وشدد عارف في كلمته الافتتاحية بالمؤتمر اليوم الجمعة، على إدانته لجريمة الكيان الصهيوني بحق أهل غزة، قائلاً: "المؤسسات الحقوقية والدولية قد صمتت رغم واجباتها تجاه هذه القضية".
وأضاف النائب الأول للرئيس الايراني: على المؤسسات الدولية والنخب والدول في العالم أن تدين هذا السلوك غير الإنساني والوحشي، وأن تجد سبيلاً لوقف إطلاق نار عادل ومعقول، وهو حق للشعب الفلسطيني المظلوم.
وتابع عارف حديثه بالقول: تغير المناخ، فقدان التنوع البيولوجي، والتلوث البيئي هي التحديات الثلاثة الرئيسية التي تواجه العالم، ويمكن أن تؤثر بطرق مختلفة على العمليات البيئية وتضر بصحة الإنسان والبيئة.
تعتبر الأنهار الجليدية مصادر مخفية للمياه العذبة وكنزًا قيمًا لسكان الأرض، حيث أن حمايتها ستؤمن الأمن المائي. ومع تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، فإن هذه الاحتياطيات الاستراتيجية من المياه العذبة مهددة، مما يتطلب اتخاذ إجراءات دبلوماسية وبيئية واجتماعية شاملة لحمايتها، حيث أن ذوبان الأنهار الجليدية يثير مخاوف كبيرة بشأن الفيضانات وتآكل التربة وتدمير البنية التحتية الاقتصادية في العالم".
وأشار عارف إلى أهمية تنسيق الجهود العالمية لوضع استراتيجيات فعالة لحماية الأنهار الجليدية كهدف رئيسي لهذا المؤتمر، كما أشاد بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعلان سنة دولية لحماية الأنهار الجليدية (بناءً على اقتراح طاجيكستان)، وإعلان الفترة 2025-2034 عقدًا للعمل لدعم علوم "الكريوسفير" (الغلاف الجليدي).
وأضاف: "إيران، بسبب مناخها الجاف وشبه الجاف، كانت دائمًا تعتمد بشكل كبير على الموارد المائية الناتجة عن ذوبان الثلوج والأنهار الجليدية. كواحدة من أقدم الحضارات في العالم، طورت إيران على مدى آلاف السنين نظامًا تقليديًا فريدًا لإدارة المياه، خاصة في ظل ندرتها. إنشاء القنوات (شبكات نقل المياه الجوفية دون تبخر)، وأنظمة الري المتقدمة، ومرافق تخزين المياه، هي من بين الحلول الذكية التي قامت عليها الحضارة الإيرانية".
وتابع: "اليوم، قامت إيران بدمج المعرفة المحلية مع التقنيات المتقدمة لإنشاء جسر بين النظام التقليدي والتكنولوجيا الحديثة في إدارة المياه. إلى جانب الحفاظ على الهياكل التاريخية كتراث ثقافي وبنية تحتية قابلة للاستخدام، قمنا بتنفيذ مشاريع تنموية واسعة تشمل بناء السدود، وأنظمة الري الحديثة والضغط، جنبًا إلى جنب مع تقنيات الري المتطورة، وإعادة تدوير المياه، وتحلية المياه".
واختتم عارف كلمته بالقول: "العالم بحاجة إلى حلول مبتكرة وعادلة لمنع التوترات الاجتماعية والهجرة القسرية وعدم استقرار سبل عيش المجتمعات المحلية، وتحويل التحديات إلى فرص، وضمان الأمن المائي للجميع. من خلال تعزيز التعاون الدولي، يمكننا تحويل هذه التحديات إلى فرص وبناء مستقبل تدعم فيه الإدارة المستدامة للمياه مجتمعًا مزدهرًا، وأنظمة غذائية مستدامة، ونظامًا بيئيًا صحيًا في جميع أنحاء العالم".
وأعرب عن أمله في أن "يسهم هذا المؤتمر في تعزيز التعاون متعدد الأطراف وتبادل الخبرات والمعرفة بين الدول، وتعزيز الإجراءات العملية العاجلة مثل تنفيذ برامج فعالة للصمود في مواجهة الجفاف والفيضانات، وتمكين المجتمعات المحلية من مواجهة ذوبان الأنهار الجليدية وانحسار الموارد المائية".