العالم - ایران
وقال الرئيس بزشكيان في كلمة القاها بمنتدى حوار طهران الذي انطلق اليوم الاحد بمشاركة 200 وفد من 53 دولة ويستمر 4 ايام "ان جميع البشر لهم الحق في العيش في هذا العالم، وإذا قبلنا بهذا الحق، فيجب أن نحترم بعضنا البعض. إذا كان الاحترام لحقوق بعضنا هو الأساس، فلن تحدث أي خلافات أو حروب".
وأضاف: "ما يفعله إسرائيل اليوم هو طرد أناس من منازلهم وقتلهم ثم يتحدثون عن الإنسانية! كل البشر والمخلوقات لها حقوق ويجب أن نحافظ عليها؛ لكل كائن حي مكانته ولا يجب تجاهلها، وإلا فستعود عواقب ذلك إلينا".
وأشار الرئيس إلى أنه "يأمل أن نرسخ الأخوة والصداقة والمحبة بين بعضنا البعض؛ نحن نتعامل مع الجيران والدول بهذه الرؤية".
وردا على سؤال حول ما يقال عن انهيار الأخلاق في العالم، وهل يمكن أن تكون السياسة الدولية أخلاقية أم يجب أن تكون مبنية على أساس المصالح القصوى؟ قال بزشكيان: "الكرة الأرضية ستصل في النهاية إلى مرحلة يحترم فيها الجميع حقوق بعضهم البعض، لكن قد يستغرق ذلك وقتًا طويلاً، لكننا بحاجة إلى الحوار معًا. هذا العالم ليس لقوم واحد، بل هو لنا جميعًا، ويجب أن يأتي وقت يُنفذ فيه العدل بين جميع البشر. كل الأديان تنتظر المنجي ليقيم العدل؛ جميع البشر يتوقعون ذلك أيضًا. اليوم نشهد إبادة جماعية وظلما لن يدوما؛ الفطرة الإنسانية تنفر من الظلم والتعدي والجور ولا تقبله".
وردًا على سؤال آخر حول ما إذا كانت رسالته للسلام بعد انتخابه رئيسا قد وصلت، أجاب: "لا، الغرب لم يستقبل هذه الرسالة؛ قلنا إننا لا نريد خصومة مع أحد؛ لكل إنسان كرامة. يتحدثون عن الإنسانية بينما يقتلون الناس! السيد ظريف صاغ رسالتنا وكتبها وقلنا إننا نمد يد الصداقة والوفاق للجميع. العدو يريد أن يوقع بيننا العداوة".
وأكد الرئيس بزشكيان أن "ترامب يقول في المنطقة إن إيران مصدر عدم الاستقرار ... هل نحن مصدر الخطر؟! ... هل نحن من يقتل الناس ويرمي القنابل؟! ... هو يتحدث عن السلام بينما يفعل هذه الأفعال. في يوم التنصيب، هل نحن من اغتال إسماعيل هنية؟ أنتم دافعتم عن هذا الاغتيال! الإرهابيون يقولون للآخرين إنكم إرهابيون؛ هذه هي انعدام الأخلاق وموتها في سياستهم القبيحة هذه. نحن في المنطقة نعيش بأخوة مع جيراننا، بينما هم يسعون لخلق العداوة. أمريكا تزود كل دولة بالسلاح لنهب موارد بعضهم البعض في المنطقة. لماذا لا يعيش الجميع في سلام؟"
وردًا على سؤال عن سبب حديث ترامب عن المنطقة أثناء جولته، قال: "دول المنطقة لا تقبل أن تنهب أمريكا مواردها، وأمريكا تقول إنه يجب أن أقرر ما يحدث وما لا يحدث. كل من يعترض على أمريكا، تشن عليه الحرب. لو توقف نقل الطاقة من الخليج الفارسي اليوم، سيشلون، لكنهم يثيرون الحروب بين دول المنطقة".
وتابع: "شعوب المنطقة لها الحق في الرخاء، أمريكا لا تسمح بالنمو؛ أمريكا تعتبر أحدهم تهديدا وتمنح الآخر سلاحًا ليتقاتل الجميع. الخطوة الأولى هي أن نتحد جميعًا، وأن تعمل دول المنطقة معًا لتحقيق التنمية لشعوبنا؛ لا يمكن أن تكون الثروة في هذه المنطقة دون تنمية".
بزشكيان
وأضاف الرئيس بزشكيان: "نحن لا نريد الحرب مع أحد ونقول إن كل شخص يجب أن يحصل على حقه؛ لا يجب أن يُترك بعض البشر في الحرب وسفك الدماء والضعف بينما ينمو آخرون".
وردا على سؤال حول جرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ومصير هذه الأحداث، قال: "قلنا لرؤساء الدول المختلفة إنه يجب أن نكون صوتًا واحدًا ونناصر حقوق شعوب المنطقة وفلسطين. كما يجب على المنطقة بأكملها ألا تسمح بالاعتداء على فلسطين؛ إذا أصبحنا 'يدا واحدة'، لن تحدث هذه الجرائم بسهولة".
وأضاف: "نحن الدول الإسلامية مقصرون؛ لو وضعنا خلافاتنا جانبا تماما واحترمنا حقوق بعضنا، لما استطاعوا فعل هذه الأشياء".
وفي معرض اجابته على سؤال حول المفاوضات غير المباشرة مع أمريكا عبر وساطة عمان والرسائل المتناقضة من أمريكا بعد كل جولة مفاوضات، قال: "يجب أن يقبلوا حقوقنا؛ وحقوق كل دولة وفق المعاهدات الدولية. بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، لنا الحق في البحث النووي السلمي؛ نحتاج هذا العلم للصحة والزراعة والصناعة وغيرها. من قال إن لهم الحق في حرمان الدول الأخرى من النمو والعلم؟ يقولون إنهم يريدون أن لا تمتلك إيران أسلحة نووية؛ قائد الثورة الإسلامية قال إننا من الناحية الإسلامية لا يمكننا امتلاك أسلحة نووية؛ وانتهى الأمر. كثيرون في البلد أرادوا امتلاكها لكن رأي القيادة ليس كذلك. لن نصنع قنبلة نووية؛ يقولون للمنطقة إننا نسعى نحو السلاح بينما هذا غير صحيح".
بزشكيان
وأكد بزشكيان: "ترامب قال يجب أن نضمن عدم امتلاك إيران لأسلحة نووية، ويمكنهم التحقق بالطريقة التي يريدونها. كإنسان، أنا لا أقبل أي فرض وإكراه؛ ليصعدوا ويلهبطوا، فأنا لا أقبل الفرض والإكراه. لن نتخلى بأي حال عن النشاط النووي السلمي، ومهما فعلوا، لن نتراجع. انهم يريدون فرض عقوبات علينا، نحن تحت العقوبات منذ زمن، ومهما فعلوا فنحن نحافظ على علاقاتنا. نحن لا نخاف من الاستشهاد؛ لا يخيفوننا. يقولون إنهم يبحثون عن السلام، فلماذا يلوحون بالسلاح أمام الآخرين؟ نحن نريد إقامة الأخوة داخل البلاد وفي العالم، لكننا لن نتنازل عن حقوقنا".
وردا على سؤال آخر حول رؤية الحكومة للسياسة الخارجية، قال: "أمريكا وإسرائيل يعتقدان أننا أصبحنا ضعفاء وأن هناك انقسامًا بيننا ويمكنهم تنفيذ سياستهم. هذا خطأ، نحن لم نضعف. سعينا لتحقيق التآخي من مختلف الجوانب وقد تحقق. نريد إيران موحدة؛ لا يجب تجاهل حقوق الأعراق والأجناس".
وقال الرئيس: "إذا توحدنا داخليًا ووثقنا العلاقات مع الجيران، لا يمكن لأحد أن يعيقنا. ان العدو يطمع، ونحن نقول إنهم يخدعون أنفسهم. فنحن لا نريد الاعتداء على أي بلد ونؤمن بأنه يجب احترام حتى البيئة، فكيف يمكن أن نسعى للتدمير والقتل؟ أمريكا تقول إن لديها أسلحة لا يمكن تصورها، وتعتقد أنها تستطيع تحقيق شيء. أمريكا أشعلت حربًا لا نهاية لها وتريد جعل المنطقة غير آمنة لنهب الموارد".
وفي ختام كلمته للحضور، قال بزشكيان: "نحن نمد يد الصداقة للجميع ومستعدون للتعاون في جميع المجالات. لنتكاتف لبناء منطقة يسودها السلام؛ نحن لا نحتاج إلى 'سادة'، فليعودوا إلى منطقتهم".