وأدى مهمات استخبارية حتى انكشاف أمره وإعدامه في الستينيات، تصدر اسمه محركات البحث على الإنترنت خلال الساعات الماضية.
وطفت إلى السطح وصية أخذها كيان الاحتلال من ضمن مئات المستندات كتبها الجاسوس الشهير قبل ساعات من إعدامه في 18 مايوم 1965 في ساحة المرجة بدمشق.

فماذا تضمنت تلك الوصية؟
كتب كوهين في رسالته هذه التي وجهها إلى زوجته نادية وعائلته: "أكتب إليكم كلماتي الأخيرة، وأطلب منكم الحفاظ على اتصال دائم فيما بينكم"، وفق ما ذكرت سابقا وسائل إعلام إسرائيلية.
كما طلب منها الحفاظ على أولادهما (صوفي، وإيريس، وشاؤل) ورعايتهم والحرص على تعليمهم. حتى إنه قال لها "يمكنك الزواج من شخص آخر، حتى لا يكبر الأطفال دون أب. لك كامل الحرية في ذلك".
كذلك ناشدها عدم تضييع وقتها في البكاء على الماضي، بل التطلع إلى المستقبل. وختم وصيته أو رسالته كاتباً: لكم جميعًا، قبلاتي الأخيرة".
وكان كوهين نسج خلال مهمته السرية التي استمرت 4 سنوات، علاقات وثيقة مع شخصيات سياسية وعسكرية رفيعة المستوى في سوريا، قبل أن تكتشف أجهزة الأمن أمره، ويعدم علنا في ساحة المرجة.

إقرأ أيضا.. الاحتلال يسترجع الأرشيف السوري للجاسوس إيلي كوهين
"تحديد مكان دفنه"
فيما زعم نتنياهو أمس أن الحصول على هذه المتعلقات هو تتويج لـ"عقود من الجهد الاستخباراتي والعملي والتقني من قبل الموساد للعثور على أي معلومة تتعلق بكوهين بهدف كشف مصيره ومكان دفنه". وأوضح أن محاولات عديدة جرت على مر السنين بينها تلك التي نفذت "داخل دول معادية لمعرفة ما حصل له"، وفق ما نقلت فرانس برس.
في حين أكد رئيس الموساد ديفيد برنيع أن نقل الأرشيف إلى "إسرائيل" يعد إنجازا كبيرا يحمل "أسمى القيم الأخلاقية"، وخطوة إضافية نحو تحديد مكان دفنه في دمشق حسب تعبيره.
وتشمل المواد المسترجعة وصية أصلية كتبها كوهين بخط يده قبل ساعات من إعدامه، وتسجيلات صوتية وملفات من استجوابه واستجواب من كانوا على اتصال به، ورسائل كتبها لعائلته في إسرائيل وصور من مهمته في سوريا.
كما تتضمن مقتنيات شخصية نُقلت من منزله بعد اعتقاله، منها جوازات سفر مزورة وصور له مع مسؤولين عسكريين وحكوميين سوريين رفيعي المستوى، إضافة إلى دفاتر لتدوين الملاحظات ويوميات تسرد مهام الموساد.
كذلك، تم العثور على ملف يحمل اسم "نادية كوهين" يتضمن تفاصيل مراقبة أجهزة الأمن السورية للحملة التي قادتها زوجته للمطالبة بالإفراج عنه.
وقد شارك نتنياهو وبرنيع هذا الأرشيف مع نادية في اجتماع خاص عُقد أمس، بحسب ما أفاد بيان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وهذه ثاني عملية سرية مرتبطة بسوريا يعلن الكيان الإسرائيلي تنفيذها منذ الإطاحة بحكم الرئيس السابق بشار الأسد في الثامن من ديسمبر 2024.
إذ كان الكيان زعم في 11 مايو أنها استعادت عبر "عملية خاصة" في "العمق السوري"، رفات جندي قتل خلال معركة في شرق لبنان خلال اجتياح 1982.
في حين أفاد مسؤول فلسطيني في سوريا بديسمبر الماضي، بعد أيام من سقوط حكم الأسد، بأن الجهات الإسرائيلية تحاول عبر وسطاء معرفة مكان رفات كوهين وجندي إسرائيلي مفقود.
يذكر أنه في صيف 2018، أعلن الاحتلال الإسرائيلي أنه استعاد ساعة يد كوهين التي كانت جزءاً من "هويته العربية الزائفة"، وذلك بفضل "عملية خاصّة نفّذها الموساد في دولة عدوّة"، وفق تعبيرها.
بينما سرت حينها معلومات بشأن مفاوضات يجريها الكيان مع روسيا من أجل استعادة أغراض شخصية أخرى لكوهين، وحتّى رفاته.

وفي أواخر عام 2024، باشرت "إسرائيل" اتصالات مع جهات خارجية ومع سوريين في محاولة للوصول إلى مكان دفن كوهين.
ووفقا للتقارير الصحفية، كثّفت الإدارة السورية الجديدة بقيادة الجولاني على مدار الشهرين الماضيين، نشاطها الدبلوماسي لتوسيع قنوات التواصل مع "إسرائيل". وفي هذا السياق ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن رئيس مديرية العمليات في جيش الاحتلال اللواء عوديد باسيوك، ومسؤولين في مجلس الأمن القومي الصهيوني التقوا الأسبوع الماضي مع مسؤولين كبار من الحكومة السورية.
وقالت الصحيفة إن اللقاء شكل جزءاً من مشاورات أوسع بين "إسرائيل" وتركيا حول الملف السوري، حيث اجتمع الوفد "الإسرائيلي" ومن بينهم رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، قبل اللقاء مع المسؤولين السوريين، مع مسؤولين أتراك بمستوى رفيع.
وأشارت الصحيفة إلى أن "إسرائيل تنظر بإيجابية إلى رفع ترامب للعقوبات عن سوريا، وإن كانت تحافظ على مستوى عال من الحذر، ولا تستبعد إمكانية التأثير على تشكيل الحدود الشمالية والعلاقات المستقبلية بين الجانبين».