يوماً تلو الآخر يكشف الاحتلال الإسرائيلي عن وحشيته بحق الفلسطينيين، كباراً كانوا أو صغاراً. فالأطفال والقاصرون شكلوا على مدار أيام العدوان هدفاً حقيقياً للإبادة، إذ لا يخلو يوم من قتلهم أو تجويعهم أو اعتقالهم وترهيبهم. تقارير وأرقام صادمة كشفت عنها الأونروا ومؤسسات أممية أخرى، قالت إن 50,000 طفل في غزة قتلوا أو أصيبوا منذ بدء العدوان، ناهيك عن حالات الترويع المتواصل والمستمر.
طفلان فلسطينيان، يحمل أحدهما برميلاً أزرق للمياه، والآخر يحمل حزماً من الخراطيم البلاستيكية، طفلان مدنيان في فناء منزلهما يبحثان عن شيء قد ينفع في النزوح، لا يشكلان خطراً أبداً، بل ربما يحلمان بغد أفضل يعودان به إلى بيتهما، إلا أن طائرة مسيرة إسرائيلية طاردتهما واستهدفتهما فاستشهدا على الفور.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، لقناة العالم: "الاحتلال الإسرائيلي بالفعل يتعمد قتل الأطفال في قطاع غزة، ولا يخلو أي استهداف في القطاع من وجود أطفال ونساء بين الشهداء والجرحى. لكن بالتركيز على الأطفال، نتحدث عن حصيلة لا تقل عن 16,000 شهيد من الأطفال قتلوا منذ بداية الحرب، وفق تقارير أممية تتحدث عن 50,000 ما بين شهيد ومصاب من الأطفال جراء الحرب، منهم 18% أصيبوا بحالات بتر وإعاقات دائمة. وهذا فقط في فئة الأطفال، وهناك معاناة كبيرة يعانيها الأطفال، فهناك تقريباً 320 أسرة أو طفل بقي وحيداً ناجياً".
الطفلة أمل الحطاب كانت طفلة أرادت تسليط الضوء على ما يجري بحق الأطفال في غزة، فأدت دوراً تمثيلياً قبل عدة أشهر عن حوادث استهداف الأطفال، حالمة بحلم تنتهي فيه المجاعة والإبادة، لكنها لاقت المصير نفسه بعد أن استهدفتها طائرات الاحتلال.
وقال والد الطفلة أمل، همام الحطاب، لقناة العالم: "كانت طفلتي أمل الصغيرة تعيش في شمال قطاع غزة، حيث مع بداية الحرب تعرض الشمال إلى حرب إبادة جماعية من مجاعة وجوع وعمليات قتل متعمدة للأطفال. حلمت طفلتي أن تنتهي الحرب وتنتهي المجاعة، وكانت تحلم بالخضروات والفواكه، لكنها استشهدت جائعة، محتاجة أبسط حقوقها في الطعام".
لا يدخر الاحتلال الإسرائيلي جهداً في قتل الأطفال الفلسطينيين في حرب إبادة دموية لم يسلم منها حتى الأجنة في رحم أمهاتهم.