العالم – نساء المقاومة
ساحل غزة الجميل يدعو الفلسطينيين لغناء أنشودة تخلد سحره الخلاب الذي ترسم هذه الرمال حدوده على مر التاريخ تحت وطأة الاحتلال، حيث تنتهي الحياة هنا لكنها تبدأ من جديد أيضًا.
قصة مي زكي عبد الحميد
وقالت مي زكي عبد الحميد معرفة عن نفسها: ولدت بتاريخ 22.04.2001. كنا نسكن في خان يونس أصلًا، لكن بسبب الحواجز، وخاصة حاجز أبو هولي، قال أهل أمي لها أنه لا يصلح أن يكون أولادها بعيدين عنهم. فبقينا عندهم في غزة شهرًا ثم رجعنا إلى خان يونس. عشت هناك حتى عمر 11 سنة، وبعدها توفي والدي بتاريخ 5.3.2011.
وتابعت: لدي أخت واحدة أصغر مني بسنة تدرس حاليًا الطب في مصر. أنا خريجة من كلية القانون بجامعة فلسطين، تخرجت في الشهر السادس من عام 2023.
رغم التحديات القائمة، بدأت مي حياتها المبكرة في تكوين روحها وشخصيتها الإيجابية.
شاهد أيضا.. الكابينيت الإسرائيلي يجتمع مجددًا وسط خلافات داخلية
وقالت مي: كان والدي مدرس لغة عربية في مصر والسعودية، ولكن بعد عمر معين رجع إلى غزة وتزوج أمي وأنجبنا. والدتي خياطة، تخيط لتعيلنا، وكانت مسؤولة عن مصاريفنا.عشنا في خان يونس حتى وفاة والدي، ثم انتقلنا إلى المنطقة الوسطى في البريج. بصراحة، كانت طفولتي جميلة نوعًا ما، بين أب وأم متفاهمين. الحمد لله.
ولفتت مي قائلة: أكثر شيء سيئ في طفولتي كان حرب 2008. مثلها مثل باقي سكان غزة، شهدت مي حرب إبادة جماعية لم تكن الأولى التي يشهدها معظم الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، والتي تسببت لهم بالموت والدمار. أتذكر أن اليوم الأول من الحرب كان صعبًا علينا. كنا في الشارع عندما بدأت الصواريخ تنزل فجأة، وشاهدنا الحجارة والدخان. اختبأنا جميعًا بجانب الحائط.
وتابعت مي: في أحد الأيام، كانت أمي تشعر أن شيئًا سيحدث، فجهزت حقائبنا وكل شيء من الليل. أتذكر أنني استيقظت وقلت لهم أنني غير مرتاحة وأشعر أن شيئًا سيحدث. ذهبت إلى الحمام وعندما عدت، قصفوا البيت خلفنا مباشرة. امتلأ بيتنا بالغبار ولم نعد نرى شيئًا، فخرجنا نجري دون أن نفهم ما يحدث.

جوهر الإنتماء للأرض الفلسطينية
رغم كل المعاناة والظروف القاسية، يبقى جوهر الانتماء للأرض متجذرًا، وارتباط الشعب الفلسطيني بأرض فلسطين إرثًا ينتقل عبر الأجيال، ما يعكس الإحساس بالتاريخ والانتماء من جيل إلى آخر.
ولفتت مي قائلة: أول مرة تحدث والدي معي عن أننا مهجرون، قال لي: "لدينا بيت هناك. إذا مت وعدتم، عليكِ أن تذهبي وتستعيديه". والدي من مواليد 1941، من الناس الذين عاشوا النكبة وكان يتذكر أن لديهم بيتًا. حتى وفاته، كان يخبرنا أن لنا بيتًا يجب أن نستعيده. لقد نشأنا على فكرة أن هذه الأرض لنا حق فيها ولا يمكن أن نتخلى عنها، يجب أن نحبها.
ربما يصعب على من يعيشون خارج الأراضي المحتلة فهم ما يجري في الداخل تحت وطأة الاحتلال وممارسة سياسة القبضة الحديدية التي تلقي بظلالها على كل جانب من جوانب الحياة الفلسطينية.
وقالت مي: نحن محتلون، هناك من يتحكم في حياتنا، في خروجنا ودخولنا وتنقلنا. عندما احتاج والدي لإجراء عملية قلب مفتوح في الضفة، كان علينا انتظار الموافقة وعدم الممانعة والكثير من الإجراءات لمجرد أن يتمكن من الذهاب لإجراء عمليته في الضفة.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...