جوا الصندوق..

حقيقة المشروع الإيراني.. وأسباب عداء أمريكا والكيان الصهيوني له!

السبت ٢٨ يونيو ٢٠٢٥
٠١:٥٤ بتوقيت غرينتش
في هذه الحلقة من برنامج"جوا الصندوق"، نسلط الضوء على حقيقة المشروع الإيراني ولماذا يواجه هذه المحاربة والعداء الشديد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل".

مصطفى شمران مناضل وعالم ومجاهد و.. شهيد

الشهيد مصطفى شمران
شاب من مدينة قم الإيرانية تفوق في دراسته الجامعية لهندسة الكهرباء، وحصل على منحة دراسية لإكمال دراساته العليا في الولايات المتحدة الأمريكية. أنهى درجة الماجستير في التخصص ذاته بتقدير امتياز من جامعة تكساس، ثم قرر مواصلة دراسته ونال درجة الدكتوراه في هندسة الطاقة النووية من جامعة بيركلي بالولايات المتحدة الأمريكية.

ونظراً لتفوقه وتميزه الأكاديمي، حصل على منصب تدريسي في هذه الجامعة المرموقة وفي هذا المجال الحيوي. لكن هذا الشاب، رغم كل هذه الإنجازات، قرر ترك كل شيء في أمريكا والعودة إلى لبنان في أواخر ستينيات القرن الماضي.

استقر الشهيد مصطفى شمران في جنوب لبنان بين عشرات الآلاف من المحرومين والمهجرين واللاجئين الذين كانوا يتعرضون يومياً للغارات والقصف المدفعي والاقتحامات والمجازر. دكتور في هندسة الطاقة النووية وخريج جامعة بيركلي يتقاسم الطعام مع الشباب المحرومين من أرضهم والمحرومين في أرضهم تحت نيران القوى المعادية في المنطقة.

هذا الشخص ساهم بعد فترة قصيرة في تشكيل حركة المحرومين في لبنان، وساهم لاحقاً في تدريب وتجهيز أفواج المقاومة اللبنانية "أمل". عاد إلى بلده إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية وتم تعيينه وزيراً للدفاع في خضم حرب شاملة كانت تخوضها بلاده.

شاهد أيضا.. عراقجي: إيران لا تعرف الاستسلام وتكتب تاريخ الكرامة بدماء شهدائها + صور

خلال فترة وزارته للدفاع، لم يكتفِ بالبقاء في المكاتب أو أمام الكاميرات، بل بقي على الجبهات وبين المقاتلين والأهالي حتى استشهد عام 1981 في إحدى المعارك.

هذه ليست فقط قصة الشهيد مصطفى شمران، القائد الذي يعرفه أهل المقاومة في لبنان بقدر ما يعرفه شعبه في إيران، بل هي قصة الثورة الإسلامية في إيران أيضاً. كما أنها تجسد العبارة الأكثر تداولاً على مسامعنا في العقدين الماضيين على الأقل، وهي "المشروع الإيراني".

لم يكن مصطفى شمران مجرد فرد استثنائي في الحركة السياسية التاريخية التي نعرفها اليوم باسم الثورة الإسلامية. هذا الشخص، مثل كثير من رموز هذه الثورة، جسد الجوهر الحقيقي للحراك السياسي الذي يصنفه المحللون الغربيون وغير الغربيين كأحد أبرز الأحداث المفصلية في التاريخ. أحياناً تتم مقارنة الثورة الإسلامية في إيران بالثورة البلشفية في روسيا والثورة الفرنسية، باعتبارها أحداثاً ضخمة غيرت مسار التاريخ.

بطاقة تعريف الثورة الإسلامية في إيران

لن نكرر المعروف عن مسار وأحداث الثورة الإسلامية في إيران، ولن نتحدث عن أسبابها وعوامل نجاحها، ولكننا سنتحدث عن بطاقة تعريف الثورة الإسلامية في إيران.

من المتعارف عليه أن أي حراك سياسي اجتماعي في العالم، بما في ذلك الثورات، يحمل أهدافاً سياسية ونظرة للمجتمع والدولة، وهي عبارة عن بطاقة تعريف لهذا الحراك أو الثورة. وفي مسار التاريخ السياسي البشري، تحمل الثورات دائماً وبديهياً بطاقة تعريف مضادة للواقع القائم الذي قامت ضده أصلاً.

على سبيل المثال، بطاقة تعريف الثورة البلشفية في روسيا هي كسر الإمبراطورية الروسية ونقل الفكرة الاشتراكية والشيوعية من المجال النظري إلى المجال العملي، وليس حصراً على صعيد روسيا. والثورة الكوبية بطاقة تعريفها هي تحقيق استقلال مجتمعات أمريكا اللاتينية من هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها الحاكمة، إضافة إلى الاشتراكية في مواجهة النهب الرأسمالي.

بالمقابل، ما يُعرف بالثورة البرتقالية في أوكرانيا بمراحلها المختلفة، بطاقة تعريفها هي رغبة جزء من الأوكرانيين بالانضمام لحلف الناتو وأوروبا، وانتزاع أوكرانيا من العمق الروسي.

بمعنى آخر، لا توجد أي ثورة إلا وتحمل مشروعاً وهوية مناقضة للواقع الذي ثارت عليه. وأقول إذا كان هذا الحراك السياسي متفقاً مع الهوية السياسية والنظرة العامة لموقع الدولة في محيطها وفي العالم، فإن هذا الحراك لا يتعدى كونه محاولة إصلاحية أو تغييراً شكلياً في آليات الحكم، وأكيد لا يكون اسمه ثورة.

وإذا طبقنا هذا المعيار على الحدث الإيراني، سنكتشف أن بطاقة تعريف الثورة الإيرانية لم تكن إسقاط الشاه وتأسيس الجمهورية الإسلامية حصراً، بل إن بطاقة التعريف الحقيقية للثورة الإسلامية في إيران كانت تغييراً جذرياً للسياسة الخارجية الإيرانية ولموقع إيران في الصراع القائم في المنطقة.

شاهد أيضا.. بقائي: إيران محبة للسلام لكنها لن تستسلم أو تخضع للإذلال

جميعنا نعرف أن نظام الشاه كان أكبر حليف للكيان الإسرائيلي في الإقليم، لدرجة أن الجيش الإيراني والمخابرات الإيرانية كانا يلعبان دور شرطة "إسرائيل" في المنطقة العربية. وفي تلك الفترة، ورغم كون الشاه ينتمي للمذهب الشيعي، ورغم أن الجزر الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى الموجودة قرب الحدود البحرية للإمارات، كانت منذ تلك الفترة تحت السيطرة الإيرانية أيام الشاه، ورغم مشاركة الجيش الإيراني في عهد الشاه في الاعتداء على شعوب عربية كما حدث في حملة القضاء على ثوار ظفار في عُمان، عدا عن الدور الأمني والاستخباري المساند "لإسرائيل" ضد حركات المقاومة العربية، ورغم كل هذا، كانت الأنظمة العربية التي ترفع اليوم راية الدفاع عن العروبة في وجه إيران، نعم هذه الأنظمة كانت خاضعة خضوعاً تاماً للشاه الإيراني.

هذه الأنظمة التي يتحرك جزء كبير منها في الحشد المذهبي ضد إيران اليوم، كانت راضية ومتصالحة مع الهوية الشيعية لشاه إيران. بالتأكيد، أنظمة الرجعية العربية لم تتغير؛ الذي تغير هو الحكم في إيران.

مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران في شباط/فبراير 1979 واستلام الإمام الخميني( قدس سره) للحكم، مباشرة وبدون تأخير، رفع حكام إيران الجدد بطاقة تعريف الثورة.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...

0% ...

آخرالاخبار

ترامب يتهم الديمقراطيين بتغيير قاعدة 'الفيلبستر' وتدمير المحكمة العليا


احتدام المعارك في كردفان وتحذيرات من تكرار مجازر الفاشر


نداء شعبي لـ"حملة مقاطعة داعمي 'إسرائيل' في لبنان" رفضا للتطبيع


مستشار قائد الثورة مخاطبا الإمارات: لصبرنا حدود


تصعيد إسرائيلي متواصل في الضفة.. شهيد واقتحامات واعتداءات المستوطنين


إنطلاق المرحلة 2 من مناورات القوات البحرية لحرس الثورة الإسلامية


منتخب إيران للتايكواندو یحصد ذهبيتين في بطولة العالم للشباب


اتفاق غزة بين الاعتداءات الإسرائيلية وخطة ترامب


بعد هلاك 'أبو شباب'.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال للاستسلام


الرئيس الروسي.. سنواصل 'دون انقطاع' تصدير الوقود للهند