في زيارة تُعد الأولى من نوعها، حلّ الرئيس اللبناني جوزيف عون ضيفًا على العاصمة بغداد، حيث استُقبل بحفاوة في العراق. وقد أثارت تصريحاته قبل شهرين بشأن الحشد الشعبي العراقي، إضافة إلى غيابه عن القمة العربية في بغداد قبل أسبوعين، جدلاً واسعًا وتساؤلات متعددة في وسائل الإعلام العراقية.
قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني: "ندعم التوافق السياسي الداخلي في لبنان، في إطار التزامنا بمنهجنا الأساسي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وفي الوقت نفسه، نجدّد إدانتنا للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على السيادة اللبنانية، ونعدّها خرقًا للقانون الدولي. نؤكد مجددًا ضرورة تطبيق القرار الأممي 1701 بالكامل."
من جانبه، أشاد الرئيس جوزيف عون بالعراق، بدعمه التاريخي ومرجعيته العليا، وقال: "طموحنا للغد الذي نأمله قريبًا جدًا لا يعفينا من واجب تقديم أصدق الشكر على كل ما قدمتموه دومًا للبنان. اسمحوا لي ألا أدخل في التعداد من هبات وتقديمات ومساعدات في شتى المجالات، حتى لا أستوقفكم طويلًا، ولا أفي العراق حقه."
ورغم أن ملف الطاقة لم يُطرح في المؤتمر الصحفي، فإن مصادر عدة تؤكد أنه كان حاضرًا على جدول أعمال الزيارة، خصوصًا فيما يتعلق بأموال العراق المتراكمة في ذمة الحكومة اللبنانية، مقابل دفعات الوقود التي تم إرسالها خلال العامين الماضيين، والتي تُقدَّر بمليار دولار.
وعلّق الباحث في الشأن العراقي صباح زنكنه قائلًا: "صحيح أن العراق أبدى نوعًا من المرونة في هذا الجانب، خاصة عندما تبرّع بـ20 مليون دولار إلى الشعب اللبناني. هذا يعني أن العراق يستطيع اليوم إسقاط جزء كبير من هذه الديون عن لبنان."
للزيارة أيضًا بُعدٌ إقليمي، خاصة وأن المنطقة تعيش على صفيح ساخن. وتطرح الزيارة العديد من التساؤلات حول مستقبل العلاقات بين البلدين، خصوصًا في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي اللبنانية.