العالم – ملفات العالم
وعلى الرغم من تهديداته المصاحبة لجولات المفاوضات الأولى التي انطلقت في مسقط ثم روما ثم عادت من جديد إلى مسقط، فإن هذه التهديدات بدا أنها بدون تأثير على المفاوض الإيراني الساعي إلى اتفاق نووي جديد لا يتناقض مع ثوابته المعروفة.. كما أكد القادة الإيرانيون وفي مقدمة ذلك حق الجمهورية الإسلامية في امتلاك برنامج نووي لأهداف مدنية سلمية.
بين مساعي ترامب وتهديداته وتشبث طهران بحقوقها برز الكيان الصهيوني وكأنه المعترض الرئيسي على هذه المفاوضات، والمتضرر الأساسي منها، لكن بعض الأطراف الثالثة لا تخفي همزها ولمزها من أن إيران قد تتخلى عن دعمها للقضية الفلسطينية في سبيل رفع الحصار أو تخفيفه.
وتناقش هذه الحلقة من برنامج "ملفات العالم" هذا الموضوع مع ضيوفها أ.بولبابة العيدودي الباحث والمهتم بالشؤون العربية والدولية، أ.صالح عطية الصحفي والباحث و رئيس تحرير موقع الرأي الجديد.
وأشار بولبابة العيدودي أن: المفاوضات انطلقت بعسر سنة 2003 من الجانب الغربي ككل على طهران، وعلى امتداد عقدين ونيف كانت إيران تتراوح بين القبول والرفض والدبلوماسية المحنكة، والآن نعتبر أن إيران تجاوزت مختلف الصعاب التي مورست عليها ومختلف المخاطر والتراكمات.
وأوضح أن إيران: الآن هي في مرحلة من الوعي السياسي والدبلوماسي الذي يؤهلها أن تنجح مرة أخرى وبفرض بعض الخيارات من قبلها، إذاً إيران ملقحة من مخاطر المفاوضات، الآن ياتي ترامب و يضع خارطة طريق أخرى للمفاوضات، أنه مستعد لمقابلة المرشد الأعلى.
وقال إن: هذا الملف كان مكلفا سياسيا واقتصاديا على الشعب وعلى الدولة وعلى الاقتصاد الإيراني، فمن العبث الآن أن تتنازل إيران عن هذا المشروع، الآن تجاوزت كل الصعاب، لا يمكن للإيرانيين أن يتنازلوا عن هذا الحق الذي اعتبروه مشروعا، هناك مفاوضات جديدة بأساليب جديدة برعاية سلطنة عمان ويمكن أن نعتبر أن المفاوضات الأخيرة إيجابية إلى حد ما.
من جانبه قال صالح عطية: باعتقادي أننا أمام ما يمكن أن نسميه بالعقدة الأميركية في مقابل العقل السياسي الإيراني الجبار في المفاوضات، وهذا يقر به العديد من المراقبين، هنالك عقل سياسي إيراني لدية قدرة عجيبة على التفاوض.
وأوضح: لو نتابع المسار الإيراني منذ عام 79 تاريخ أول مفاوضات بين أميركا وإيران حول قضية الرهائن الأميركان نلحظ جيدا أن من يدعو للمفاوضات هي إيران بالتحديد قبل أن تدعو الولايات المتحدة الأميركية، لأن اللاعب الإيراني قادر على إدارة المفاوضات بكيفية عجيبة.
وأشار إلى أن: ترامب استوعب الدرس الإيراني بشكل جيد وعرف أنه إيران لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تفاوض إيران -بتقديره- وهي مرتاحة البال، يريد أن يخلق نوعاً من الضغوط على إيران.. ضغوط نفسية وأحيانا دبلوماسية وسياسية بالعنوان العسكري، لأنه في نهاية الأمر لو ترامب كان راغبا في الضربة العسكرية لضربها منذ فترة طويلة، لكن هو يدرك جيدا أنه أمام ملف صعب ومعقد.
وفي جانب آخر من كلامه نوه إلى أن: الجانب الاقليمي والدولي محدد في هذه العملية، ودائما إيران كانت تستفيد من هذا المعطى الدولي والإقليمي في العملية، اليوم في المعطى الإقليمي على سبيل المثال إيران تبدو قوية رغم ما يظهر في السطح على أنها ضعيفة للضربة التي تلقاها حزب الله، والمقاومة في غزة تراوح مكانها، وضربات للجماعة الحوثيين في اليمن إلى آخره.. هذا كله يعطي الانتباه كأن إيران ضعيفة.. بالعكس تماما.. يعني أن قوة إيران هي في وجود هذه المقاومة.
وأضاف أنه وعلى الصعيد الدولي هنالك مشاكل أميركية كبيرة جدا بين ترامب وبين عديد من الدول في مقدمتها الصين على خلفية الرسوم الجمركية الأميركية الأخيرة، كما بدأت تطرح كثير من القضايا على الولايات المتحدة الأميركية، وأضاف: لا ننسى أيضا أن في الداخل الأميركي هنالك قضايا حارقة.. أكثر من 25 ولاية منتفضة الآن في أميركا ضد سياسات ترامب ويتهمونه بالمستبد الجديد والرجل الديكتاتور وبخنق الحريات.. يمكن لإيران أن تلعب على مثل هذة التناقضات الدولية.. ايران ذكية في هذا المجال تدرك جيدا أن على ترامب أن يخرج بنتائج.
للمزيد من التفاصيل إليكم الفيديو المرفق..