جوّا الصندوق..

الصهيونية.. والتاريخ الأسود للمشروع الاستعماري بفلسطين

السبت ٢٦ أبريل ٢٠٢٥
١٢:٥٦ بتوقيت غرينتش
أهم وثيقة فلسطينية عربية صدرت منذ عدة سنوات وهي عبارة عن وثيقة سياسية، وبيان تاريخي أصدره مجموعة من الكتاب والمثقفين مثل غسان أبو ستة، سيف دعنا، صباح جلبوط، وسام الفقعاوي، وصلاح الحموري. حيث قاموا بنشره بجريدة الأخبار اللبنانية بتاريخ 11 نيسان/أبريل 2023.  

العالم - جوّا الصندوق

منذ ما يقرب 150 سنة، وبداية سنة 1881، أسست مجموعة من اليهود الأشكناز الصهاينة بمدينة مونستي برومانيا جمعية استعمار فلسطين. كان هدفهم أن يشرفوا على التمويل وتنظيم نقل المستوطنين اليهود الأوروبيين لفلسطين وتأسيس أول مجموعة مستوطنات. هكذا بدأت الحملة الأولى للاستيطان الصهيوني بفلسطين.

بعد أن تفككت وفشلت تجربة مستوطنتي بتاح تكفا وجديرا التي تأسست على أراضي قرية المليبس الفلسطينية سنة 1878،حيث أن فشل التجربة الأولى كان بسبب مزيج من المقاومة العربية الفلسطينية البطولية وبسبب ظروف بيئية. هذا يشبه فشل وهزيمة التجربة الصليبية الأوروبية بالشرق العربي والتي تؤكد استحالة إقامة كيان استيطاني أوروبي ببيئة غير أوروبية.

أول مستوطنة تم تأسيسها بالحملة الجديدة كانت ريشون لتسيون، "الأولى في صهيون"، التي أسسها مستوطنون يهود من روسيا ورومانيا بتمويل من الصهيوني تسفي هيرش ليفونتين، شقيق رئيس جمعية الاستيطان. كانت هذه المستوطنة تبعد حوالي 12 كم جنوب شرق يافا وتأسست تحديداً يوم 31 تموز/يوليو 1882.

شاهد أيضا.. نصف مليون نازح جديد في غزة خلال شهر الاخير

بعد عدة شهور، وتحديداً يوم 16 كانون الأول/ديسمبر 1882، بعدما تأسست عدة مستوطنات أخرى، قام الصهيوني الفرنسي إدموند دي روتشيلد بتمويل تأسيس مستوطنة زخرون يعقوب. وبعدها توالت الموجات الاستيطانية بالحملة الأولى من 1882 لحد سنة 1904، عندما بدأت حملة استيطانية تانية استمرت حتى سنة 1914.

نموذج استعماري استيطاني وحملات إبادة للشعوب الأصلية

هذا أسّس لنموذج استعماري استيطاني إبادي لم يحدث مثله في التاريخ الحديث بسجلات الاستعمار الاستيطاني التي عرفته البشرية، والتي ضمت حملات إبادة للشعوب الأصلية خصوصاً بأمريكا الشمالية وبأستراليا. حتى إذا أردنا أن نقارنها بغيرها من نماذج حملات الاستعمار الأوروبية مثل هايتي وجنوب أفريقيا والجزائر، الصهيونية الاستعمارية كانت ولا تزال مثالاً ليس له مثيل.

هذا النموذج يمثل مستوى عالياً جداً من التخطيط المسبق والواضح للاستيطان وسلب الأراضي والإبادة المنهجية والتطهير العرقي. بخلاف الاستعمار الاستيطاني الصهيوني بفلسطين، مشاريع الاستيطان الثانية، خصوصاً التي كان فيها إبادة للشعوب الأصلية مثل أمريكا الشمالية وأستراليا، لم يكن فيه أي مشروع استعماري لديه أرشيف كامل من الخطط والكتابات الدقيقة والواضحة عن ضرورة إبادة السكان الأصليين.

رغم أن النتيجة التي حققها الاستعمار الاستيطاني بفلسطين لم تكن مجرد فكرة أو أيديولوجيا أو خطة وخريطة على الورق، بل كانت نتيجة مباشرة على الأرض، تحديداً عند نقطة التماس بين السلطة والأرض والشعب. هذا الشيء تحديداً يبين كيف أن الصهيونية تختلف عن الاستعمار الاستيطاني الآخر مثل أستراليا وأمريكا.

طريقة ممنهجة لإبادة الشعب الفلسطيني!

الصهيونية كانت مركّزة بشكل قوي جداً وبطريقة ممنهجة على إبادة الشعب الفلسطيني بطريقة لم تمر فيها أي تجربة استعمارية أخرى. الصهيونية، مثلما يقول أهم الخبراء والباحثين بعلم الاستعمار المقارن، تتميز عن باقي التجارب الاستيطانية الإبادية بتشكيل ممارسة حصرية لمنطق الإبادة الاستيطاني أكثر مما عرفه العالم في المثالين الأسترالي والأمريكي، الذين كانوا عنيفين وإباديين بطبيعة الحال ولكن ليس بالقدر الذي وصلت إليه الصهيونية.

لا يوجد أي تجربة استعمارية استيطانية ثانية مثل الصهيونية التي كان لديها سلسلة طويلة من البناء الخطابي والأيديولوجي والنفسية الاجتماعية التي بتخصها لوحدها. وكمان تتميز بإصرارها العنيد من البداية على الإبادة الشاملة والمطلقة للشعب الفلسطيني.

لكن هذا المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني بفلسطين والجرائم التي تعرض لها الشعب الفلسطيني من إبادة وتطهير عرقي منذ بداية الحملة الاستيطانية حتى اليوم، بسبب الدور الأساسي للمنظمات الصهيونية بأوروبا وأمريكا الشمالية ولاحقاً بفلسطين. حيث أن ما تحقق في فلسطين للصهاينة لم يتحقق بسبب القدرات الذاتية للصهاينة، بل إنه لم يكن ممكناً أن يتحقق لولا الدعم الكامل للمشروع الصهيوني من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بالدرجة الأولى.

شاهد أيضا.. عشرات الشهداء والجرحى في قصف إسرائيلي على غزة

الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت القوة الكبرى الجديدة والتي أصبح لها دور أساسي كان عندها التأثير الأكبر على بريطانيا في يوم 2 تشرين الثاني/نوفمبر 1917، الحكومة البريطانية أصدرت وعد بلفور المشؤوم، ولكن هذا الشيء حدث بعد ما تبنت الولايات المتحدة الأمريكية المشروع الصهيوني بالكامل.

حيث أن تبني الأمريكي خصوصاً والغربي بشكل عام للمشروع الصهيوني بقلب الوطن العربي بعد الحرب العالمية الأولى، ومع دخول العالم بدورة هيمنة كونية جديدة، كان حاسماً بمسار الصراع العربي الصهيوني وبالمصير الرهيب الذي واجهه الشعب الفلسطيني.

وقد أصبح المشروع الصهيوني يعتمد على الدعم الكبير من النظام العالمي الجديد يلي تشكل بعد الحرب العالمية الأولى وأيضاً بعد الحرب العالمية الثانية. وهالشيء بيفسر الأحداث الكبيرة والمحورية يلي مرت فيها القضية الفلسطينية مثل محاربة الثورة الفلسطينية الكبرى بين 1936 و1939، ومن بعدها قرار تقسيم فلسطين الذي تم إقراره في الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1947 عن طريق الترهيب الأمريكي والابتزاز الأمريكي والرشوة الأمريكية لعدد كبير من الدول لتقدر واشنطن تحصل على ثلثي الأصوات اللازمة لإصدار القرار.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...

0% ...

آخرالاخبار

قتلى وجرحى باشتباكات مسلحة غرب طرابلس في ليبيا


قبائل جبل راس والعدين ومقبنة في الحديدة تُعلن النفير العام


العراق:جدل سياسي بعد إدراج حزب الله وأنصار الله على قائمة الإرهاب


تفكيك خلية ارهابية غرب العاصمة طهران


البحرية الأمريكية تؤكد انضمام مدمرة إلى قواتها في منطقة البحر الكاريبي


بقائي: العقوبات القسرية أحادية الجانب جرائم ضد الانسانية


بالفيديو ... موكب سيارات يرفع أعلام حزب الله يجوب شوارع في بغداد​


إيرواني: الإجراءات القسرية أحادية الجانب انتهاكٌ لحقوق الإنسان والحق في التنمية


الرئيس بزشكيان يغادر محافظة كهكيلويه وبوير أحمد عائدا إلى طهران


سوريا...توغل إسرائيلي جديد في ريف القنيطرة