العالم - خاص العالم
في ظل التحولات المتسارعة على الساحتين الإقليمية والدولية، جاءت زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى الصين المنافس الاكبر للولايات المتحدة الامريكية، لتؤكد مجدداً عمق العلاقات الثنائية، وترسّخ الشراكة الاستراتيجية الممتدة لعقود بين طهران وبكين.
الزيارة التي جرت على مستوى رفيع، شملت لقاءات مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، والنائب الأول لرئيس الوزراء دينغ شيويه شيانغ، حيث ناقش الجانبان سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية، إلى جانب آخر تطورات الملف النووي الإيراني والمباحثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة.
عراقجي أثنى على دور الصين البنّاء في دعم مسار المحادثات النووية والمواقف المتزنة حيال قضايا المنطقة، في المقابل جدّدت بكين موقفها الرافض لاستخدام القوة وفرض الحظ الأحادي، مؤكدة دعمها الكامل للمفاوضات بين طهران وواشنطن.
العلاقات بين البلدين تعود إلى عام 1971، ومنذ ذلك الحين، تطورت تدريجياً، خاصة بعد فرض الحظر الغربي على إيران، حيث وجدت طهران في بكين شريكاً استراتيجياً بديلاً.
إقرأ المزيد.. عراقجي : الصين وروسيا شريكان استراتيجيان لايران
نقطة التحوّل الأبرز في هذه العلاقات كانت في مارس 2021، حين وقّع الطرفان مذكرة تفاهم استراتيجية طويلة الأمد، تمتد لـ25 عاماً، وتشمل التعاون في مجالات الطاقة والنقل والتجارة والبنية التحتية، إلى جانب استثمارات صينية تقدّر بعشرات المليارات من الدولارات.
وفي قطاع الطاقة، تستحوذ الصين على نحو 77% من صادرات النفط الإيراني، بما يزيد عن مليون ونصف المليون برميل يومياً، بقيمة تُقدّر بنحو 29 مليار دولار خلال عام 2024، رغم القيود الدولية المفروضة على طهران.
كما تعمل بكين على تنفيذ مشاريع حيوية داخل إيران، تشمل تطوير الموانئ وشبكات الطرق والاتصالات، في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية وتوسيع رقعة التعاون الاقتصادي بين البلدين.