي: أنا عشت في سوريا كمعارض. تركت النظام بعدما أعدم مجموعة من عائلتي، وذهبت إلى سوريا وبقيت هناك 23 سنة. لدي علاقات واسعة وكنت ممثلاً للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بدمشق وبيروت. فعلاقاتي واسعة باعتبار أننا هناك نحاول مساعدة العراقيين قدر استطاعتنا في الحصول على مقاعد دراسية لأولادهم عندما يأتون لاجئين إلى سوريا، أو على الهويات التعريفية التي كنا نصدرها لهم.
الزبيدي: الوضع القادم في سوريا قاتم وسينعكس على العراق!
رأى الزبيدي قائلا: بالنتيجة، لدي معرفة مع كبار الأجهزة الأمنية وغير الأمنية والسياسية، ونائب رئيس جمهورية. وعندي لقاءات مع رئيسي جمهورية: الرئيس الراحل حافظ الأسد وبشار الأسد. من هذا المنطلق، أعتقد أن الوضع القادم في سوريا قاتم وسينعكس على العراق. ولذلك قلت في 2013 إنه سيكون القتال على أسوار بغداد، وهذا ما تحقق بعد ستة أشهر من تصريحي في قناة العراقية.
شاهد أيضا.. الجولاني يعين شقيقه ’ماهر’ أمينا عاما للرئاسة السورية

الزبيدي: سيكون هناك تربص أمني على العراق
توقع الزبيدي أنه سيكون هناك تربص أمني على العراق. البداية ستكون الدفاع على الحدود العراقية وبعد ذلك سيكون القتال على أسوار بغداد.
وقال الزبيدي: هذا التهديد ليس موجهاً من سوريا فقط. أنا أقرأ قراءة واقعية من خلال تجربتي وخبرتي ومعرفتي. هذه القراءة الواقعية تقول أن هؤلاء بلا شك سيأتي وقت تحركهم القوى الأجنبية والإقليمية، أقصد تركيا تحديداً، وحتى "إسرائيل"، من أجل الذهاب إلى العراق.
الزبيدي: "إسرائيل" تتخوف من العراق
وأضاف الزبيدي أن "إسرائيل" تتخوف من العراق، وهم لديهم في التلمود ما يشير إلى أن أخطر شيء عليهم هم العراقيون. سواء الحشد الشعبي الذي لديه الآن صولات ومعرفة في متابعة الإرهابيين في مناطق كركوك ومناطق حمرين والجبال وحتى في مناطق الحدود العراقية. يعني الحشد نعمة كبيرة من الله منّ بها علينا بفتوى الإمام السيستاني.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...