العالم - الاحتلال
ویشعر الكثير من الصهاينة بأنّ الهجمات التي تؤدي إلى مجازر بحق الفلسطينيين في القطاع أصبحت أكثر شراسة وأقل احترافية وأكثر فتكاً بالمدنيين، ما يزيد من المخاطر على حياة الأسرى ايضا. ويتسبب ذلك بتصاعد التوتر مع قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، المسؤولة الأولى عن اتخاذ القرارات العسكرية المتعلّقة بحرب الإبادة.
وحسب موقع "العربي الجديد"، الذي نقل عن صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية قولها، اليوم الجمعة، انه في ظل التوتر الحاصل، تم إرجاء اجتماع، كان مقرراً عقده هذا الأسبوع في قيادة المنطقة الجنوبية بمشاركة كبار المسؤولين، بمن فيهم قائد المنطقة الجنوبية يانيف عسور، وكبار قادة سلاح الجو، وعلى رأسهم قائده تومر بار. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني كبير، قوله إنه إذا لم يتم التعامل مع الأمر على وجه السرعة، فقد يتحوّل إلى أزمة ثقة حقيقية بين قيادة المنطقة الجنوبية وسلاح الجو.
وتعود أحد أسباب التوتر الرئيسية، وفقاً للصحيفة العبرية، إلى "الأضرار الجانبية"، وهو تعبير يستخدمه جيش الاحتلال، للإشارة إلى المدنيين الذين تقتلهم أو تصيبهم الغارات الجوية. لكن رغم إشارة الصحيفة الى هذه النقطة، يصعب تصديق ذلك، بعد أكثر من عام ونصف، قتل فيه سلاح الجو الإسرائيلي وجرح عشرات آلاف المدنيين، جزء كبير منهم من الأطفال، ما يعني أن أسباب التوتر قد تتعلق بخلافات داخلية بالأساس، بالإضافة إلى الخوف على حياة الأسرى الصهاينة. ويؤكد ذلك، أنه لا يوجد أي هدف في غزة طُلب من سلاح الجو مهاجمته ولم يفعل.
ومع ذلك، تروّج "يديعوت أحرونوت"، لوجود شعور داخل سلاح الجو بتآكل قيم القتال، وأنّ كبار المسؤولين فيه قلقون بشكل خاص بشأن ما قد يحدث إذا طُلب من الطيارين تنفيذ واحدة من الخطتين الكبيرتين اللتين أعدهما الجيش الإسرائيلي لاحتلال القطاع بأكمله، والتي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على مصير الأسرى.
يحدد سلاح الجو طبيعة الهجوم والذخائر المستخدمة في الغارات، ومع ذلك، فإنّ قائد قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، هو القائد العسكري للحرب على غزة، والمسؤول عن إصدار الأوامر نفسها. وفي الشهرين الماضيين، تزايدت حالة عدم الرضا داخل سلاح الجو تجاه قيادة المنطقة الجنوبية، وبلغ التوتر درجة أنّ قائد سلاح الجو تومر بار، يوافق شخصياً على كل هجوم ينفذه سلاح الجو في القطاع هذا الأسبوع، ويقول للطيارين: "ربما لا تثقون ببعض الأشخاص في "الجيش" الإسرائيلي، لكن ثقوا بي. سأكون هنا للتأكد من أن عملياتنا تتماشى مع قيم الجيش الإسرائيلي" حسب تعبيره.
غير أنّ الأمر لا يتعلق فقط بـ"القيم" التي يحاول جيش الاحتلال ترويج أنه يمتلكها، بل بالمهنية، إذ إنّ كل حالة فيها "ضرر جانبي" أعلى من المتوقّع، تمثل خطراً كبيراً على حياة الأسرى. ورغم ما تقدّم، لا توجد خلافات حول اختيار الأهداف، وإذا ظهرت أي خلافات، يتم حلّها قبل تنفيذ الهجوم. وقال مصدر في سلاح الجو للصحيفة إنّ "كل الأهداف ذات قيمة".
ويسود شعور في سلاح الجو وفي أجزاء من شعبة الاستخبارات العسكرية، أنّ هناك تغييراً نحو الأسوأ، وانخفاضاً في عدد "الأهداف النوعية"، منذ استئناف الحرب، فضلاً عن استلام يانيف عسور منصبه قائداً للمنطقة الجنوبية في الجيش، واعتباره قائداً مندفعاً. ويسود شعور في سلاح الجو، أنّ الهجمات أصبحت أكثر عدوانية، وأنّ الاعتبار لحياة المدنيين قد قلّ، وأنّ النتائج العملياتية لا تتحسن. وتعزز تصريحات بعض المسؤولين مثل وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، التي تقلل من قيمة استعادة الأسرى، مخاوف بشأن "طهارة" السلاح، ومن جهة أخرى، شكوكاً حول أهداف الحرب وأولوية استعادة الأسرى في غزة.