العالم - مراسلون
مجازر مروعة وانتهاكات جسيمة، ولا يدخر جيش الاحتلال وسيلة لارتكاب الفظائع بحق الفلسطينيين، الأحياء منهم والأموات، اذ يتعمد ترك جثامين الشهداء في الشوارع والطرقات بلا دفن وبلا وداع، لتكون طعاماً للحيوانات الضالة والطيور، في انحطاط واضح لمعايير الكرامة الإنسانية التي يدعيها.
شهود العيان يروون قصصاً مروعة حدثت في المناطق التي طالتها آلة الحرب، حيث يمنع الأهالي من الاقتراب لانتشال جثث الشهداء، ويطلق الرصاص على من يجرؤ على محاولة دفنهم. إذ باتت أجساد الشهداء وجبة دسمة للكلاب الضالة والقطط وحتى الغربان، في مشهد تتضح فيه أدنى معايير الكرامة الإنسانية.
وأوضح شاهد عيان ان عدد من الشهداء کانوا قد خرجوا من بيوتهم بحثاً عن الغذاء لأطفالهم، فقد نفذ الطحين والغذاء في البيوت، لکن جيش الاحتلال استهدفهم وارداهم، ثم لم يسمح لأحد الاقتراب الی جثامينهم.
وطلب شاهد العيان من کاميرا قناة العالم الاقتراب من أحد الجثامين، لتوثق اطراف جثة أکلتها الکلاب الضالة. وقال لمراسل العالم: صور، خلي العرب تشوف، خلي العالم تشوف شوفوا کيف.. جثث ماکلاهم کلاب".
وفي ظل المجاعة المنتشرة ونقص الطعام، إذ لا يجد البشر ما يأكلوه، وكذا الحيوانات في غزة، يخاطر المسعفون بأنفسهم في مناطق الاجتياح من أجل الوصول لجثامين الشهداء وانتشالهم حفاظاً على كرامتهم الإنسانية ومشاعر ذويهم.
وقال وسام الصفدي وهو ضابط اسعاف:"صحيح أن الاحتلال يتعمد ترك جثامين الشهداء ملقاة على الأرض، يومين وثلاثة، حتى تنتهشا الكلاب والقطط الضالة. نحن نأتي إلى هذه الأماكن الخطرة رغم المخاطر، ونحمل الجثامين إلى المستشفى، لکننا تعرضنا لقصف وإطلاق نار مباشر من الطائرات المسيرة. شاهدنا العديد من القطط والكلاب الضالة تنتهش الجثث بسبب المجاعة والوضع الكارثي للإنسان".
هذه المشاهد ليست مجرد انتهاك واضح لحقوق الإنسان، بل هي وصمة عار، فالقوانين الإنسانية تنص بوضوح على احترام الموتى وتوفير الدفن الكريم لهم. شهادات مروعة يتحدث بها المسعفون والشهود العيان، حول ترك جنود الاحتلال الإسرائيلي جثامين الشهداء عرضة للنهش من الكلاب الضالة والحيوانات، في تجرد واضح لكل المعاني الإنسانية التي يزعمونها.
إقرأ ايضاً.. مأساة قلبية لـ"أم طبيبة" أبكت قصتها من سمعها!