صناعة تسعى سواعد حرفيوها أن تحفظ وتصون جزءا لا يستهان به من تاريخ وتراث الأجداد، وما خلفوه لهم من مهنة لن تطوي صفحات تاريخها عقود من الحداثة.
ويباشر إصلاح السفينة التي يمتد عمرها مع امتداد عمله في الملاحة البحرية، القبطان عباس الحياوي ترجم عشقه بتراث وإحياء مهنة أجداده عن طريق الحفاظ على سفينته الخشبية رغم أمواج الحداثة التي تواجهها هذه المهنة الشاقة والعريقة.
ويقول القبطان عباس: من عمر 10 سنوات ابتدأنا بهذه المهنة ، ليس فقط أنا ، بل أبي وأجدادي قضوا عمرهم بهذه المهنة. من صغري اشتغلت مع أبي بهذه السفن البحرية الخشبية. كان عندنا مشروع صغير ثم وسعناه وصار مشروع شراعي ويطلع به البحر، وحوالي 45 سنة نزاول المهنة وتشتغل كل العائلة عليها.
كما يقول القبطان خلف معرفاوي: محافظة خوزستان ينقسم اقتصادها على قسمين: قسم الزراعة وقسم المهن البحرية التي هي صناعة اللنجات، والصيد والتجارة.
إقرأ أيضا.. نهر كارون.. رمز الطبيعة وشريان الحياة
هذه الورشة التي تصنع فيها مختلف السفن الخشبية بقيت صامدة أمام هاجس العزوف عن مهنة الأجداد نتيجة التحديات التي تواجهها في البدائل الصناعية والتقلبات الاقتصادية.
ويضيف القبطان خلف: رغم التطور والحداثة ، مزاولو اللنج وأهالي الجنوب بمختلف المناطق يتحتفظون بتراث آبائهم وأجدادهم. واللنج جزء أساسي ولا يتجزأ من تراثنا.
ولدت مهنة الملاحة البحرية وصناعة السفن الخشبية قبل اكتشاف النفط والغاز وما زالت تنتقل بين الأجيال.