العالم - مراسلون
لا يمر أسبوع دون أن تسيل فيه قرارات وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو حبراً كثيراً وسيلاً من الانتقادات، التشديق على المهاجرين وخطابات تُقرأ بالعنصرية، تجاه الاجانب، وإلغاء تصاريح جمعيات داعمة لفلسطين، وصار "ريتايو" المقرب من اليمين المتطرف محل انتقادات من قوى اليسار في البرلمان، وفي مجلس الشيوخ.
أعضاء من المؤسستين نظموا لقاءً صحفيًا لتقديم عريضة استنكار ضد حل مؤسسات داعمة لفلسطين وضد الدبلوماسية الفرنسية الصامتة تجاه مجازر الكيان في قطاع غزة وسياسة التهجير القسري.
وفي تصريح لمراسل "العالم"، قالت السيناتورة في مجلس الشيوخ الفرنسي، ماريان مارغاتيه "نطالب عبر هذه العريضة في مجلس الشيوخ، بمسألة الوزراء وعلى رأسهم وزير الداخلية، وندفع لوقف إطلاق النار فورًا ووضع حد للهذيان الأمريكي الساعي الى تدمير غزة بالكامل وتحويلها إلى خراب وتهجير سكانها، يجب أن تعود غزة مكانًا يعيش فيه أهلها يربون أبناءهم ويعيدون بناء مجتمعهم، ونفس الشيء ينطبق على الضفة الغربية".
العريضة تسعى أيضًا لجمع أصوات بهدف التسريع في قرار الاعتراف بدولة فلسطين، بعد أن أبدى اليمين المتطرف معارضته لها، فيما تدافع المعارضة بشراسة على هذا القرار التاريخي الموصوف بأنه مطلب للشعب الفرنسي.
إقرأ المزيد.. ابن نتنياهو يُهاجم رئيس فرنسا بألفاظ نابية: 'تبا لك.. اذهب إلى الجحيم'
بدوره قال النائب في البرلمان الفرنسي، فرونسوا روفين: "هناك عدد من الدول الأوروبية مثل إسبانيا والنرويج وأيرلندا وبلجيكا تسير في خانة الاعتراف بدولة فلسطين، نحن نواب اليسار كنا نرغب في أن تكون فرنسا في طليعة هذه الدول، ولذلك وقعنا العريضة، ففرنسا بصفتها عضوًا في مجلس الأمن وتمتلك صوتًا دوليًا مؤثرًا، يجب أن تستجيب لمطلب المعارضة بالاعتراف بدولة فلسطين، وعلى رئيس الجمهورية الاستجابة من دون شروط".
الأرقام المفزعة التي تأتي من قطاع غزة، فضلاً عن نية التهجير القسري للشعب الفلسطيني في القطاع، تزيد من انتقادات المعارضة للطبقة الحاكمة في فرنسا وتدعوها للاستجابة لمطالب الشعب.
تغيرت أغلب مواقف الدول الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية نسجًا على منوالي إسبانيا والنرويج. تبدو فرنسا مستعدة للتنازل أكثر مع المقاومة.