وفي تعقيبه على التحركات الدبلوماسية المتعلقة بمستقبل قطاع غزة، شدد أبو زهري على أن الرسالة التي تسلمتها الحكومة الفرنسية مؤخراً من رئيس السلطة عباس، "لا تعبر إلا عن رأي الجهة التي وقعت عليها"، مضيفاً أن "أي مشروع يستهدف قوى المقاومة أو يسعى إلى تجاوزها، لن يُكتب له النجاح".
ودعا أبو زهري الحكومة الفرنسية إلى التركيز على وقف المحرقة الجارية في غزة، والتصدي لسياسات التجويع الممنهج، بدلاً من الانخراط في مشاريع "غير مقبولة شعبياً أو وطنياً".
يأتي ذلك بعدما أعرب عباس عن تأييده لقيام حماس "بإلقاء السلاح" و"التوقف عن حكم غزة" كجزء من دولة فلسطينية مستقبلية، في رسالة وجهها إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل مؤتمر في الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين، وفق الإليزيه.
وفي رسالة وجهها، أمس الإثنين، إلى ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي سيشارك في رئاسة المؤتمر حول حل الدولتين من 17 إلى 21 حزيران/يونيو في نيويورك، قال عباس أيضا إنه "مستعد لدعوة قوات عربية ودولية للانتشار كجزء من مهمة الاستقرار/الحماية بتفويض من مجلس الأمن".
وأضاف أن دولة فلسطينية مستقبلية "لن تكون لديها نية بأن تكون دولة عسكرية وهي مستعدة للعمل نحو ترتيبات أمنية تعود بالنفع على جميع الأطراف طالما أنها تستفيد من حماية دولية".
ودعا رئيس السلطة الفلسطينية الحركة إلى الإفراج الفوري عن جميع اسرى الاحتلال.
وكان ماكرون الذي سيسافر إلى نيويورك في 18 حزيران/يونيو، دعا عباس في نيسان/أبريل الماضي الى "استبعاد" حماس من غزة و"إصلاح" السلطة الفلسطينية من أجل "التقدم نحو حل سياسي قائم على دولتين" على حد تعبيره.
إقرأ أيضا.. محمود عباس يؤيد مجددا نزع سلاح حماس
ويريد إيمانويل ماكرون الذي سيكون في نيويورك في 18 حزيران/يونيو، أن يجعل من المؤتمر الدولي لحظة محورية لإعادة إطلاق هذا الحل، وهو ما لا تريده كيان الاحتلال.
وقال إنه "مصمم" على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنه ربط ذلك بشروط عدة منها "نزع سلاح" حماس و"عدم مشاركتها" في الحكم.
ويرى محيطون بماكرون أن اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية "لن يكون ذا قيمة إلا إذا انضمت دول أخرى" اليه، بينما يعتقد آخرون أنها قادرة على القيام بذلك منفردة، وسيكون لقرارها تأثير "كبير" لأنها إحدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
وشاركت بريطانيا وكندا فرنسا "تصميمها" على "الاعتراف بدولة فلسطينية" في إعلان مشترك في أيار/مايو. ووجه ماكرون خلال الفترة الماضية انتقادات شديدة اللهجة الى الإحتلال الاسرائيلي على خلفية مواصلته العدوان على غزة وتدهور الوضع الانساني في القطاع المحاصر.
وهو أكد مساء الاثنين أن حصار غزة "فاضح" و"عار". وتزامنا مع الانتقادات، أرسل ماكرون الأسبوع الماضي مبعوثا الى "اسرائيل" ليؤكد لسلطاتها أن مؤتمر الأمم المتحدة لا يهدف إلى عزلها بل البحث عن حل يضمن الأمن في المنطقة.
واتهمت وزارة خارجية الكيان الإسرائيلي، ماكرون أواخر أيار/مايو بشن حملة صليبية ضد الكيان المحتل.