الوضع في غزة مرعب ومخيف وفوق ما يتصوره العقل البشري. وهو بشهادة المسؤولين الأممين والصحفيين يفوق الخيال.
التجويع الشامل والتدمير الكامل لكل ما يظهر على الأرض في القطاع من شماله إلى جنوبه.
جريمة كبرى في التطهير العرقي والإبادة الجماعية تظهر واقع المجتمع الدولي على حقيقته. ودماء أطفال غزة ونساؤها تراق بلا رادع.
ويبدو أن لا تعني شيئا لأحد وآلة الإجرام الصهيوني تمضي في غيها لتعيد الإنسانية على شكلها البدائي المتوحش.
لا أحد قادر على إيقاف الكيان المروع، فلا المجتمع الدولي ولا قوانينه ولا مؤسساته القضائية ولا نداءات الاستغاثة ولا بيانات الشجب والتنديد، ولا حتى جلسات البرلمانات في أقوى دول العالم حركت ساكنا لدى هؤلاء المجرمين القتلة.
عجز الأمة في نصرة أبناءها في غزة محير، أما حكامها إلا ما رحم ربي فحدث ولا حرج، بل إن الأدهى والأمر ما تشير إليه بعض الكواليس من وجود تواطؤ بين قادة الكيان وبعض دول المنطقة من أجل المضي في جريمة التجويع والترويع والتطهير بحجة التخلص من خصم سياسي مشترك.
وما يثير الحيرة والعجب هو عجز الأمة الذي يتوافق مع صمت العالم أمام هذه الجريمة المروعة في غزة، والذي يستحق هذا العصف الذهني.
في هذه الحلقة المختلفة كما يرجى من البرنامج الأسبوعي "ملفات العالم" استضافت الحلقة كل من الأستاذ الحبيب بوعجيلة باحث وكاتب سياسي، وكذلك الأستاذ نزار مقني صحفي في القسم الصباحي للصحيفة التونسية ، وكذلك من فرنسا الأستاذ علاء الدين سعيدي الكاتب والصحفي عضو الاتحاد الصحفيين والكتاب العرب في أوروبا.
في ظل استشهاد أكثر من 50 ألف شهيد، منهم 20 ألف طفل و10 آلاف إمرأة ، الى جانب أكثر من 140 ألف إمرأة أرملة ، والتجويع انتشر في كل مكان، وآخر هذه الحالات الطبية آلاء النجار التي استقبلت 9 أبنائها جثثا متفحمة وذلك لا يمكن نسي الطفلة وردة عندما حاصرتها النيران.
فكيف تقيم الصورة بهذه الوحشية اليوم؟

قال الباحث السياسي الحبيب بو عجيلة إنه لا يمكن توصيف ما يجري من المأساة في غزة فلا يوجد توصيف أدق مما بدأته الصحافة العالمية والنشطاء في العالم يتفقون عليه وهي أننا أمام إبادة جماعية غير مسبوقة في التاريخ لأنها إبادة تجري بشكل يومي ومباشر. وقد تطلب الأمر أكثر من 20 شهرا حتى يقتنع العالم والمشهد الدولي بأننا أمام الصهيونية بأبشع مظاهرها.
وأكد أن الصهيونية من أبشع ما أنتجه العالم الغربي بعد الحرب العالمية الثانية، مضيفا أن المشرق العربي كان المجال الذي غرست فيه الغدة السرطانية التي هدفها الأساسي إبقاء العالم العربي والإسلامي في الوضع التبعي.
وبالإشارة الى الطبيبة آلاء النجار قال الباحث بو عجيلة أنها كانت تقدر على مغادرة غزة والعيش في رغد إلا أنها رفضت وصمدت وأكدت هي وزوجها أن هذه اللحظة لحظة رباط وهذا هو موقف كل الغزاويين.
لأول مرة في التاريخ تعجز قوة إرهابية برعاية عالمية لكي تأخذ وقتها في عملية الإبادة ولكن الشعب الفلسطيني صمد وقال إننا نعيد النكبة الثانية.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..